غزة ـ محمد حبيب
أكّدت مصادر فلسطينية، مساء الأحد، أنَّ الوفد الفلسطيني أنهى اجتماعًا له، ناقش فيه المطالب الفلسطينية قبل الجلوس مع المسؤولين المصريين، لعرضها لاحقًا على الجانب الإسرائيلي.
وأشار المصدر، في تصريح إلى "العرب اليوم"، إلى أنَّ "اللقاء سادته أجواء توافقية، وأن الجميع تصرف انطلاقا من المصلحة الوطنية"، مؤكدًا أن "جميع الأعضاء وافقوا على ورقة واحدة كاملة ودقيقة، تضمنت أربعة مطالب".
وبيّن أنَّ "المطالب هي وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفك الحصار بكل ما يترتب عليه، بما في ذلك حقوق الصيد البحري، وإطلاق سراح أسرى (وفاء الأحرار) ونواب المجلس التشريعي وكذلك الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، وأخيرًا إعادة إعمار قطاع غزة، وكل القضايا المتعلقة بذلك".
وأوضح المصدر أنَّ "الوفد الفلسطيني سيجتمع مع المسؤولين المصريين في تمام الساعة السادسة مساء الأحد، ليعرض عليه الورقة".
ولفت المصدر إلى أنَّ "القاهرة كانت قد أعدت جدول أعمال للمباحثات بين الوفد الفلسطيني والجانب الإسرائيلي، للوصول إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، علمًا بأن (إسرائيل) أعلنت رفضها إرسال وفد عنها".
وكانت مدير إدارة مصر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أميرة أورون قد قالت إن "موقف (تل أبيب) من عدم المشاركة في مفاوضات القاهرة لم يتغير، لكن ربما يتغير ذلك الاثنين، وهو ما يتوقف على الوضع على الأرض".
هذا، ووصل إلى القاهرة، الأحد، وفد من حركة "حماس" الفلسطينية، آتيًا من الدوحة؛ برئاسة عزت الرشق، عضوية 6 أشخاص، للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وينضم وفد حماس إلى الوفد الذي شكله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي وصلت مجموعة منه إلى القاهرة، السبت.
وبدأ في العاصمة المصرية القاهرة الاجتماع بين الوفدين الفلسطيني والمصري، للتوصل إلى صيغة بشأن موقف واضح لوقف إطلاق النار، وتهدئة دائمة مع إسرائيل.
وأشار نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق إلى أنّ "المفاوضات التي تجري في القاهرة ستكون وفق معطيات جديدة"، موضحًا أنَّ "المشاركين من غزّة اعتذروا عن الحضور لظروف أمنية، إذ أنهم لن يتمكنوا من المغادرة إلا بوقف العمليات العدوانية من طرف الاحتلال".
وعن العدد النهائي لممثلي "حماس" في الوفد الفلسطيني الموحد، أفاد أبو مرزوق بأن هناك ثلاثة ممثلين عن الحركة في الوفد الفلسطيني.
ورد أبو مرزوق على الاتهامات لحركة "حماس" بتضليل الوسطاء الدوليين، واتهامها بأنها "غير مهتمة بالتوصل إلى تسوية"، قائلاً أنَّ "العدو الصهيوني، هو الذي ضلل الرأي العام والأمم المتحدة في أكثر من حادثة، لاسيما رفح، حيث تمت عملية المقاومة قبل وقف إطلاق النار، والامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون تصرف وكأنه موظف في الخارجية الأميركية، وهذه الأخيرة لا يمكن أن تدين نفسها، فقد تم قتل كل هذا العدد من الفلسطينيين بالسلاح والذخيرة الأميركية، وقامت أميركا بتعويض الصهاينة عن أدوات القتل بكميات إضافية".
وأضاف أبو مرزوق "نحن مهتمون بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وأن يعيش شعبنا كباقي شعوب الأرض، ويتمتع بحريته في السفر والتنقل والاستيراد والتصدير، وأن لا تكون هناك مناطق عازلة أو محرم الاقتراب منها".
وبشأن ما إذا كانوا في "حماس" متفائلين من موضوع التهدئة في غزة، أبرز "الحرب إن لم تتوقف اليوم، ستتوقف غداً، وفي الحرب البرية خسائرهم في الجنود والمعدات واضحة، ويريدون أن يخرجوا من هذا المستنقع الذي أدخلهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فيه، ووضع له هدفًا سخيفًا، لا يدري هو كيف سيحققه، ويخشى أن يقدم إلى محاكمة كمن سبقه، أما صعوبة الوضع فنعم؛ ولكن أن يأتي وفد إلى مصر، وهو موحد ويحمل طلبات المقاومة ووجهة نظرها، فهذا في حد ذاته إنجاز كبير، ولعل وجود حماس في هذا الوفد، والجميع يعلم أنها المقرر الأهم في الميدان، يفتح بوابة جديدة متوقعة في العلاقات مع مصر".
وأردف "اليوم هناك الكثير ما تحقق وسيتحقق لشعبنا إن شاء الله، أما التدمير الذي تم والشهداء الذين ارتقوا، فالكيان الصهيوني يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل الأهداف المدنية التي استهدفها، ومن المهم هنا التأكيد على أن جميع قتلى عدونا هم من العسكريين وأكثر من 90% من شهداؤنا من النساء والشيوخ والأطفال".
أرسل تعليقك