أعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق، السبت، عن تلقي رئيس الإقليم مسعود البارزاني مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بشأن الأحداث الأخيرة في المنطقة، وأبدى البارزاني انزعاجه من توتر الأوضاع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وتأكيده على أن سنوات من التفاوض خير من ساعة اقتتال.
وجاء في بيان رئاسة الإقليم، واطلع عليه "العرب اليوم"، أن الليلة الماضية قصفت القوات التركية مواقع حزب العمال الكردستاني PKK في عدد من مناطق إقليم كردستان، وتلقى البارزاني في الساعة التاسعة والنصف من صباح السبت مكالمة هاتفية من أوغلو تحدث فيها تفصيلًا عن الأوضاع وأسباب وصولها إلى التطورات الأخيرة.
وأكد البيان أن "البارزاني أبلغ أوغلو من جهته بأنه منزعج مما آلت اليه الأوضاع من خطورة، وأنه طالب كثيرًا بعدم إيصال الخلافات إلى توترات اكثر لأن السلام هو الطريق الوحيد لحل المشاكل".
وأوضح البيان: البارزاني أكد أن سنوات من التفاوض والحوار أفضل من ساعة واحدة من الاقتتال، وإقليم كردستان يبذل جميع المساعي لعدم توتر الأوضاع بشكل أكبر والعودة إلى عملية السلام هي أفضل طريق للحل.
وأشار البيان إلى أن "البارزاني يؤكد أنه سبق وأن بذل كل ما في وسعه لنجاح عملية السلام مع جميع الأطراف"، لافتًا إلى "أنه اليوم أيضًا لا يألو جهدًا لإنهاء هذا التوتر لعودة الجميع إلى مبادئ عملية السلام".
كان أوغلو قد أعلن، في مؤتمر صحافي، أنه "شرح أهداف العملية العسكرية لرئيس الإقليم مسعود البارزاني، مشيرًا إلى أنها لم تكن موجهة للإقليم وأن البارزاني جدد التأكيد على التنسيق مع تركيا، وأن هذه العملية لا تستهدف أي مكون شمال العراق"، بحسب تعبيره.
وفي سياق متصل، أعلن قائمقام قضاء العمادية في محافظة دهوك أن قصف الطائرات الحربية التركية لمواقع داخل أراضي إقليم كردستان بحجة وجود مقار ومواقع لحزب العمال الكردستاني مستمر، وقد تسبب القصف في جرح مدنيين اثنين من المنطقة.
وشنت المقاتلات التركية غارات على معسكرات حزب العمال الكردستاني شمال العراق، في تطور متصاعد بعد أن شنت غارات مماثلة على أهداف لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية.
ونقل موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني على لسان قائمقام العمادية حسين خالد، أن الطائرات المقاتلة التركية شنت غارات مكثفة بلغت أكثر من 40 غارة على مواقع مختلفة في حدود المنطقة بحجة وجود مقار لحزب العمال الكردستاني، وأن الخسائر لم تعرف بعد لكن المعروف أن مدنيين اثنين من منطقة شيلادزي جرحا في القصف وتم نقلهما إلى المستشفى لتقلي العلاج.
وأشار إلى أن القصف مستمر على المناطق الحدودية بشكل متقطع وأن المواطنين لم يخلوا منازلهم أو يتركوها بعد، لكن إذا استمر الحال على ما هو عليه سيضطر المواطنون لترك ديارهم واللجوء إلى مناطق أكثر أمنًا.
وذكر حزب العمال الكردستاني، السبت، أن هدنته مع أنقرة فقدت أي معنى لها بعد هجوم شنته الطائرات الحربية التركية الجمعة الماضية، على معسكرات للجماعة شمال العراق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد بدأ محادثات سلام مع الكُرد العام 2012 لكنها تعثرت منذ ذلك الحين ويخيم عليها التشكك من قبل الطرفين.
وكانت الطائرات الحربية والمدفعية التركية قد شنت عملية واسعة لضرب الكثير من مواقع حزب العمال الكردستاني جنوب شرق تركيا وشمال إقليم كردستان العراق.
أرسل تعليقك