عناصر من الجيش اللبناني
بيروت ـ جورج شاهين
أكدت مصادر أمنية، ظهر الإثنين، أن الجيش اللبناني أحكم السيطرة على مجمع الشيخ أحمد الأسير في منطقة عبرا في مدينة صيدا جنوب لبنان، ويشتبك في هذه الأثناء مع بعض القناصة المتمركزة على أسطح بعض الأبنية، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا من الجيش إلى 15 شهيدًا وأكثر من 50 جريحًا، ولم يُكشف
عن العدد الحقيقي لقتلى وجرحى المسلحين، في حين طالب بيان صادر عن الاجتماع الأمني في قصر بعبدا الجيش بـ"اتخاذ الإجراءت التي تسمح بإجلاء المدنيين في صيدا حفاظًا على سلامتهم"، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية في المدينة لمحاصرة ألاف المواطنين منذ ظهر الأحد.
وقد تواصلت الاشتباكات العنيفة في بلدة في صيدا ومحيطها وصولاً إلى منطقة عبرا وتعمير عين الحلوة والمخيم الفلسطيني المجاور لها عبرا بين الجيش اللبناني وعناصر تابعة للشيخ أحمد الأسير ومقاتلين من جنسيات مختلفة، طوال ليلة الأحد الإثنين، ويقاتل الجيش في هذه الأثناء، في الأمتار الأخيرة من المربع الاأني التابع للأسير، في ظل مقاومة شرسة للمقاتلين بالقذائف والقنابل، فيما يسود الهدوء الحذر محور التعمير - عين الحلوة، بعد اشتباكات استمرت طوال الليل بين الجيش اللبناني ومسلحي "جند الشام"، حيث استعمل الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ"أر بي جي"، فيما قالت تقارير أمنية وردت من صيدا إلى "العرب اليوم"، إن الاشتبكات تجددت بعنف على أطراف عين الحلوة وتعمير عين الحلوة، بين وحدات من "فتح الإسلام" و"جند الشام" الموالين للشيخ أحمد الأسير.
شدد بيان صادر عن الاجتماع الأمني الذي دعا إليه الرئيس ميشال سليمان الوزراء والقادة الأمنيين، الإثنين، في قصر بعبدا، على "وجوب استمرار قوى الجيش بمؤازرة القوى الأمنية في التصدي للمعتدين في صيدا، حتى الانتهاء من منع المظاهر المسلحة، وإزالة المربع الأمني، وتوقيف المعتدين والمحرضين"، مطالبًا الجيش اللبناني بـ"اتخاذ الإجراءت التي تسمح بإجلاء المدنيين حفاظًا على سلامتهم".
وأكد مصدر عسكري رفيع، أن هذا الاجتماع المخصص للوضع الأمني في صيدا، سيضمّ كلاً من وزيري الدفاع فايز غصن والداخلية مروان شربل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل، موضحًا أن "قيادة الجيش لن توقف العمليات العسكرية في صيدا، وهي ماضية في العمل للقبض على الأسير".
وأوضح المصدر، أن "ما جرى لم يعد فتنة، لأن الفتنة تكون بين فئة وفئة أخرى، بل هو اعتداء على الدولة والجيش، ويجب حسم الوضع سريعًا لكي لا تصبح صيدا بؤرة مفتوحة، ويدخل الجيش عندئذٍ في حرب استنزاف، وهذا هو الهدف الأساسي، لإشغاله عن ضبط الحدود ومنع سقوط الدولة وحماية المواطنين، وأن ما جرى يفرض الإسراع في تأليف حكومة إنقاذ وطني، يتمثل فيها الجميع لمواكبة المرحلة ومواجهة التحديات".
وعمل الجيش اللبناني خلال ساعات الليل على إعادة فتح جميع الطرقات التي كانت قد أغلقت الأحد،احتجاجًا على ما جرى في منطقة صيدا، ولا سيما في البقاع والطريق الدولي نحو الجنوب، الذي لا يزال يتعرض لرصاص القنص من مجموعات مسلحة تتمكرز على سطوح المباني المشرفة على طريق الجنوب، كما فتحت الطرق في بر الياس - المصنع، وطريق قب الياس - عميق، طريق شتورا - سعدنايل- وطريق الفرزل، وبدا أن الوضع في البقاع الأوسط مستقرًا.
وفي طرابلس، استمرت أجواء التوتر، وعمد بعض الشباب صباح الإثنين إلى قطع الطرق المؤدية إلى ساحة عبدالحميد كرامي، كما عمد البعض الآخر إلى قطع طريق طرابلس - عكار في البداوي، فيما انطلقت الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، وسط إجراءات أمنية في محيط مراكز الامتحانات، ما خلا في صيدا التي توقفت فيها الامتحانات وتحديدًا في مناطق الاشتباكات، كما منع المسلحون بالرشقات النارية الطلاب من الوصول إلى مراكز الامتحانات في طرابلس.
ولمناسبة التوتر المفاجىء، أعلنت مؤسسة "كهرباء لبنان"، في بيان، أنه "عند الساعة 14,45 من بعد ظهر الأحد الواقع فيه 23/ 6/ 2013، تعطل خَطَّا الزهراني - عرمون 220 ك.ف (الأساسي والرديف)، حيث من المرجح أن يكونا أصيبا خلال الأحداث الأمنية الجارية في صيدا وفق المعلومات الأولية، في ظل تعذر وصول الفرق الفنية للكشف ميدانيًا على الوضع، وأدى ذلك إلى انفصال معمل الزهراني بكامله عن الشبكة الكهربائية العامة، ثم انفصال باقي مجموعات الإنتاج عن الشبكة، وبالتالي انقطع التيار الكهربائي عن المناطق كلها بما فيها بيروت الإدارية.
وتعمل الفرق الفنية حاليًا على إعادة ربط المجموعات تدريجيا بالشبكة، وبالتالي إعادة الوضع إلى طبيعته في أقصى سرعة ممكنة، على أن يتم الكشف على الخطين المذكورين لتحديد أسباب تعطلهما فور استتباب الأوضاع الأمنية في صيدا بما يسمح بوصول الفرق الفنية إليهما".
وكشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ"العرب اليوم"، عن أن الشيخ السلفي أحمد الأسير لا يزال في مسجد بلال بن رباح متحصنًا في داخله، وسط وجود قرار للجيش اللبناني بعدم الدخول إلى المسجد والاكتفاء بالحصار المحكم على مداخله من الجهات كلها، وأن الحديث عن هروبه أو تمكنه من الوصول إلى مكان بعيد من الاشتباكات غير دقيق للغاية، وهو مجرد عملية تمويه مرفوضة، باعتبار أنه مطلوب ليكون بتصرف القضاء المختص موقوفًا لتهمة التحريض على الجيش اللبناني، وإعطاء الأوامر إلى مسلحيه للتعرض للعسكريين وقتلهم، بعدما تبرأت منه القيادات السياسية والحزبية.
وأكدت تقارير أمنية وصلت من شرق صيدا إلى "العرب اليوم" ليل الأحد الإثنين، أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في الأحياء الداخلية المحيطة بمسجد بلال بن رباح في عبرا، حيث تطارد وحدات الجيش اللبناني مجموعات مسلحة من بقايا الوحدات الموالية للأسير، وسط اشتباكات متقطعة تتردد فيها أصوات القذائف الصاروخية والمدفعية بشكل متقطع، وسمع دوي انفجار في أجواء المدينة تبين انه ناتج عن سقوط قذيفة هاون فوق سطح أحد الأبنية، كما سقطت قذيفة أخرى عند المدخل الشرقي لحارة صيدا.
وفور شيوع خبر استشهاد العسكريين في عبرا على يد مسلحين تابعين للأسير، بدأت تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي صور للملازم أول الشهيد سامر طانيوس الذي استشهد الأحد بإطلاق النار عليه، كما نشرت صورة للشهيد الملازم أول المغوار جورج أبو صعب والجندي الشهيد نقولا الناشف، قبل أن تتطور الأحداث وتنتهي إلى استشهاد ضابط ثالث قرابة السابعة والنصف مساء الأحد بالتوقيت المحلي لبيروت.
كما حاول مسلحو الأسير استدراج الفلسطينيين المسلحين في المخيمات القريبة من صيدا فتجاوب معه مجموعة من مقاتلي فتح الإسلام فأطلقوا النار على حواجز الجيش اللبناني في محيط مخيم عين الحلوة قبل أن تتدخل القيادات الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يستعد لزيارة بيروت قريبا لوقف أشكال التورط كلها في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وأفادت المعلومات عن نجاح الجيش بالسيطرة الكاملة على محيط "مسجد بلال بن رباح" في عبرا حيث يحتمي الشيخ أحمد الأسير مع أنصاره، بعد إسكات مصادر النيران التي كانت تطلق من بعض الأبنية المحاذية الجامع. وبعدها أفيد عن مقتل شقيقه ومرافقه علي وحيد وأصيب أكثر من سبعة جرحى آخرين.
وكان الشيخ الأسير قبل أن تختفي آثاره ويغادر مجمعه في مسجد بلال بن رباح قد أرسل من أمام المسجد عدداً من الرسائل عبر حسابه على تويتر قال فيها "إلى مناصرينا في المناطق كلها هبوا إلى نجدتنا، يتم قتلنا من حزب الله والجيش اللبناني، توجهوا فوراً إلى صيدا"، وفي رسائل أخرى دعا "العسكريين السنة جميعهم في الجيش اللبناني إلى الانشقاق فوراً وعدم المشاركة في قتل إخوانه".
كما دعا إلى قطع الطرقات والمناصرين خارج لبنان إلى الاعتصام أمام السفارات اللبنانية.
ومع بداية ليل الأحد تجاوبت بعض التجمعات الشبابية من أنصار الأسير في بيروت فقطعت بعض الطرق في كورنيش المزرعة والطريق الجديدة ورأس النبع تزامنا مع قطع شبان من المجموعات الإسلامية الطرابلسية السلفية طرق في طرابلس حيث المستديرات الأساسية في المدينة وكذلك في منطقة الناعمة لقطع الطريق بين بيروت والجنوب.
وقبيل اجتماع بعبدا، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، أن الجيش دخل منطقة صيدا ووضع يده على مكان التواجد المسلح، ويقوم بالعمليات المطلوبة منه، وأن غالبية مخارج منطقة المربّع الأمني مطوّقة من الجيش، رافضًا الكشف عما إذا كان الأسير داخل المسجد أو هرب من صيدا.
وقال شربل، "إننا لم نعد بحاجة إلى غطاء سياسي لحسم ظاهرة الأسير، بعد أن سقط شهداء من الجيش، وبين 50 إلى 60 جريحًا مقابل لا شيء، وإن ما جرى الأحد غير مقبول أبدًا، ويدلّ على حقد تجاه الجيش اللبناني"، مذكرًا بحرب 1975 التي اندلعت من صيدا مع استشهاد معروف سعد، مشددًا على أن "القوى السياسية متضامنة كلها مع الجيش، وغالبية الطوائف أيضًا وإذا ضاع الجيش ضاع البلد"، داعيًا إلى التضامن والابتعاد عن الخطاب السياسي والتشنجات الطائفية، والوقوف إلى جانب الجيش ليقمع الفتن التي تطال الوطن.
وأكد وزير الداخلية، أن اجتماع بعبدا قبل ظهر الإثنين، هو لمؤازرة ودعم الجيش، وإن احتجنا إلى اجتماع لمجلس الوزراء فسيعقد، وعلى الجميع أن يبقوا مستعدين لتبقى الاجتماعات مفتوحة"، مضيفاأ أن "الجيش وضع يده على المنطقة حيث الوجود المسلح للأسير، ولا غطاء سياسيًا بعد سقوط شهداء الجيش، وكل القوى السياسية متضامنة مع الجيش اللبناني".
وبشأن إمكان إعلان صيدا منطقة عسكرية، قال وزير الداخلية، "إن الأمر بحاجة إلى درس، وإذا احتجنا ستبقى اجتماعات مجلس الوزراء مفتوحة 24 ساعة لتخليص البلد من هذه المشكلة"، مشددًا في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان - ضبيه"، على أن الجيش خط أحمر، ومن غير المسموح التطاول عليه، لأنه لكل لبنان وليس لفئة من دون أخرى، والدليل أن من استشهدوا هم من كل الطوائف.
وفي هذه الأجواء، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "ما جرى في صيدا يشبه ما جرى في المدينة عند اغتيال معروف سعد، وأن الاعتداء على الجيش أكثر من مرفوض ومدان"، معتبرًا أنه "فعل حرام وخيانة للوطن، وأن من حق قيادة الجيش القيام بكل ما تراه مناسبًا لتقوم بواجبها في الدفاع عن البلد، ومنع التلاعب بأمنه، والغرق في نظام الفتنة التي لن ينجو منها أحد إذا خربت المؤسسة العسكرية".
وقالت مصادر قيادية في قوى "14 آذار"، إن التطورات الأمنية جاءت لتزيد من أهمية المؤتمر الذي تنظمه الأمانة العامة لها في العاشرة والنصف قبل ظهر الإثنين، في مجمع "تلال زحلة"، تحت عنوان: "العيش الواحد في البقاع مسؤولية وطنية مشتركة"، لا سيما لجهة أن العيش المشترك بات مهددًا في كل لبنان، وأن الأحداث المتنقلة تنذر بعواقب وخيمة، وأن المدخل إلى السلام اللبناني يبدأ بوضع المذكرة التي رفعتها قوى "14 آذار" إلى رئيس الجمهورية حيز التنفيذ، بدءًا من انسحاب "حزب الله" من سورية، مرورًا بضبط الحدود اللبنانية - السورية، وصولاً إلى تشكيل حكومة حيادية تأخذ على عاتقها الوضعين الأمني والاقتصادي، فضلاً عن تحييد لبنان عن الأزمة السورية والدخول في علاجات فورية وجدية لكل السلاح الخارج عن الدولة.
وعلم "العرب اليوم"، أن البيان الختامي سيكون شديد اللهجة، وأن هذا المؤتمر المناطقي الذي يضم نواب منطقة البقاع وفعالياتها، سيتم إلى تعميمه على المناطق اللبنانية كافة، لهدف تسليط الضوء عن قرب حيال كل ما يشهده لبنان من مخططات جهنمية، وفي سبيل إشراك كل النخب في رسم سياسات مناطقها، وإشراكها في القرار المركزي لقوى "14 آذار".
ودان رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي التعرض للجيش اللبناني في صيدا، الأحد، وقال "يشكل الجيش اللبناني صمام الأمان للبنان واللبنانيين جميعهم، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، وأي اعتداء عليه هو أمر مدان، من هنا نحن ندعو الجميع إلى الالتفاف حول الجيش اللبناني ودعم مهمته في حفظ الأمن والاستقرار وعدم الانجرار وراء محاولات تفجير الأوضاع في لبنان، كما نناشد الجميع الحكمة والتروي وعدم إطلاق المواقف الانفعالية التي لا تخدم المعالجات المطلوبة في هذا الظرف الدقيق.
وأجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اتصالات بكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة ووزير الداخلية مروان شربل والنائب بهية الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، جرى خلالها التداول في الوضع الأمني المتدهور الذي تشهده منطقة صيدا وعبرا ومجدليون، حيث أكد سلام ضرورة قيام الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمعالجة الوضع على الأرض بالسرعة الممكنة، واعتقال الفاعلين وإنهاء حالة الاستنفار المسلح الذي يهدد المواطنين والسلم الأهلي في عاصمة الجنوب، داعيًا القوى السياسية كلها إلى مؤازرة الجيش والقوى الأمنية لوضع حد للصدامات المفتعلة والتي باتت عبءًا على الجميع من دون استثناء.
وأكدت مصادر مطلعة، أن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري، اتصل بقيادة الجيش، مثنيًا على دورها، داعيًا إلى لجم المسلحين، وإعادة الاستقرار إلى مدينة صيدا، معتبرًا أن "الخطيئة الكبرى التي يتحمل مسؤوليتها (حزب الله) من خلال استفزاز المواطنين في عاصمة الجنوب، ونشر البؤر الأمنية في الأحياء، لا يصح أن تشكل مبررًا للخروج على القانون، واللجوء إلى استخدام السلاح ضد مراكز الجيش اللبناني، أو أي قوى أمنية شرعية"، داعيًا جميع المواطنين إلى "عدم الانجرار إلى أي ردود فعل سلبية، من شأنها أن تغطي ارتكابات الحزب، وتعطي المتضررين من بسط سلطة الدولة الفرصة لتحقيق مآربهم السياسية والأمنية".
ونبه الحريري من أي محاولة لاستدراج مدينة صيدا إلى مواجهة مع الدولة والجيش اللبناني، مشددًا على وجوب اتخاذ الإجراءات التي تحمي المدينة وأهلها ووقف مسلسل الفتن المتنقلة التي تتهدد لبنان، مضيفًا أن "الاستقرار والعيش المشترك في مدينة صيدا هما أمانة في أعناقنا جميعا نحذر من التفريط بهما ، وندعو إلى تضافر الجهود كلها في سبيل حمايتهما والمحافظة عليهما ، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا من خلال الدولة ومؤسساتها لا سيما من خلال الجيش اللبناني الذي نعول على حكمة قيادته في اتخاذ التدابير التي تحمي المدينة، وتجنب السقوط في أفخاخ المحرضين ودعوات الجهات التي تحتمي خلف سلاح حزب الله وتتحين الفرص باسم الدفاع عن هذا السلاح للنيل من هيبة الدولة والقوى كلها التي تنادي بوضع حد لسياسات الهيمنة. وتوجه الحريري بأحر التعازي إلى أهالي الضحايا التي تدفع في كل يوم الأثمان الباهظة لانتشار السلاح غير الشرعي وسيادة منطق الاستقواء على الدولة ، مؤكدا أن شهداء الجيش اللبناني هم شهداء كل الوطن وخسارتهم خسارة لكل لبناني يؤمن بالدولة ومؤسساتها.
ووجهت النائب بهية الحريري، نداءً إلى كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وجميع المعنيين، بأن ينقذوا صيدا من قبضة المسلحين، وينقذوا أهل المدينة من كارثة إنسانية كبيرة، سائلة "لماذا صيدا متروكة؟"، مضيفة أن "المدينة وقعت في قبضة المسلحين، والجيش يحاول أن يصل إلى حل معين والمواطنين محاصرين، آلاف المواطنين محاصرين، لا يوجد ماء ولا كهرباء، هذا النداء موجه إلى كل المعنيين في البلد من رئيس الجمهورية إلى قائد الجيش إلى السلطة التنفيذية، انقذوا صيدا من قبضة المسلحين وانقذوا أهلها من كارثة إنسانية كبيرة".
وأضافت الحريري، "أنا محاصرة كما بقية الناس، المسلحون من حولي من كل الجهات، وهناك كارثة إنسانية، نريد الكل أن يتحمل المسؤولية معنا، الاستغاثة تكون من قبل الكبار في السن ومن قبل الأطفال الذين بلا ماء وبلا حليب الموجودين في الملاجئ، العائلات مفككة، الأب في مكان والأم في مكان والأولاد في مكان، لماذا متروكة صيدا بهذه الطريقة، نحن نريد الجيش ونريد الدولة، ونريد أن يخرج كل المسلحين من المدينة، المطلوب تحرك سريع، نحن منذ الساعة الثانية من بعد ظهر الأحد نصرخ ونرفع الصوت، لكن الآن كل الناس ستتحمل مسؤولية الكارثة الإنسانية التي تعيشها صيدا، نحن نريد الجيش ونريد القوى الأمنية هي التي تمسك الأمن".
ودان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، الدعوات إلى الانفصال عن الجيش، واصفًا هذه الدعوات بـ"المخيفة والمريبة والخائنة" بحق الجيش"، قائلاً في اتصال مع برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "الجديد"، "نحن مع الجيش بكل مفصل من مفاصل تثبيت الأمن ولست خائفًا من الفتنة، وليس لنا أي خيار إلا الجيش والدولة، ولا يمكن أن نطلب من الجيش التفاوض مع من قتل ضباطه وعناصره"، معتبرًا "أن الحل هو بتسليم الذين قتلوهم وإعادة صيدا إلى أهلها من دون الظواهر الأسيرية التي تريد أن تأسر صيدا في الفتنة".
ونعت قيادة الجيش صباح الإثنين، ستة شهداء جدد من الجيش اللبناني في المواجهات الجارية في منطقة عبرا شرق مدينة صيدا، وقالت في بيان لها "الحاقًا لبيانها السابق تنعي قيادة الجيش - مديرية التوجيه كلا من العسكريين الشهداء:
الرقيب الأول الشهيد طوني يوسف الحزوري:
- من مواليد 25/6/1981 خربة الجرد- قضاء عكار
- تطوع في الجيش بتاريخ 16/2/2004 ورقي إلى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.
- الوضع العائلي: متأهل وله ولد واحد.
الرقيب الشهيد عمر هيسم اليوسف :
- من مواليد 1/2/1986 - طرابلس
- تطوع في الجيش بتاريخ 24/4/2005 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات .
- الوضع العائلي: متأهل من دون أولاد.
العريف الشهيد عبدالكريم قبلان الطعيمي :
- من مواليد 18/8/1980- كفر زبد - قضاء زحلة
- تطوع في الجيش بصفة جندي بتاريخ 26/2/2008 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: متأهل وله ولدان.
الجندي الشهيد جوني انطوان نقولا:
- من مواليد 17/1/1991 بشري
- تطوع في الجيش بتاريخ 15/7/2009 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: عازب.
الجندي الشهيد وسيم صالح حمدان:
- من مواليد 5/2/1975 عين عطا- قضاء راشيا.
- تطوع في الجيش بتاريخ 26/12/2009 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: متأهل وله اربعة اولاد.
المجند الممددة خدماته الشهيد بلال عبدالله ادريس:
- من مواليد 20/11/1986 في كنيسة عكار.
- تطوع في الجيش بتاريخ 24/10/2011 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي عازب .
أرسل تعليقك