الرياض – عبد العزيز الدوسري
تسود محافظة ذمار، حالة من التوتر الشديد، بعد الخلافات التي بدأت تطفو على السطح بين أبنائها من جهة، وقيادة التمرد "الحوثي" وفلول صالح من جهة ثانية، بعد تذمر الأهالي من مقتل عدد كبير من أبنائهم في صورة شبه يومية، خلال المواجهات التي تشهدها عدد من المدن والمحافظات اليمنية.
وأبرزت مصادر صحافية، أن تلاسنًا كبيرًا حدث، الاثنين، بين مجلس أهلي يضم وجهاء المحافظة وممثلين للتمرد، حيث يؤكد الأهالي أن "الحوثيين" غرروا أبنائهم ودفعوهم إلى ميادين القتال من دون علم أهاليهم، وسادت حالة من الغضب الشديد خلال الأيام الماضية، بعد وصول جثامين عشرات القتلى من أبناء المحافظة على نحو يومي، نتيجة للهزائم المتلاحقة التي يتلقونها على أيدي الثوار في محافظات عدن وأبين ولحج.
وبيّنت المصادر، أن عدد جثث القتلى من أبناء المحافظة في المواجهات التي سبقت تحرير عدن وصل إلى 70 جثة، فضلًا عن عودة كثير من الجرحى الذين قطعت بعض أطرافهم في القتال، كما وصلت، الثلاثاء، 60 جثة أخرى لأبناء المحافظة الذين سقطوا في قاعدة "العند" الجوية على أيدي الثوار والجيش الموالي للشرعية، ما أحدث حالة من الانفلات الأمني في المحافظة.
حيث هاجم الأهالي مندوبي التمرد الذين أوصلوا الجثث واعتدوا عليهم، كما هاجموا وجهاء الأحياء الذين غرروا أبناءهم للمشاركة في القتال إلى جانب المتمردين بعد أن منحوهم مبالغ ضخمة، وكان الاتفاق بينهم يقضي تدريبهم عسكريًا؛ للدفاع عن مناطقهم في المستقبل؛ لكنهم أرسلوهم مباشرة من معسكرات التدريب إلى مناطق العمليات من دون علم أهاليهم.
وأضافت، أن المحافظة التي عرف عنها احتضانها للمتمردين "الحوثيين"، على شفا إعلان العصيان، وخروجها عن سيطرة الانقلابيين، وأن محاولات عدة بذلتها شخصيات دينية واجتماعية لامتصاص غضب الأهالي وتهدئتهم؛ إلا أنها باءت في الفشل حيث يصر الأهالي على دفع ديات أبنائهم كاملة قبل استلام جثثهم ودفنهم، ويؤكد مراقبون عدم قدرة الحركة المتمردة على تنفيذه، لا سيما في ظل الضائقة المالية التي تعيشها.
واختتم، أن الأجواء السائدة في المحافظة تؤكد تطور الأمور إلى مراحل أكثر صعوبة، متوقعًا بأن تشهد الأيام القليلة المقبلة، تطورات تؤدي في آخر المطاف، إلى إعلان المحافظة انسلاخها عن التمرد وانضمامها إلى الشرعية.
أرسل تعليقك