زعمت وزير القضاء الإسرائيلي تسيبي ليفني، رئيس طاقم المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، الأحد، بأنَّ هناك هدفًا استراتيجيًا موحدًا لدى إسرائيل ومصر والأردن والسلطة وهو وقف تعاظم قوّة حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، فيما عبّرت أوساط أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل، عن خشيتها من نجاح حركة "حماس" باغتيال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، ورئيس هيئة أركان الجيش بيني غانتس.
وعن المبادرة الأوروبية لاستصدار قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، اعتبرت ليفني أنّه "علينا أن نعزل قطر وتركيا دوليًا، فالدولتين لهما ضلع في تقوية حركة حماس".
وأضافت "نحن نسعى لإعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، عبر قرار من مجلس الأمن"، مشدّدة على ضرورة مراقبة كل ما يدخل إلى قطاع غزّة من أسمنت، وإلى أين يذهب، حال عقد مؤتمر المانحين، لإعادة إعمار القطاع.
وفي شأن المطالب في صفوف أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المكلف بالشؤون الأمنية والسياسية(الكابينت)، بشن عملية برية عسكرية واسعة النطاق داخل غزة، أشارت إلى أنّه "في الوقت الراهن من الأفضل لنا أن نستمر بالقصف الجوي والاغتيالات".
وفي سياق متّصل، غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس القاهرة، رفقة رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات وقف إطلاق النار عزام الأحمد، ورئيس المخابرات الفلسطينية عضو الوفد اللواء ماجد فرج، الأحد، دون الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار على غزة، على الرغم من عقده سلسلة لقاءات رسمية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير محمد التهامي، وعدد من المسؤولين الكبار في مصر.
وكشف مصدر فلسطيني أنَّ "سلسلة اللقاءات التي أجراها عباس في القاهرة كانت تهدف إلى توحيد الموقفين المصري والفلسطيني بشأن أسرع الطرق لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وقطع الطريق على حكومة بنيامين نتنياهو، التي تهدف إلى عزل غزة، وإدارة معابرها، وليس رفع الحصار عنها".
وبشأن موعد عودة الوفد الفلسطيني المفاوض للقاهرة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار على غزة، أكّد المصدر أنّه "حين تستجيب إسرائيل للمطالب الفلسطينية بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، فإن الوفد جاهز لتلبية الدعوة المصرية، وأعضاء حركة حماس أيضًا، على اعتبار أنّ الوفد الفلسطيني موحد، ولا يوجد أي خلافات، وإنما العقبة هي التعنت الإسرائيلي، وعدم رد وفدها على المقترح المصري، الذي جرى تقديمه قبل أسبوع، لوقف العدوان على غزة".
إلى ذلك، عبّرت أوساط أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل، عن خشيتها من نجاح حركة "حماس" باغتيال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، ورئيس هيئة أركان الجيش بيني غانتس، ردًا على استهداف 3 من كبارة قادة كتائب "عز الدين القسام"، فجر الخميس الماضي، وقتلهم في غارة جوية إسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة.
وأبرزت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، أن هناك تقيمًا أمنيًا لدى الأوساط الإسرائيلية، يؤكّد أنّ حركة حماس تسعى لقتل كبار قادة الجيش، على رأسهم وزير الحرب موشي يعلون ورئيس هيئة الأركان بيني غانتس، ومسؤولين سياسيين وعسكريين".
وبيّنت أنّ "التقييم الأمني يشير إلى أنّ حماس تقوم بعمليات رصد لزيارات المسؤولين الإسرائيليين لمستوطنات غلاف غزة"، لافتة إلى "تكثيف قصف تلك المناطق أثناء تواجد تلك القيادات فيها بهدف قتلهم".
وأشارت إلى أنّ "المستوطن دانييل ترجمان قتل خلال زيارة غانتس إلى مستوطنة ناحل عوز، وتم إطلاق قذائف هاون تجاه المنطقة ذاتها، بالتزامن مع زيارة غانتس".
وكشفت الصحيفة عن إلغاء زيارة يعلون لمستوطنة نحال عوز قرب غزة، كان بطلب من ضباط "الشاباك" الإسرائيلي، الذين سبقوه للمكان لتقييم الأوضاع هناك، مشيرةً إلى أنَّ "قرارهم جاء في ضوء كثافة إطلاق قذائف الهاون على المنطقة من طرف فصائل المقاومة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني تأكيده أنَّ "حركة حماس تحاول قتل مسؤولين إسرائيليين لتحقيق إنجاز في الحرب، انتقامًا لقادتها"، مشددةً على أنَّ "هناك مخاوف من قدرة الحركة على تحديد حجم الشخصية التي تزور المكان بناء على حجم التدابير الأمنية التي تتخذ في المنطقة المحددة".
أرسل تعليقك