غزة – محمد حبيب
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، أن "قواته نفَّذت عمليات توقيف واسعة، طالت عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية، خلال الليلة الماضي، على إثر اختطاف ثلاثة مستوطنين، وعمليات البحث عنهم".
وأعلن وزير جيش الاحتلال، موشيه يعلون، عن "فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية المحتلة، ابتداءً من الأحد، وحتى إشعار آخر، ويأتي القرار على خلفية اختفاء المستوطنين الثلاثة مساء الخميس الماضي".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن "الحديث عن قرار استثنائي يتم العمل به في الأعياد اليهودية فقط"، موضحة أنه "في إطار الإغلاق سيمنع العُمَّال الفلسطينيون من الدخول حتى إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية".
وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقًا شاملًا على دخول سكان الخليل إلى داخل إسرائيل، باستثناء الحالات الإنسانية اعتبارًا من مساء السبت.
وأكَّدت مصادر إسرائيلية، أنه "تقرَّر منع دخول العُمَّال والتجار، وحملة التصاريح إلى القدس، وداخل إسرائيل"، مطالبة العمال والتجار وحملة التصاريح بـ"عدم التوجه للمعابر اليوم بسبب المنع".
وفي سياق متصل، منعت سلطات الاحتلال السبت، المواطنين القاطنين في محافظة الخليل من السفر عبر معبر الكرامة، والذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وعنوان سكنهم الخليل، كما قررت سلطات الاحتلال مواصلة إغلاق معبر كرم أبوسالم، جنوب شرقي قطاع غزة، إلى إشعار آخر.
وأكد مدير المعابر في السلطة الفلسطينية، نظمي مهنا، أن "الجانب الإسرائيلي أبلغ الفلسطينيين، مساء السبت، بقراره إغلاق معبر كرم أبوسالم، الأحد"، موضحًا أن "القرار الإسرائيلي يستثني المحروقات بجميع أصنافها".
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، حملة توقيف واسعة النطاق في صفوف حركتي "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، طالت نُوَّاب تشريعيين، وقادة سياسيين، وقادة من الحركة الطلابية، في صفوف الحركتين.
وأكَّدت مصادر مُطَّلعة في "حماس"، في نابلس، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت حملة توقيف، طالت أعضاء في المجلس التشريعي التابعين لـ"حماس"، وهم؛ الدكتور محمد غزال، وأحمد الحاج علي، وحسني البوريني، بالإضافة إلى، فراس جرار، وسمير أبوشعيب، وناصر أبوعيشة، وأنس رداد، وطلال أبوعصب، وعبدالله بني عوده، وأحمد نبهان، وأحمد عواد، وأحمد البياروي، وأحمد ملايشة، وحذيفة سلامة، وأحمد حمادنة، ومحمد صوالحة، ومحمد دغلس.
وفي طولكرم، أوقفت قوات الاحتلال، النائب عبدالرحمن زيدان، بينما أكَّد النائب فتحي القرعاوي، أن "قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت منزله فجرًا، وبعد أن فتشوا الغرف كافة حتى كراج السيارة، استجوبوا كل الأولاد، وتم تسليم بلاغًا لنجله حمزة للحضور إلى مقر الارتباط العسكري، في تمام الساعة التاسعة صباحًا، حيث كان في سكن الجامعة، يستعد للامتحانات النهائية، وغادروا في تمام الساعة 5 صباحًا.
وفي طوباس، أوقفت قوات الاحتلال، فازع ونادر صوافطة، ومن بلدة عزون، في قلقيلية، أوقفت عبدالله شبيطة، وأمير الدحبور، ونائل عنايا.
وداهمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال محافظة الخليل، وبلدات سعير، وتفوح، وبيت كاحل، وبني نعيم، وبيت أولا، ودورا، ويطا، واقتحمت عددًا كبيرًا من منازل المواطنين، وقامت بتفتيشها وأوقفت خلال ذلك 8 مواطنين على الأقل.
وقالت مصادر مُقرَّبة من "حماس"، أن "قائمة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، طالت أكثر من 70 شخصًا من الصف الأول والثاني والثالث في الحركة، في مدن الضفة الغربية كافة".
وقال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أنه "لا يمكن الإفصاح عن كل ما يدور في عمليات البحث عن المستوطنين المختطفين"، مُؤكِّدًا أن "المستوطنين المفقودين تم أسرهم من قِبل ما سمَّاها منظمة إرهابية"، حسب وصفه.
وأضاف نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي، عقده بمشاركة وزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، ورئيس الأركان، بيني غانتس، أنه "قرَّر استخدام كل الوسائل المتاحة للعثور عليهم، ومنع نقلهم إلى قطاع غزة"، مطالبة "السلطة الفلسطينية والتي يرأسها أبومازن، بالعمل على الإفراج عنهم، بما أن الذين قاموا بعملية الأسر خرجوا من مناطق السلطة، وبالتالي فإن أبومازن مسؤول عن عملية الأسر"، حسب أقواله.
وأردف، "عندما وقعت عمليات انطلق منفذوها من الضفة الغربية فـ"حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، تعهدوا بإبادة إسرائيل، وطوال الوقت تعهدوا بأسر وقتل أبناء الشعب الإسرائيلي"، موضحًا أنه "منذ عشرات السنين قام النشطاء الفلسطينيين بمحاولات لأسر جنود ومستوطنين، وهذه المرة نجحوا".
وأضاف، إن "حماس والمنظمات الإرهابية، حسب وصفه، وسيطرت على قطاع غزة، ولكن التحالف بين "حماس"، وأبومازن أمر صعب، لا يمكن القبول به"، زاعمًا أن "تحالف "حماس" مع أبومازن يفتح الأبواب لسيطرة "حماس" على الضفة الغربية".
من ناحيته، قال وزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، إننا "نبذل كل الجهود، ولن يهدأ لنا بال حتى نحرر المستوطنين الثلاثة"، لافتًا إلى أن "المهمة مُعقَّدة تتطلب الصبر والتمعن"، مشيرًا إلى أنه "سيصل لمنفذي عملية الأسر، كما أنه تم إحباط عمليات كثيرة لأسر جنود ومستوطنين خلال الفترة الأخيرة".
وأكَّد أن "قوات الجيش تقوم منذ يومين بعمليات عسكرية واسعة النطاق بحثًا عن المستوطنين الثلاثة"، مشددًا على أن "العمليات ستتسع وستتواصل خلال الأيام المقبلة".
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أن "عملية الاختطاف، تعتبر خطيرة، ونعمل بتعاون وثيق مع جميع الأذرع الأمنية في كل مكان يتطلب ذلك"، مضيفًا أننا "سنعمل بتصميم وسنفعل كل ما يلزم لإنهاء حادث الاختطاف في أسرع وقت ممكن".
وتابع غانتس، "ستكون عيوننا مفتوحة على الجبهات الأخرى أمام قطاع غزة، والجبهة الشمالية، تماشيًا مع جهودنا لإعادة الشبان المختطفين الثلاثة"، مشيرًا إلى أنه "سنواصل التحرك بتصميم، مثلما حققنا الإنجازات الميدانية حتى اللحظة، بالهدوء والصبر والمسؤولية".
وميدانيًّا، أصيبت مواطنتان، مساء السبت، في سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على مناطق متفرقة من محافظات قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان في رفح، أن "الطائرات استهدفت أراضٍ زراعية خالية قرب الحي السعودي، مما أدى إلى إصابة، إسلام عويضة (27 عامًا)، وسيدة (27 عامًا)".
وذكر الشهود، أن "الطيران المروحي استهدف أراض زراعية، إحداها بجوار مسجد المرابطين، والأخرى قرب موقع سعد صايل شرق المدينة،كما وقصف الطيران الإسرائيلي بصاروخين على الأقل، موقعًا تابع للمقاومة غرب محافظة رفح".
وفي محافظة خان يونس، ذكر شهود عيان، أن "الطيران استهدف موقعًا للمقاومة في محررة حطين شرق المحافظة، وأغارت بصاروخين على موقع للقسام غرب خانيونس، أما في محافظة الوسطى، فقصفت طائرات الاحتلال موقعًا للمقاومة شمال مخيم النصيرات، دون وجود إصابات".
أرسل تعليقك