دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يهود فرنسا للهجرة إلى فلسطين بوصفها "أرض الآباء والأجداد لليهود"، قائلًا "إنَّ دولة إسرائيل تستقبل بأيدٍ مفتوحة كل اليهود حول العالم؛ لأنه لا يوجد لهم سوى هذه الأرض التي تحقق لهم الأمن".
وجاءت أقوال نتنياهو في الكلمة القصيرة التي ألقاها، الثلاثاء، في مراسم دفن اليهود الأربعة في مدينة القدس، مؤكدًا أنَّ "سر قوة الشعب اليهودي هي وحدة هذا الشعب والإيمان والمسؤولية المشتركة التي تربطنا جميعًا، وهذا مصدر قوتنا وصمودنا، وقوة هذا الشعب القديم الذي تجاوز كافة الصعاب".
وأضاف "اليوم يوجد لدينا دولة من شعبنا، صحيح ما يقال بأنَّ الشعب اليهودي له الحق بالعيش آمنًا في أي بقعة في العالم، ولكن في قلوبكم تدركون بأنه لا وجود إلا أرض واحدة، هي دولة إسرائيل الوطن التاريخي، التي تستقبل كل اليهود بيدين مفتوحتين، واليوم أكثر من أي وقت مضى بأنَّ إسرائيل هي الوطن الحقيقي لنا".
ومن جهته اعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الثلاثاء، أنَّه من غير المقبول أن يشعر اليهود بالخوف حين يسيرون في شوارع أوروبا وهم يضعون إشارات تدل على انتمائهم الديني.
وتابع ريفلين خلال مراسم التشييع "لا يمكننا السماح في العام 2015 وبعد 70 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية، أن يخاف اليهود من السير في شوارع أوروبا وهم يضعون القلنسوة"، مجددًا دعوته يهود فرنسا للهجرة إلى فلسطين قائلًا "لا يمكنكم العودة إلى ارض أجدادكم بدافع اليأس أو بسبب الدمار أو ويلات التطرف والخوف".
وفي السياق ذاته، أعرب عشرات اليهود الفرنسيين عن شعورهم بأنَّه تحت حصار معاداة السامية، حيث يؤكدون أن الهجمات الأخيرة في الأسبوع الماضي زادت الخوف، مشيرين إلى أنَّهم أصبحوا غير متأكدين من مستقبلهم في فرنسا، فيما تتجه أعينهم إلى الأرض المحتلة التي تمزقها الصراعات، باعتبارها ملاذا آمنا.
وأبدت جاكلين كوهين، صاحبة متجر فني في شارع قصر روزييه في الحي اليهودي، حيث العديد من متاجر اليهودية التجارية، والتي أغلقت أبوابها صباح الاثنين الماضي، مخاوفها من العمليات المتطرفة، قائلة "إنها الحرب هنا، في وسط تل أبيب سنشعر بالأمان، أكثر من باريس".
وأضافت كوهين "في إسرائيل توجد القبة الحديدية لحمايتنا"، في إشارة إلى نظام الدفاع المضاد للصواريخ، "هنا نشعر بأننا ضعفاء ومكشوفين، نخشى من أن نرسل أطفالنا إلى المدارس".
هذا وكثف اليهود الفرنسيون من قلقهم بعد الهجوم المتطرف الذي استهدف متجرًا يهوديًا شرق باريس، وقتل أربعة رهائن في تلك الواقعة.
ومن جهته، ذكر الأمين العام للمؤتمر اليهودي الأوروبي سيرج كواغينبام، أنَّ ضحايا الهجوم الأربع تم دفنهم الثلاثاء في القدس، وذلك بسبب مخاوف من تدنيس قبورهم في فرنسا، حيث ينعدم الشعور بالأمن بين اليهود.
ونوّه كواغينبام إلى أنَّ هجوم المتجر اليهودي، جاء نقطة تحول بين يهود فرنسا، في ظل الموجة الأخيرة لمعاداة السامية، بما في ذلك القذف بالقنابل الحارقة والهجمات على المعابد والمحلات التجارية في الأحياء اليهودية في باريس، والذي يتزامن مع توغل إسرائيل في قطاع غزة في الصيف الماضي.
يُشار إلى أنَّ فرنسا في 2014، باتت وللمرة الأولى منذ إعلان قيام دولة "إسرائيل" في 1948، المصدر الأول للهجرة اليهودية من العالم إلى الأرض المحتلة، إذ غادرها أكثر من 6600 يهودي للاستقرار في الدولة العبرية مقابل 3400 عام 2013.
أرسل تعليقك