أفشلت مجموعة من القوات الخاصة البريطانية, والتي تعمل حاليًا في العراق كجزء من التحالف الدولي المقاتل على الأرض, لدحر التنظيم المتطرف "داعش", جهدًا مخططًا من قبل التنظيم كان يهدف إلى خلق المزيد من الانتحاريين وإرسالهم إلى الخطوط العراقية لتنفيذ هجمات انتحارية هناك.
وجاء في الخبر الذي أوردته صحيفة "الدايلي ستار" البريطانية, أن الفريق المكون من قناصي قوات خاصة بريطانية "إس أي إس", قد هاجموا وعطلوا بالكامل, مصنعًا للستر الناسفة في قرية صغيرة على حدود مدينة الموصل المسيطر عليها حاليًا من قبل التنظيم, بعد أن وردت معلومات استخباراتية لهم, تفيد بأن هذا المصنع يقوم بتجهيز الانتحاريين الذين يشنون هجمات مستمرة على القوات العراقية والكردية العاملة في المناطق المحيطة.
وأضافت الصحيفة أيضًا, نقلًا عن مسؤول في الجيش البريطاني لم تذكر اسمه, قد أكد أن الفريق هو جزء من عدة فرق أخرى تمارس مهامها في مناطق متفرقة في العراق, حيث تعمل كمجموعات لكشف الأهداف وتوجيه الضربات الجوية, وعند الحاجة تكون فرق اشتباك مباشر, لإحباط عمليات محتملة, أو لإصابة أهداف عالية القيمة كالقادة في تنظيم "داعش", مشيرًا إلى أن هذه العملية أتت بعد أن حصلت القوات على معلومات استخباراتية عن إقامة مصنع ستر مفخخة وعبوات ناسفة سري غير مكشوف للطائرات, في إحدى القرى الصغيرة, فتوجهت فرقة القنص إلى المنطقة, وقتلت المتطرفين العاملين فيها, بعد أن استهدفت اثنين منهم كانوا يرتدون سترات ناسفة, مما تسببت بتفجير ستراتهم وقتل المتطرفين المتبقين في المصنع.
وأكد ذات المصدر, أن المنطقة كان مكتضة سكانيًا بوجود منازل مدنية وبعض الأطفال قرب هذا المصنع, مما جعل من الصعب استهدافه بالطائرات, لاحتمالية وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين, فتم استخدام فرقة القنص بدلًا عنها, مشددًا في ذات الوقت, على أن العملية قد أنقذت بلا شك أرواح المئات من العراقيين المدنيين الأبرياء, وعناصر القوات الأمنية المقاتلة على الخطوط الأمامية في كل من الرمادي والموصل.
يذكر أن الصحيفة أشارت كذلك إلى أن القوات الخاصة البريطانية في المنطقة, تعمل بتنسيق مباشر مع قوات "النايفي سيلز" الأميركية الخاصة, للقيام بعمليات عسكرية مباشرة ضد التنظيم المتطرف, وهو الأمر الذي يثير الجدل في الأوساط العامة والسياسية الأميركية والبريطانية, والتي تؤكد مرارًا على أن قواتها لا تقوم بمهمات عسكرية مباشرة ضد التنظيم, وإنما مهمات كشف وتدريب فقط.
أرسل تعليقك