عمان ـ صدام الملكاوي
كشف مصدر في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن ارتفاع عدد العراقيين المسيحين الذين لجأوا إلى الأردن، هربًا من تنظيم "داعش" إلى 7 ألاف شخص.
وأضاف المصدر، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الأردن بات يستقبل يوميًا نحو 100 مسيحي عراقي، يدخلون طالبين اللجوء هربًا من تنكيل داعش"، مشيرًا إلى أنَّ "المفوضية تقدم مختلف أنواع المساعدات للاجئين، من حيث تسجيلهم وتقديم الاحتياجات الأساسية لهم".
وكان الأردن قد استقبل الدفعات الأولى من المسيحين العراقيين في أب/أغسطس الماضي، فيما أكّد وزير الداخلية حسين المجالي، في تصريح مقتضب لـ"العرب اليوم"، أنَّ "المملكة مستمرة بفتح ذراعيها، استجابة لدورها في دعم الأشقاء العرب".
وأشار المجالي إلى الأعباء التي تتحملها الحكومة، نتيجة للجوء السوري كذلك للبلاد، مطالبًا المجتمع الدولي بمساعدة الأردن في تحمل هذا العبء الكبير.
بدورها، أبرزت المتحدث باسم جمعية "كاريتاس" العالمية في الأردن، دانا شاهين أنَّ "الأردن أعلن في بداية نزوح المسيحيين العراقيين، عن عزمه لاستقبال ألف لاجئ، قبل أن يفتح أبوابه بصورة مستمرة لاستقبال اللاجئين".
وأوضحت شاهين، في حديث لـ"العرب اليوم"، أنَّ "كاريتاس تعاملت منذ البداية مع العراقيين، ووضعتهم في مراكز أيواء في الكنائس والمراكز التابعة للجمعية وقدمت لهم مختلف أنواع المساعدات الغذائية والطبية والتعليمية"، لافتة إلى أنَّ "ارتفاع أعداد طالبي المساعدة من الكاريتاس، والذي وصل لـ5 ألاف عراقي، بات يشكل صعوبات، حيث أن الجمعية بدأت بتسجيل أسماء طالبي المساعدة، لتقديمها لهم لاحقًا بعد اجراء الدراسات، وتحضير المساعدات".
وبيّنت أنَّ "الجمعية عقدت اجتماعات مع المسؤولين في الحكومة الأردنية لوضع خطة لدراسة احتياجات الأطفال من اللاجئين، وعدم حرمانهم من حقوقهم الأساسية".
وعن الأوضاع الصحية للاجئين، كشفت "وصلنا عدد قليل من مصابي الصراع الدائر في العراق، غير أن معظم اللاجئين يعانون أوضاعًا نفسية صعبة، بسبب صدمتهم من ترك مساكنهم واستيلاء المقاتلين على أملاكهم".
وأبرزت شاهين أنَّ "غالبية اللاجئين يسجلون أسمائهم لدى مفوضية الأمم المتحدة ويطلبون الهجرة إلى دول غربية كالولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا".
وتعدَّ مؤسسة "كاريتاس" العالمية، ومقرها روما، من أهم المؤسسات الدولية التي تعنى بتقديم الخدمات الإنسانية، تتوزع خدماتها على 165 جمعية، تعمل في 200 دولة.
ويسيطر تنظيم "داعش"، منذ أشهر، على مناطق واسعة في محافظات شمال وغرب العراق، فيما تقاتل قوات الحكومة المركزية وقوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان شمال العراق) لاستعادة تلك المناطق.
وأمهل التنظيم، في نهاية تموز/ يوليو الماضي، مسيحيي مدينة الموصل (شمال العراق)، مدة دعاهم فيها إلى الاختيار بين اعتناق الإسلام أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان)، أو مغادرة المدينة، دون ممتلكاتهم، لاعتبارها "غنائم"؛ مما اضطر معظم سكان المدينة إلى مغادرتها.
وسيطر التنظيم، في الثاني من آب/أغسطس الماضي، على مدينة قرقوش، أكبر مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية المسيحية، ومدينة برطلة ذات الغالبية مسيحية أيضًا، في محافظة نينوى، بعد انسحاب القوات الحكومية والبيشمركة، ما دفع أكثر من 100 ألف عراقي مسيحي على الأقل للفرار في اتجاه إقليم شمال العراق، حسب تصريحات سابقة لقيادات مسيحية.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق بحوالي 450 ألف شخص، وفقا لتقديرات غير رسمية، والمسيحية هي الديانة الثانية في العراق بعد الإسلام.
أرسل تعليقك