نتنياهو يتراجع عن مطالبه الحادة تجاه الملف النووي الإيراني ويقترح حلولًا مؤقتة
آخر تحديث GMT06:11:43
 العرب اليوم -

لم يقل رئيس وزراء الاحتلال كلمة "صفر" كعادته أمام "الكونغرس" الأميركي

نتنياهو يتراجع عن مطالبه الحادة تجاه الملف النووي الإيراني ويقترح حلولًا مؤقتة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نتنياهو يتراجع عن مطالبه الحادة تجاه الملف النووي الإيراني ويقترح حلولًا مؤقتة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو
واشنطن - جورج كرم

انتبه الجميع لما صرَّح به رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، الثلاثاء الماضي، فما قاله ربما يكون مهمًا بقدر ما لم يصرح به.

ودان نتنياهو الاتفاق النووي الذي اقترحه الرئيس أوباما مع إيران، ووصفه بـ"الخطير"؛ لكنه نسي كلمة واحدة فقط خلال خطابه الموسع، وهي كلمة "صفر"، التي تعد إحدى الكلمات المفضلة بالنسبة إليه، واستخدمها من قبل ليعبر عن درجة قبوله للبرنامج النووي الإيراني، حينما أوضح أنَّ درجة قبوله للبرنامج تساوي "صفر".

ويعتبر غياب هذه الكلمة في خطاب السيد نتنياهو المعد جيدًا سابقًا، ليس من قبيل الصدفة، ولكن يعد تحولًا في موقفه، مهما كان طفيفا، فلم يصر على أنه يجب منع إيران من تخصيب اليورانيوم، كما فعل قبل ذلك في الماضي.

وأخبر نتنياهو، الكونغرس أنه يوجد بديل لهذه الصفقة السيئة وهي صفقة أفضل من ذلك بكثير، فالصفقة الأفضل لا تترك إيران ببنية تحتية نووية واسعة، ولكنها تحافظ على القيود المفروضة على برنامج إيران النووي حتى ينتهي العدوان الإيراني.

وأكد نتنياهو، في بيان عندما عاد إلى القدس بعد الخطاب، أنَّه اقترح صفقة أفضل أمام الكونغرس، وأضاف "في خطابي أمام الكونغرس، قدمت بديلًا عمليًا، فهذا البديل يفرض قيودًا أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني وبذلك سيتم تمديد الفترة الزمنية المطلوبة لإيران من أجل الاختراق إلى تطوير الأسلحة النووية بأعوام".

كما بيَّن نتنياهو، في الماضي، أن وجود 6000 جهاز طرد مركزي يعتبر شيئًا غير مقبول، وأوضح أنَّ هذا يؤثر على أمن "إسرائيل"، بينما لم يصرح هذه المرة بأنَّ درجة قبوله للبرنامج تساوي "صفر"، بل أنه أوضح أن إيران ينبغي أن تقلل من كمية المعدات النووية التي تستخدمها.

وتصر إيران على أنها لا تريد سوى تطوير الطاقة النووية المدنية، وليس الأسلحة، ولكن يعتقد أنَّ البعض خارج طهران ينظر لإيران على أن إيديولوجيتها متشددة، وأنه يوجد لديها علاقات عميقة مع الجماعات المتطرفة.

وتمتلك إيران في الوقت الراهن 19 ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم 10 آلاف منها تعمل بالفعل، وحسب تقارير سرية نشرتها مخابرات الاحتلال الإسرائيلي وحظيت بتأييد وتأكيد خبراء أميركيين تم خفض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها طهران إلى حوالي 6000 إلى 6500 جهاز.

وأوضح مسؤول إسرائيلي، لصحيفة "نيويورك تايمز" رفض الكشف عن هويته لمناقشة القضايا الدبلوماسية، أنَّ رئيس الوزراء اتبع نهجًا عمليًا، يتعارض مع بعض المطالبات، وقدم مسارًا بديلًا لصفقة سيئة للغاية اقترحتها "الولايات المتحدة وشركاؤها في أوروبا وروسيا والصين".

وفي نقطة أخرى في الخطاب، اعترف نتنياهو بأنَّ إيران والقوى العالمية خفضت بالفعل نسبة الصفقة وبالتالي فإنَّه يأمل في تعديل بعض شروطها، كما أنه اقترح شروطًا جديدة يأمل أن تتقبلها القوى العالمية، وكان من ضمن شروطه أنه لا يجوز رفع تلك القيود عن إيران بعد مرور عشرة أعوام، بعد أن يتم وقف عدوانية إيران في الشرق الأوسط، ووقف دعم التطرف في أرجاء العالم، والكف عن التهديد بإبادة "إسرائيل".

وأكد نتنياهو أنه يجب الإصرار على عدم رفع القيود المفروضة على برنامج إيران النووي إذا واصلت إيران عدوانها في المنطقة وفي العالم، وأضاف "يجب أن تغير إيران سلوكها قبل أن يتم التوقيع على الصفقة، فعلى أقل تقدير ينبغي أن نصر على تغيير إيران من سلوكها قبل إنهاء الصفقة، فإذا غيرت إيران من سلوكها سوف يتم رفع القيود، وإذا لم تفعل  لن يتم رفع القيود".

وصرَّح الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة مع صحافيين بأنه قرأ تفريغ نص خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، ولم يشاهده أو يستمع إليه، وأكد أوباما أنه لم يجد في الخطاب شيئًا جديدًا، ولم يقدم نتنياهو بدائل قابلة للتطبيق لمنع امتلاك إيران سلاح نووي.

وأوضح مسؤول أميركي، أنَّ حجة السيد نتنياهو متناقضة لأنه أكد أن البنية الحاكمة في إيران نظام قوي لا يتغير، في حين أنه أصر على أن تغير إيران سلوكها ليتم إبرام الصفقة، وأضاف المسؤول "نتنياهو يريد  شيئًا غير موجود على الطاولة"، موضحًا أن هدف خطاب رئيس الوزراء هو تغيير النظام، ولا يعتبر خطابا بشأن مفاوضات نووية.

وأبرز المبعوث السابق للسلام في الشرق الأوسط لإدارة أوباما، مارتن إنديك، أن نتنياهو تولى نهج المواجهة دون داع، لأن ذلك  لن يساعده في التأثير على المفاوضات، مضيفًا "إذا كان نتنياهو يحاول إضافة شروط جديدة  للاتفاق فإنه يمشي في الطريق الخطأ".

وتابع انديك، الذي يعمل حاليًا في معهد "بروكينغز" في واشنطن، أنَّ الكونغرس هو أداة فظة للتأثير على مضمون المفاوضات، ولكن وسيلة تحقيق ذلك هو العمل مع الرئيس، الذي يقدم الإرشادات، ووزير الخارجية، الذي يعد كبير المفاوضين، و لسوء الحظ نجح نتنياهو في إبعاد كل منهما.

وشكك  آخرون في نوايا نتنياهو، وتساءل مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية، روبرت اينهورن، "هل نتنياهو بالفعل على حق، وهل لديه صفقة أفضل؟".

وصرَّح خبير العقوبات الرئيسي لفريق التفاوض الأميركي، ريتشارد نفيو، الذي ترك وزارة الخارجية في نهاية العام الماضي، بأنَّ تخلي السيد نتنياهو من خيار الصفر مثير للاهتمام ولكن ربما ليس له أي معنى.

وأوضح نفيو، الذي انضم إلى مركز جامعة كولومبيا العالمية هذا الشهر، أن خطاب نتنياهو به الكثير من الخطوط الرمادية، وأضاف "أعتقد أنه من الأرجح أن نتنياهو أدرك منذ عدة أشهر بأن عدم قبوله بنسبة "صفر" شيء لا يمكن تحقيقه، ربما كان يمكن قبول بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي، وذلك لحفظ ماء الوجه"، مستطردًا "في رأيي، إنَّ الخطوط العريضة بخطاب نتنياهو لا تعتبر في حدود المعقول أو المقبول".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يتراجع عن مطالبه الحادة تجاه الملف النووي الإيراني ويقترح حلولًا مؤقتة نتنياهو يتراجع عن مطالبه الحادة تجاه الملف النووي الإيراني ويقترح حلولًا مؤقتة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab