هرب ثلاثة رجال وامرأتين من مقهى في العاصمة الاسترالية سيدني، صباح الاثنين، حيث تم احتجاز عدد غير معلوم من الأشخاص كرهائن من قبل رجل مسلح، وحاصر ضباط الشرطة المسلحين المقهى، بعد أن أجبر الرجل الموظفين والزبائن على رفع العلم الأسود الخاص بتنظيم القاعدة، من النافذة.
وأظهرت لقطات بثتها أحد القنوات الفضائية، رجلين يركضان نحو الشرطة وخرج رجل آخر من الباب.
ومن جانبها، أوضحت ، نائب مفوض الشرطة في نيو ساويث ويلز كاثرين بيرن:" نحن الآن مع الفارين من المقهى، وأول شيء نقوم به هو التأكد من أنهم على ما يرام، بعد ذلك سنواصل العمل معهم "، وأضافت: "مفاوضي الشرطة كانوا على اتصال بالموقع، ولم يتم إصابة أي شخص، فعملنا على التأكد من سلامة الأشخاص بحيث لا يصبهم جروح، ونستمر في القيام بذلك".
وأظهرت لقطات الفيديو لاحقا امرأتين يرتديان شعار المقهى، يفران من الداخل، كما لم يعرف بالضبط عدد الموجودين داخل المقهى، على الرغم من تصريح المسؤول التنفيذي للمقهى باأ عشرة أشخاص من العاملين موجودين في الداخل.
وأكد مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، أندرو سكيبوني، أن عدد الرهائن غير معلوم، ولم يكن هناك أي اتصال مع محتجز الرهائن، ولكنه يعتقد أن الجاني هو مسلح واحد على الأقل، وتم رؤية العلم من النفاذة، مكتوب عليه الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، كما شوهد رجال الشرطة المسلحين خارج المقهى، فرأوا الرجل يتمشى داخل المقهى ذهابا وإيابًا، من خلال الأبواب الزجاجية.
ويحتوي المبنى على العديد من المصالح الحكومية، وأغلقت الشرطة الطرق الموصلة إلى المنطقة، وأوقفت أيضا القطارات، ورفعت حالة التأهب في ، كما تم إجلاء، الفريق الإخباري للقناة السابعة الأسترالية.
هذا وانتشرت القوات الأمنية بكثافة وطوقت المكان. وأغلقت ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي في المدينة أمام حركة السير وعمد عدد كبير من عناصر الشرطة إلى تطويق "مقهى لينت".
إلى ذلك، أشار التلفزيون الأسترالي إلى أن عدد الرهائن يقدر بـ 20 من العاملين في المقهى وبعض رواده. في حين أشارت معلومات صحافية إلى أن الرهائن أجبروا على رفع "الراية السوداء"، ما يؤشر إلى أن منفذي عملية الخطف من المتطرفين.
وفي التفاصيل القليلة حول الحادث، يبدو أن امرأة أبلغت الشرطة الاثنين، حوالي الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد أن شاهدت رجلاً خارج مقهى "لينت" يحمل حقيبة زرقاء فيها مسدس. ويقع المقهى في منطقة تنتشر فيها المحال التجارية والمصارف، وتشهد زحمة في مثل هذا الموسم من الأعياد.
إلى ذلك، طلبت الشرطة الأسترالية إخلاء مبنى البرلمان الأسترالي الذي يفصل بينه وبين المقهى مبنى واحداً. كما أعلنت أنها تنفذ عملية في أوبرا سيدني من دون أن توضح ما إذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن. وأكد متحدث باسم شرطة ولاية نيو ساوث ويلز أن "الشرطة تتدخل في الأوبرا". في حين أفادت وسائل إعلام محلية أنه تم إخلاء مبنى الأوبرا بعد العثور على رزمة مشبوهة.
كذلك، أوضحت متحدثة باسم البنك المركزي الأسترالي أن جميع موظفي البنك آمنون بعد ورود تقارير عن قيام مسلحين باحتجاز رهائن في المصرف في قلب مدينة سيدني. مؤكدة أن المقر الواقع في مارتن بليس أغلق.
في المقابل، أعلنت شركات طيران الاثنين أن الطائرات تهبط وتقلع بشكل عادي في مطار سيدني، ولكن يتم تحويل المسار حول المنطقة التجارية الواقعة في وسط سيدني بعد تقارير أفادت بأن مسلحا احتجز رهائن في مقهى في وسط المدينة.
وأكدت مؤسسة "أير سرفيسيس أستراليا" المملوكة للدولة والمسؤولة عن تنظيم حركة الطيران أن العمليات تسير بشكل طبيعي في كل من المطارات المحلية والدولية جنوبي المدينة.
يأتي هذا في وقت انتهجت أستراليا سياسة متشددة حيال أئمة المساجد الذين يحرضون على العنف، كما اشتركت في الحرب على داعش في العراق، منضمة إلى التحالف الدولي.
وذكرت متحدثة الاثنين أن الولايات المتحدة أخلت قنصليتها في سيدني التي تقع قرب مقهى في المدينة يحتجز فيه رهائن.
وأصدرت القنصلية أيضا تحذيرا طارئا للرعايا الأميركيين في سيدني وحثتهم على "البقاء في حالة يقظة قصوى واتخاذ الخطوات الملائمة لتعزيز أمنهم الشخصي".
هذا ، وأكد إعلاميون في استراليا أن المسلح الذي يحتجز عددًا من الرهائن في مقهى وسط سيدني اتصل بثلاث وسائل إعلام وتحدث إليها عبر المخطوفين، معلنا وجود قنابل داخل المقهى وطلب مناداته بـ"الأخ" وعرض الإفراج عن أحد الرهائن مقابل تزويده بعلم لتنظيم داعش.
فيما أكد شهود عيان فرار خمسة من الرهائن الذين كان أحد المسلحين يحتجزهم داخل مقهى وسط مدينة سيدني الأسترالية، ولم يتضح عدد الذين بقوا داخل المقهى المحاط من قبل المئات من رجال الشرطة الذين فرضوا حصارا مشددا على المنطقة.
وأشارت ، نائب قائد شرطة ساوث ويلز، كاثرين بيرن إلى أن الفارين الخمسة أصبحوا في أمان مع الشرطة ورفضت تقديم المزيد من التفاصيل حول ما إذا كان الخاطف أفرج عن الرهائن أم أنهم تمكنوا من الفرار بأنفسهم.
وكشفت بيرن أن الشرطة "باتت على اتصال بالخاطف" الذي يبدو أنه اختطف العاملين بالمقهى وعدد من زبائنه.
وبيّن رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، أن الدافع وراء هذه العملية غير معروف حتى اللحظة، ولم يستبعد أن يكون دافع الخاطفين "سياسيًا."
وأصدر مكتب السيد أبوت بيانا في وقت سابق، يؤكد أن الشرطة الاتحادية الاسترالية وشرطة ساوث ويلز يستجيبان إلى حادث احتجاز الرهائن في المقهى، كما أن لجنة الأمن القومي في مجلس الوزراء اجتمعت للاطلاع على الوضع. وقالت كايلي جيليز، من مجموعة القناة السابعة:" المنظر تقشعر له الأبدان".
فيما أفادت وسائل إعلام وشهود في وقت سابق أنه تم احتجاز عدد من الرهائن حدد عددهم بـ 20 على الأقل، فيما ذكرت مصادر أخرى أن عددهم يتجاوز الـ 30 داخل مقهى في وسط سيدني طوقته الشرطة، وشوهد رفع علم إسلامي أسود على إحدى نوافذ المقهى في حين أغلقت ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي في المدينة أمام حركة السير وعمد عدد كبير من عناصر الشرطة الى تطويق "مقهى لينت". وأظهرت مشاهد بثتها قنوات تلفزيونية علما أسود يحمل كتابات بيضاء غير واضحة مرفوعًا على إحدى نوافذ المقهى. وأكد اندرو سيبيون قائد الشرطة في ولاية نيو ساوث ويلز "أستطيع التأكيد أن هناك مسلحا واحدا في المكان يحتجز عددا غير محدد من الرهائن".
كذلك، أظهرت المشاهد التلفزيونية عناصر في قوات الأمن مدججين بالسلاح يصوبون بنادقهم في اتجاه المقهى، ولم تدل الشرطة بتعليق حتى الاّن مكتفية بالتأكيد أن هناك عملية قائمة، وأنها قامت بتنفيذ عملية اقتحام للمقهى. وقال باتريك بيرن المنتج في قناة "شانيل 7" التلفزيونية التي يقع مقرها قبالة المقهى إن موظفي القناة شاهدوا بأم العين عملية احتجاز الرهائن. مضيفًا "أسرعنا إلى النافذة وشاهدنا أشخاصًا في حالة صدمة يضعون أيديهم المرفوعة على نوافذ المقهى".
وفيما لم يعرف بعد سبب تنفيذ العملية وإذا كانت جنائية أم عمل متطرف، فإنّ وسائل إعلام محلية نقلت عن أنّ الخاطف طلب التحدث مع رئيس الوزراء الأسترالي، في حين عقّب مسؤول أنّ هنالك دلائل تشير إلى أنّ عملية الخطف لها أبعاد سياسية، مشيرا إلى أنّ الصورة "لم تتضح بعد".
من جانبه، ندد مفتي استراليا العام، إبراهيم أبو محمد، العملية قائلا إن المسلمين "فجعوا كما فجع عموم الاستراليين بما تداولته وكالات الأنباء من احتجاز أناس في مقهى" مضيفا: "عمل الاحتجاز لا يُقبل بأي وجه من الوجوه، كما أنه مدان في قيم وأخلاق وشريعة المسلمين مهما كانت ملابسات هذا الفعل ومن أي جهة صدر."
وأكد أبو محمد أن الاستراليين "يتطلعون إلى نتائج التحقيق في هوية الفاعل وملابسات الفعل ليكون أمام إجراءات مناسبة لهذا الجرم وتحميل المسؤولية" معربا عن تضامن المسلمين في استراليا مع المحتجزين وعائلاتهم.
وأعلنت حالة الإنذار القصوى في استراليا بعدما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكانية عودة مواطنين قادرين على شن هجمات بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات جهادية متطرفة في العراق وسورية. وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية نيو ساوث ويلز مايك بيرد والاحتياطي الفدرالي الاسترالي إضافة الى مصرف وستباك ومصرف الكومنولث.
وتزامنًا، أعلنت الشرطة الأسترالية أنها تنفذ عملية إثر "حادث" وقع في أوبرا سيدني من دون أن توضح ما إذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن. وقال متحدث باسم شرطة ولاية نيو ساوث ويلز التي سيدني عاصمتها إن "الشرطة تتدخل في الأوبرا"، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأنه تم إخلاء مبنى الأوبرا.
ودعا رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إلى اجتماع أمنى رفيع للتعامل مع هذه الحوادث. وأوضح في أول تعقيب له على الحادثة "من الواضح أنه حادث يثير قلقا بالغا ولكن على جميع الأستراليين أن يطمئنوا إلى أن أجهزتنا الأمنية مدربة ومجهزة بشكل جيد وهي تتعامل مع التطورات في شكل محترف".
ووقعت هذه الحوادث بعد دقائق من إعلان الشرطة اعتقال شاب 25 عاما في سيدني بتهمة التطرف في إطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم داخل الأراضي الأسترالية. وبينت الشرطة أن شابًا في الخامسة والعشرين من عمره اعتقل في إطار "التحقيقات المستمرة حول التخطيط لهجوم متطرف على الأراضي الأسترالية وتسهيل سفر مواطنين أستراليين إلى سورية للانخراط في القتال المسلح"، فيما لم يتضح ما اذا كانت كل هذه التطورات مترابطة.
وأفاد الصحافي كريس كيني الذي كان موجودًا في مقهى لينت قبل احتجاز الرهائن بأنه تم تعطيل الأبواب الزجاجية الآلية للمقهى. وأضاف "حاولت امرأة الخروج بعيد خروجي لكن الأبواب كانت مغلقة". وتابع "من الواضح أنه تم تعطيل الأبواب لمنع دخول أي شخص، وسارعت المرأة إلى القول إنها لاحظت وجود سلاح تم إخراجه من حقيبة زرقاء وطلب فورًا من جميع الموجودين رفع أيديهم
أرسل تعليقك