الرياض ـ سعيد الغامدي
أشاد رئيس جامعة "الأزهر" الدكتور عبد الحي عزب، بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ورعايته الكريمة للمؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة التطرف"، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة الأسبوع الماضي.
وأكد عزب، إنَّ "هذه دعوة ورعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين، تبين للعالم وبصوت عالٍ أنَّ الأمة الإسلامية بعلمائها تقول بصوت واحد: الإسلام بريء مما تحاولون إلصاقه به"، مشيرًا إلى أنَّ المؤتمر سيكون انطلاقة لتشكيل قوة عربية رادعة في وجه التطرف.
وأوضح أنَّه "حين يجتمع العلماء على كلمة واحدة معتصمين بحبل الله ولا يتفرقون، فإنَّ هذه مقدمة مهمة لتجمع الشعوب العربية وتشكيل قوة عربية رادعة لتقف في مواجهة هؤلاء اللئام الذين يريدون التهام بلاد العرب وبلاد المسلمين الواحد تلو الآخر".
وأشار إلى توقيت المؤتمر، قائلًا "المؤتمر انعقد في وقت مناسب؛ لأنَّ هذا الوقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى توحيد كلمة علماء المسلمين وجمعها، ففي هذا الوقت بالذات تتعرض الأمة الإسلامية لتهديدات من بعض من ابتلينا بهم في وقتنا الحالي من أمثال "داعش" وغيره".
وأضاف عزب "تلك الفئات التي تمارس التطرف تدعي الإسلام، وتقتل باسم الإسلام وتسفك الدماء باسم الإسلام، وتهدم البيوت كذلك باسم الإسلام، فهل الإسلام يبيح مثل هذه الأفعال؟ بالطبع لا، لكن للأسف مثل هذه الأفعال جعلت أعداء الإسلام يلصقون التهم بديننا الحنيف".
وتابع "من هنا جاء هذا المؤتمر في التوقيت المناسب ليخاطب العالم أجمع، وفي تظاهرة علمية، ضمت علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، الذين اجتمعوا في هذا الوقت العصيب بجوار بيت الله الحرام وفي البلد الأمين، ليقولوا كلمة الحق، وليعلنوا للدنيا بأسرها أنَّ علماء المسلمين جاءوا إلى مكة المكرمة؛ بدعوة كريمة ورعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لتُعلن كلمة عالية الصوت، ويُقال للعالم إنَّ الأمة الإسلامية بعلمائها تقول بصوت واحد: الإسلام بريء مما تحاولون الإلصاق به".
واستطرد "إنَّ الداعشيين أو المتطرفين ما هم إلا فئة خرجت على الشعوب والأوطان والدول ومجتمعاتها، لتنال منهم وتعتدي على الشريعة الإسلامية ومقاصدها".
وبيَّن فيما يتعلق بالحقوق الإنسانية، أنَّ "الشرع الحكيم حافظ على المقاصد والكليات الخمس، ولو فصلنا في ذلك لاتضح أن الشرع حافظ على الدين، وهم بعيدون كل البعد عن حفظ الدين، وحفظ الشرع الأنفس، أما هم فوجودهم في الأصل لقتل الأنفس والأرواح".
واسترسل عزب "في حين أنَّ الشرع يحفظ الأعراض، هم جاءوا لانتهاكها، وهم يستهدفون هلاك النسل، والشرع الحكيم يحافظ على النسل، وينطبق ذلك أيضًا على المال أحد الجوانب المهمة، فهم يهدرون المال، في حين أنَّ الشرع يحفظه وينميه، وبعد هذا السرد تتضح الصورة أنَّ "داعش" وأمثاله بعيدون كل البعد عن جوهر الإسلام ومعناه".
وشدَّد على أنَّ "داعش" وغيره ومن يمثلون هذا الفكر هم صنيعة أعداء الإسلام، ف"داعش" لم يصنع نفسه، وإنما صنيعة غيره ومن لهم مصالح في تشويه صورة الإسلام، وهم جاءوا كالذئاب ليعتدوا على مقاصد الشرع الحكيم".
واختتم عزب حديثه إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، بالتأكيد على أنَّ "اجتماع مكة هو تظاهرة عالمية لعدد من العلماء، التفوا حول هدف واحد، وحول كلمة سواء، وإنما هو تعبير صادق واعتصام للأمة حول كلمة الحق، وذلك يشير إلى بداية تجمع الأمة في مواجهة هؤلاء المتطرفين".
أرسل تعليقك