بغداد ـ نجلاء الطائي
عد خبراء أميركيون، السبت، أن وحدة العراق باتت مجرد مظهر مخادع لأن البلد في أكثر حالته تفككاً من أي وقت آخر، برغم تصور العديد من المسؤولين الأميركيين الكبار، بأن حلمهم بتوحد العراق بدى واضحًا من خلال تقارب الأطراف الشيعية والسنية والكردية في جهودهم لمواجهة خطر تنظيم داعش، مشيرة إلى أن "العراق بدأ خطواته ليكون دولة أكثر شمولية".
وأكد خبراء أميركيون، بحسب ما أوردت صحيفة "انترناشنال بزنز تايمز" International Business Times الأميركية، ، عن الباحث المتخصص في الشأن العراقي، في جامعة جورج واشنطن، جودث يابيه، قوله إن "النظرة بعيدة المدى للموضوع، تظهر أن ما يجري حالياً بداية الحل نحو تحقيق الوحدة"، مستدركاً "لكن من المبكر جدًا التنبؤ بذلك ."
وأضاف الباحث، أن "التعاون الملموس الوحيد الموجود في الوقت الحاضر هو ما حدث بين سلطات الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، حيث حسم قادة بغداد وأربيل النزاع القائم بينهما منذ مدة طويلة بالاتفاق الذي حصل بينهما الشهر المنصرم، الخاص بصادرات النفط الخام من الإقليم، وتلقي بغداد واردات مبيعاته مقابل تسديد مستحقات الإقليم من الموازنة".
ورأى يابيه، أن "السبيل الوحيد أمام العراقيين للبقاء، هو أن يعملوا وينسقوا نشاطهم سويًا ."
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن "وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ذكر خلال جلسة استماع مع لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، أن تلك الصفقة أمراً جيداً لاقتصاد العراق، ومهمة أكثر لوحدة البلاد واستقرارها ."
من جانبها ذكرت الباحثة دينيز ناتالي، التي تعد من كبار أعضاء جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، بحسب انترناشنال بزنز تايمز، أن "اتفاقية النفط تلك لا تشير بالضرورة إلى حصول وحدة"، لكنها عدت أنها "أفضل ما يمكن فعله في الوقت الحاضر، لعدم وجود أي خيار آخر، لأن الكرد بحاجة للمال، وتلك الصفقة ."
ورأت الصحيفة، أن "إقليم كردستان كان يصدر النفط خلال الأشهر الستة الماضية، عبر خط أنابيب يمر بالأراضي التركية، إلى ميناء جيهان، بدون موافقة بغداد"، عادة أن "الاتفاق بين بغداد وأربيل حسم النزاع القائم بينهما".
وتابعت الباحثة ناتالي، أن تلك "الاتفاقية غير مؤثرة على جوانب خلافية أكبر بين بغداد وأربيل، تتعلق بالأراضي المتنازع عليها والحدود الداخلية"، وتابعت أن تلك "هي الأمور المهمة التي تحتاج إلى حلول، ومن المتوقع أن تبقى وحدة العراق ضعيفة لحين حسم موضوع رسم الحدود الداخلية ."
وبيّنت الصحيفة الأميركية، أن "أزمة تنظيم "داعش"، أدت من جانب آخر، إلى تجزئة العراق لكيانات متعددة لكل واحد منها ميلشياته الخاصة"، مؤكدة "عدم وجود تنسيق بين تلك القوات التي تقاتل عدو مشترك، هو داعش، حيث توزعت بين قوات كردية وأخرى تابعة للحكومة الاتحادية، ترافقها قوات المليشيات، مع وجود قوات عشائرية سنية تقاتل من جانبها".
وذكرت الصحيفة، أن "الرئيس الأميركي باراك أوباما، أكد تلك الفكرة بقوله خلال خطاب في آب/أغسطس الماضي، أن الولايات المتحدة مستمرة بدعوتها للعراقيين لأن يجتمعوا سويًا ويشكلوا حكومة شاملة"، ودعا العراقيين كافة لأن "يتوحدوا للدفاع عن بلدهم ."
أرسل تعليقك