غزة ـ محمد حبيب
أعلنتْ مصادر طبية فلسطينية، الجمعة، عن "استشهاد الشاب مصطفى حسني أصلان، (22 عامًا)، متأثرًا بجراحه الخطيرة التي أصيب بها فجر الجمعة، خلال المواجهات التي اندلعت في مخيم قلنديا للاجئين شمال القدس المحتلة".
وكان الشهيد أصلان، أصيب بالرصاص الحي في الرأس، ونقل إلى مستشفى رام الله الحكومي، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى هداسا عين كارم، بناءً على طلب ذويه.
كما شهدت المواجهات إصابات عديدة، وصفت إصابتان اثنتان بأنهما خطيرتان، حيث أصيب أحدهما في البطن، والآخر في الخاصرة، في حين اعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان من داخل المخيم.
ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف الفلسطينية من نقل المصابين من المخيم نحو مستشفى رام الله الحكومي، من خلال نصب حاجز على مقربة من مدخل المخيم، ومنعت خلاله سيارات الإسعاف من دخول المخيم.
والشهيد أصلان هو الشهيد الثاني، الذي يسقط الجمعة، حيث سبقه الطفل محمد جهاد دودين، (13 عامًا)، الذي استشهد برصاصة في الصدر، في مدينة دورا، واعترف جيش الاحتلال بأنه قُتل بالخطأ.
في سياق متصل، أعلنت "كتائب شهداء الأقصى"، التابعة لحركة "فتح"، في مخيم قلنديا، عن "بدء عملياتها العسكرية ضد الاحتلال، واشتباك 20 مُسلَّحًا مع قوات الاحتلال فجر الجمعة".
وكانت قوات الاحتلال أعلنت مدينة جنين منطقة عسكرية مغلقة، بينما أغلقت حاجز قلنديا في الاتجاهين، أمام الآتيين والمغادرين إلى القدس، وقررت سلطات الاحتلال فرض قيود على دخول المصلين، الجمعة، إلى المسجد الأقصى، ومنع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من الدخول إليه.
وأكَّدت مصادر في بلدة دورا (غرب الخليل)، على "استشهاد الفتى محمد جهاد دودين ( 14 عامًا)، في مواجهات شهدتها البلدة، فجر الجمعة، وكانت قوات الاحتلال قامت بعملية إنزال بعشر طائرات في مدرسة خربة كنار في البلدة، وعدد آخر من الطائرات في بلدة صوريف (شمال الخليل)، واقتحم مئات الجنود البلدتين، وبدأوا في عمليات مداهمات وتمشيط طالت الجبال، فضلًا عن البيوت والمقابر، كما حلَّقت الطائرات على ارتفاعات منخفضة في بيت لحم ورام الله، وقامت بإنزال في بعض قرى رام الله".
وأكَّدت مصادر متطابقة، أن "سلطات الاحتلال أبلغت السلطة الفلسطينية عن نيتها القيام بعملية أمنية مُوسَّعة ستبدأ من دورا، وذلك بعد ساعات قليلة من انتهاء زيارة ميدانية قام بها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وأركان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى المنطقة، عصر الخميس".
وترأس نتنياهو، غرفة العمليات التي تشرف على العملية العسكرية الواسعة التي يشنها الاحتلال على الضفة الغربية المحتلة، انطلاقًا من الخليل التي اختفى فيها المستوطنون الثلاثة، الأسبوع الماضي.
ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن جيش الاحتلال، قوله، إن "وحدات كبيرة من "لواء ناحال"، و"لواء كفير"، و"لواء جفعاتي"، و"المظليين"، و"المدفعية"، و"الوحدات الخاصة"، تشارك في عمليات عسكرية واسعة في الخليل، وبيت لحم، ورام الله، وجنين، وتستهدف اعتقال نشطاء خصوصًا من "حماس".
واندلعت مواجهات بين أبناء بلدة دورا، وقوات الاحتلال، أسفرت عن الكثير من الإصابات إحداها خطيرة، بينما تناقلت مصادر محلية في البلدة معلومات عن إصابة جندي إسرائيلي بجراح، وجرى نقله عبر سيارة إسعاف عسكرية.
وسمع أهالي دورا وصوريف دوي انفجارات كبيرة، نتيجة قيام قوات الاحتلال بتفجير "الكهوف"، وجيوب الجبال في المنطقة.
وداهمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم، واعتقلت المحرر في صفقة "الوفاء للأحرار"، مُؤيِّد جلاد، بعد مداهمة منزله في المدينة.
وفي السياق ذاته، اقتحم أكثر من ألف جندي مخيم الدهيشة، جنوب بيت لحم، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين وجنود الاحتلال أسفرت عن إصابة 6 شبان، إصابة اثنين منهما على الأقل وصفتها مصادر طبية بـ"الخطرة".
وأكَّدت مصادر من المخيم، على "قيام قوات الاحتلال بدهس شابين بسيارة عسكرية مسرعة"، وفي غضون ذلك، نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقالات في معظم مدن الضفة الغربية المحتلة، واستهدفت نواب "حماس" والشخصيات الوطنية والدينية، حيث تم مداهمة منزل مفتي محافظة بيت لحم الشيخ عبدالمجيد العمارنة، واعتقلته، والنائب عزالدين فتاش، من سلفيت واعتقلته، بينما دهمت منازل كل من النائب عن حركة "حماس"، رياض العملة، في قرية قبلان قرب نابلس، والنائب عماد نوفل، من مدينة قلقيلية، ودهمت منزل وزير المال الأسبق، عمر عبدالرازق، في سلفيت من دون اعتقال أي منهم.
وتشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن "العمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية ستتحول إلى المستوى الاستخباري، وذلك مع الأخذ في الحسبان بدء شهر رمضان بعد 10 أيام الأمر الذي من شأنه أن يقلل بشكل ملموس من حملات الاعتقال والاقتحامات في الضفة".
وأوضحت التقديرات، أن "المرحلة التالية في المعركة المتواصلة، ستكون ضد قطاع غزة، وأنه من المرجح أن تكون أسرع من التوقعات".
وكتب موقع "واينت"، أن الصورة العامة، تشير إلى أن حركة "حماس" الآن في مرحلة لا تعتبر واضحة، حيث إنها واجهت في السنتين الأخيرتين حصارًا إقليميًّا متصاعدًا، وأنها اتجهت للمصالحة بهدف الخروج من الحصار.
وادعى الموقع، أن "تقديرات حماس كانت في اتجاه التنازل عن السلطة في قطاع غزة، لتسيطر على الضفة الغربية أيضًا بعد الانتخابات، بيد أن الواقع أكثر تعقيدًا، حيث إن المصالحة تتقدم بشكل بطيء جدًّا، فهناك أزمة الرواتب لعشرات آلاف الموظفين في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ومعبر رفح لا يزال مغلقًا، وعهد الأنفاق قد ولى، والعلاقات سيئة مع حكومة السيسي في مصر، والواقع في قطاع غزة ليس بسيطًا، بينما تتعاظم الضغوطات على حركة حماس".
وفي المقابل، بحسب "واينت"، إن "إسرائيل بدأت عملية واسعة النطاق في الضفة الغربية، وتستغل فرصة الاختطاف لتقوم بحملتين في الوقت ذاته؛ الأولى، البحث عن المخطوفين والخاطفين، والثانية ضرب البنى المدنية لحركة "حماس" في الضفة الغربية".
ورغم أن الحملة الأخيرة لا تقرب إسرائيل من الهدف، إلا أنها تسمح لها باستغلال فرصة لا تتكرر لتوجيه ضربة لمؤسسات ورموز وقادة حركة "حماس"، تحت مظلة دولية، وصمت مدو من الدول العربية.
وأشار الموقع، إلى أن "الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن من نفذ عملية الاختطاف يسعى إلى تدمير السلطة الفلسطينية".
وبحسب الموقع، فإن "تقديرات السلطة الفلسطينية مماثلة لتقديرات إسرائيل من جهة أن "حماس"، هي التي نفذت عملية الاختطاف، ما يعني أن إعلان عباس يضع المصالحة في دائرة الخطر".
وبحسب "واينت"، فإن "الحملة العسكرية في الضفة الغربية تزيد من الضغوطات على حركة "حماس"، وتُقلِّل من الدعم الشعبي لها.
وفي الوقت ذاته، أشار إلى تصريحات الناطق بلسان حركة "حماس"، سامي أبوزهري، والتي جاء فيها، أن "حركته تمتلك أوراقًا قوية، وهو ما اعتبر إشارة إلى الترسانة الصاروخية الموجودة لدى "حماس"، والقادرة على ضرب منطقة المركز.
ويخلص الموقع إلى القول، إن "التاريخ القريب يشير إلى أن حركة "حماس" تنهي جولات العنف بصورة أقوى، حيث يتصاعد الدعم الشعبي لها، والتفاهمات مع إسرائيل تسهل الحياة في القطاع، ومصر تقاربت مع القطاع في أعقاب الوساطة، بيد أن "حماس" اليوم ستكون في الحضيض في كل سيناريو محتمل، سواء مع مصالحة متخيلة أم دونها، ولذلك فإن تقديرات مصادر إسرائيلية تشير إلى أنه من المتوقع أن تحصل جولة تعيد في الفترة القريبة مع قطاع غزة".
أرسل تعليقك