عدد من المتظاهرين الأقباط
القاهرة - خالد حسانين
قضت منطقة العباسية في القاهرة ومحيط الكاتدرائية ليلة عصيبة، الأحد، على خلفية الأحداث الدامية بعد وفاة بعض الأقباط في حادثة الخصوص والتي انتقلت بشكل سريع إلى الكاتدرائية المرقصية في العباسية ودارت معارك بين مسيحيين متحصنين بالكنيسة ومدافعين عنها وأشخاص مجهولين.
وتجددت الاشتباكات
مع بداية الساعات الأولى من الاثنين، والمناوشات، بين عدد كبير من المجهولين الذين يعتلون أسوار الكنيسة الكاتدرائية والعشرات من المتواجدين أمام الكنيسة في شارع مؤمن حسن المؤدي إلى الكاتدرائية.
كما قام المتظاهرون الأقباط الموجودون أمام الباب الرئيسي في الكاتدرائية بطرد رئيس نيابة الوايلي المستشار وليد البيلي، وعدم السماح له بإجراء المعاينة داخل مقر الكاتدرائية، وذلك بعد تهديدهم لقوات الأمن المصاحبة له بعدم الدخول، وإلا فسيقومون بإلقاء الحجارة عليهم.
وقال رئيس الرعاية الحرجة والعاجلة في وزارة الصحة الدكتور خالد الخطيب، مساء الأحد، إن عدد المصابين في الاشتباكات الواقعة عند محيط كنيسة الكاتدرائية في العباسية ارتفع إلى 84 مصابًا، بالإضافة إلى وقوع حالة الوفاة الواحدة التي وقعت، مساء الأحد، وهي لشاب يبلغ من العمر 30 عامًا، واسمه محروس حنا إبراهيم تادرس.
ومع زيادة الحصار المفروض على الكاتدرائية من رجال الشرطة والمجهولين الذين يرشقون مَن في داخل الكنيسة اضطر حوالي 1500 إلى الاحتماء داخل الكنيسة، والطريف أن من بينهم مسلمين كانوا قرروا مساندة الأقباط، ورفض تلك الأحداث التي اعتبروها مخططًا لزرع الفتنة الطائفية.
وأجرت "مصر اليوم" اتصالاً بإحدى الفتيات، وتدعى "غ"، وكانت محبوسة داخل الكنيسة، وقالت إنها فشلت في الخروج، واضطرت للمبيت خوفًا على حياتها، وإن هناك أعدادًا كبيرة داخل الكنيسة ممن فشلوا في الخروج، واضطروا للمبيت في الكاتدرائية.
وأعرب رئيس الجمهورية الدكتور مرسي عن غضبه من تلك الاحداث، وصرح أن الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية الكائنة في ميدان العباسية، اعتداء شخصي عليه.
فيما ناشد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام العقلاء والمخلصين من أبناء مصر التدخل الفوري لوأد الفتنة، واتخاذ كل السبل لتجنيب الوطن أخطار الاحتقان، والعمل على صيانة النسيج الوطني في هذه المرحلة الدقيقة من حياة الوطن العزيز.
ووجة الناشط القبطي والمحلل السياسي كمال زاخر اتهامة نحو النظام الحالي، وقال زاخر أن الأقباط يدفعون ثمن موقف إعلان الكنيسة منذ قدوم قداسة البابا تواضروس الثاني عدم مشاركتها في اللعبة السياسية، مشيرًا إلى أن النظام الحالي يعاقب الأقباط على تأييدهم لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في الأحداث الأخيرة.
وشهدت منطقة الخصوص التي بدأت فيها الأحداث اشتباكات ومناوشات متقطعة بين الحين والآخر.
ودفع مدير أمن القليوبية بتعزيزات كبيرة للمنطقة للسيطرة علي محيط كنيسة ماري جرجس التي شهدت مناوشات بين الشرطة وبعض الأهالي.
وأكد مدير الأمن أن دور قوات الشرطة حماية المنشآت المسيحية والإسلامية معًا وليست الحماية لواحدة على حساب الأخرى، مشيرًا إلى أنَّ ما حدث من بعض الأفراد المسيحيين تجاه أفراد الشرطة هو عمل حماسي ليس أكثر، ونحن كأفراد أمن نقدره، مطالبًا الجميع بالتحلي بالثقة من جانب الجميع في القوات الشرطية، وأن يلتزموا بالجلسة العرفية التي عقدت في الكنيسة وهو مكان مقدس.
أرسل تعليقك