بنغازي ـ فاطمة السعداوي
تمكّن جهاز حرس المنشآت النفطية الليبية مدعومًا بسلاح الجوّ التابع لقوات اللواء المتقاعد في الجيش خليفة حفتر، أمس السبت، من صد هجوم مباغتٍ شنّته جماعة "فجر ليبيا" و"درع مصراته الثالث"، للاستيلاء على منطقة "الهلال النفطي"، أغنى مناطق البلاد بالنفط.
وأعلن المكتب الإعلامي لـ"فجر ليبيا" السبت، انطلاق "عملية فجر ليبيا العسكرية لتحرير الموانئ والحقول النفطية من عصابات الجضران والعصابات القبلية الابتزازية التي تسعى إلى تقسيم ليبيا".
فيما صرّح قائد سلاح الجو التابع لحفتر، العميد الطيار صقر الجروشي، بأنَّ "هجومًا مباغتًا شنّته "فجر ليبيا" و"درع مصراتة الثالث" في اتجاه منطقة الهلال النفطي عبر 3 محاور"، مضيفًا "إنَّ مقاتلات سلاح الجو الليبي ومروحياته أغارت على هذه القوات المتقدمة باتجاه مرفأ السدرة النفطي عبر الطريق الساحلي وطريق فرعي آخر خاص بمشروع النهر الصناعي، إضافة إلى طريق صحراوي آخر باتجاه بلدة تاقرفت".
وأكد الجروشي أنَّ "سلاح الجو نفذ العملية بنجاح وأوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات المهاجمة وعتادها وآلياتها، موضحًا أنَّ "اشتباكات اندلعت في منطقة بن جواد شرق مدينة سرت بين الجيش وهذه القوات التي كانت تتمركز في المدينة وتخطط لهذا الهجوم المباغت"، مضيفًا إنَّ "حالة النفير العام أُعلِنت في تلك المنطقة التي توافدت إليها قوات حكومية وقوات حرس المنشآت النفطية إضافة إلى أهالي المنطقة".
وأفادت مصادر عسكرية بأنَّ قوات مصراته كانت على مسافة كيلومتر من البوابة الرئيسة لميناء السدر، لكنها اضطرت للانسحاب كيلومترين بعد أن نفذت مقاتلات حفتر ضربات جوية.
وتحدث رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران عن "اشتباكات بين الأرتال التي حاولت التقدم في اتجاه المنطقة وبين جيوب مقاوِمة".
وتعطل الإنتاج وتصدير النفط الخام من منطقة الهلال النفطي نحو عام تقريبًا، قبل استئنافهما في يوليو/ تموز الماضي، إثر اتفاق الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا برئاسة عبد الله الثني مع الجضران الذي شكّل مجلسًا سياسيًا لإقليم برقة وطالب بحكم ذاتي أوسع، للإقليم الأغنى بالنفط في ليبيا.
وسُجلت أخيرًا محاولات لإحياء المجلس التنفيذي لإقليم برقة (المطالب بالفيديرالية)، رغم انفصال رئيسه السابق عبد ربه البرعصي عنه، بهدف إعادة السيطرة على إنتاج النفط، خصوصًا بعد إعلان المصرف المركزي الليبي نفاد الاحتياط النقدي البالغة قيمته 8 بلايين دينار ليبي.
وكان المؤتمر الوطني العام، البرلمان المنتهية ولايته، أصدر قرارًا عام 2013 يقضي بمهاجمة قوات من مدينة مصراته لمنطقة الهلال النفطي، وفك الحصار الذي يفرضه الجضران ومجموعته هناك بحجة وجود فساد، لكن الهجوم لم يُنفَّذ.
أرسل تعليقك