ضيّقت "المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للحكومة اليمنية الذي تدعمه قوات التحالف، الخناق وحاصرت مسلّحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في جبهة محافظة الجوف (غرب مأرب)، واقتربت من السيطرة على معسكر "اللبنات"، أهم معسكر تسيطر عليه الجماعة قرب مدينة "الحزم" عاصمة المحافظة. في غضون ذلك فجّر مسلحون يُعتقَد بأنهم على صلة بتنظيم "القاعدة"، كنيسة كاثوليكية يعود بناؤها إلى مطلع الستينات من القرن العشرين، خلال حقبة الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن.
أكد شهود أن ملثّمين يستقلّون دراجات نارية لغّموا مبنى الكنيسة في حي "حافون" بمديرية المعلا وسط عدن، ثم فجّروه، فيما أفادت مصادر أمنية باعتقال بعض منفذي الهجوم. وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن ملثّمين اقتحموا المعلا وهم يهتفون "الله أكبر" ثم فجّروا الكنيسة.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي عيّن محافظاً لعدن وقائداً للشرطة فيها من قيادات "الحراك الجنوبي"، عقب اغتيال المحافظ السابق قبل أيام، في محاولة للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتدهورة والحد من الاغتيالات وتصاعد عمليات تنظيمي "القاعدة" و "داعش".
وتواصلت المواجهات بين الطرفين على كل الجبهات في محافظة تعز، في ظل قصف حوثي للأحياء السكنية، ومحاولات للتقدُّم من أجل السيطرة على "جبل العروس" الإستراتيجي الذي تتمركز فيه المقاومة وقوات الجيش الوطني.
وجدّد طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين وقوات علي صالح في قاعدة الديلمي الجوية، ومعسكرات ومخازن أسلحة في منطقة همدان شمال صنعاء، وامتدت الغارات إلى محافظات صعدة والجوف ومأرب وذمار.
وأفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتهما المشتركة مدعومة بطيران التحالف، كثّفت هجماتها على مواقع الحوثيين في معسكر "اللبنات" ومنطقة الخسف التابعة لمديرية الحزم، وسيطرت على موقعي الأقشع والبرش.
وتحدثت المصادر عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، بينهم قادة ميدانيون، خلال المواجهات التي استُخدِم فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأضافت أن الناطق باسم المقاومة في الجوف، حميد زايد عافية، قُتِل خلال المعارك.
وفي محافظة تعز التي تسعى القوات المشتركة والتحالف إلى فك الحصار عنها وتحريرها من قبضة الحوثيين، أفادت المصادر بأن قوات المقاومة أحرزت تقدُّماً في جبهة "كرش- الشريجة الراهدة"، بالتزامن مع تقدُّمها في جبهة حيفان التي تراجع فيها الحوثيون.
وذكرت أن ميليشيا الحوثيين قطعت طريق "دمنة خدير"، وهو آخر طريق كانت المقاومة تسيطر عليه ويتم عبره إدخال المواد الأساسية إلى مدينة تعز، مروراً بمديريات جبل صبر، في وقت تحاول المقاومة التقدُّم نحو جبل "العروس".
من جهة أخرى شنت القوات السعودية أمس هجوماً بالمدفعية على مواقع حدودية يمنية، يتركز فيها مسلحو الحوثيين في محافظتي صعدة وحجة. وتركز القصف في مديريات كتاف، والبقع، وحرض، التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح، بعد طرد المواطنين منها، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية للاعتداء على حدود المملكة.
ودمرت مخابئ للأسلحة والقذائف اقامها المسلحون. كما دمرت طائرات التحالف نفقاً عميقاً للحوثيين، خبأت فيه الميليشيا وقوات صالح دبابات ومدرعات، وتم تدمير عدد كبير منه، وقتل ما لا يقل عن 35 مسلحاً.
في الجبهة الجنوبية من تعز استعادت المقاومة الشعبية والقوات المشتركة مواقع استراتيجية في الخط الفاصل بين الشريجة والراهدة بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيات أسفرت عن مقتل 16 وجرح العشرات من عناصر الأخيرة. وقال مصدر في المقاومة الشعبية بجبهة الشريجة إن قوات المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني والتحالف العربي تمكنت من استعادة عدد من المواقع في منطقة الشريجة، وأبرزها جبل الطويلة والمشجور والبقر وتقدمت نحو المسير والوسط في أطراف مدينة الراهدة بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي وصالح المتمردة وقتل 16 منهم وجرح العشرات.
وأضاف المصدر أن معارك عنيفة تدور غربي الشريجة بين رجال المقاومة الشعبية والقوات المشتركة من جهة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى، وسط تقدم كبير للمقاومة والقوات باتجاه جبل الشبكة ومنطقتي السحي والعلوان. وأكد المصدر أن المقاومة الشعبية تمكنت من إلقاء القبض على أربعة من قناصة الميليشيات، أثناء تحرير جبل السنترال.
وفي سياق متصل تستمر المواجهات العنيفة في عدد من مناطق مديرية حيفان بين المقاومة الشعبية والميليشيات، في حين حققت المقاومة تقدماً كبيراً وسيطرت على عدد من المناطق في المديرية. وقال قائد جبهة طور الباحة وحيفان فهمان الصبيحي إن المقاومة الشعبية في طور الباحة تقدمت معززة بعربات عسكرية أسندت إلينا من دولة الإمارات الشقيقة باتجاه مديرية حيفان، مضيفاً بأن المقاومة الشعبية ما زالت في تقدم مستمر نحو تحرير كافة مناطق مديرية حيفان حتى تصل إلى مدينة الراهدة والالتحام بالجبهة القادمة من الشريجة.
وقال الصبيحي إن المقاومة الشعبية سيطرت على منطقة القمل ومدرسة الشهيد عبد الرحمن وجبل الريامي المطل على نطاق واسع من مديرية حيفان ، بعد أن تمكنت المقاومة من التقدم من الجهة الجنوبية والسيطرة على منطقة الرام والصافح وبريد حيفان وجبل الاحقاف ومنطقة المفاليس. وأضاف أن المقاومة الشعبية تمكنت من الوصول إلى أعالي جبال الأعبوس التابعة لمديرية حيفان.
وأوضح الصبيحي أن المقاومة الشعبية قطعت شوطاً كبيراً في التقدم وقد توغلت في عدة مناطق تتبع عزلة الأعروق وقد سيطرت، أمس الأربعاء، على منطقة الكرب التابعة لعزلة الأعروق إلى جانب جبل العان في حين أن المقاومة سيطرت سابقاً على هيجة الجن.
وأشار إلى أن المقاومة الشعبية بمديرية طور الباحة تقدمت من اتجاه مديرية القبيطة ووصلت إلى جبال ظمران وتسعى المقاومة للوصول إلى مدينة الراهدة بالتوازي مع المقاومة الشعبية في جبهة الشريجة للالتفاف على الجبهة ومن ثم الالتحام في مدينة الراهدة. وأكد الصبيحي أن المعركة ستحسم في الأيام القريبة وأن التقدم الذي حققته المقاومة الشعبية بعد الضربات الجوية التي حققتها طائرات التحالف العربي في مديرية حيفان.
وعلى صعيد المواجهات التي تخوضها المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني مع ميليشيا الحوثي وصالح بمدينة تعز، اندلعت اشتباكات عنيفة في الحصب وادي عيسى والمرور غربي المدينة وحي الصفاء والدعوة ومحيط القصر الجمهوري وقوات الأمن الخاص وكلابه شرقي المدينة ، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة من الميليشيا وجرح 11 آخرين.
وفي أطراف مدينة تعز تتواصل المواجهات العنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة وميليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى في راس النقيل وجبل ضحيح والمطالي في عزلة الأقروض بالمسراخ ومحيط نجد قسيم بالضباب وأطراف مديريتي الوازعية وموزع وفي مناطق عدة في ذباب.
وفي السياق ذاته اندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح أسفل جبل الشقب بصبر المسراخ في محاولة مستميتة للميليشيا لفتح طريق الشقب للوصول إلى مناطق كحلان وموقع العروس الاستراتيجي. وتمكنت المقاومة الشعبية من إحراق طقم عسكري لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة ديات في نقيل الحده بالشقب في صبر بعد وصول تعزيزات للميليشيا للمنطقة قوامها 6 أطقم.
أرسل تعليقك