أنقرة ـ جلال فواز
نظَم فريقان متنافسان في كرة القدم داخل تركيـا، لافتة تدعو إلى السلام، وذلك قبل خوضهما لمباراة في الدور ربع النهائي من بطولة الكأس على ملعب خال من الجماهير يقع جنوب شرقي تركيـا التي تشهد صراعات، في أعقاب فرض عقوبة بمنع المشجعين من الحضور على إثر هتافات حملت شعارات سياسية.
وخيَم الصراع، الثلاثاء، ما بين قوات الأمن التركية والميليشيات الكردية على أحداث المباراة ما بين فريق جنوب شرقي تركيـا أميدسبور، وفريق فناربختشه، من إسطنبول والتي انتهت بنتيجة التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق، في الوقت الذي قامت فيه الشرطة بتفريق الجماهير المحتشدة خارج الملعب في دياربكر، التي يقطنها أغلبية كردية قبل بداية المباراة بواسطة استخدام مدافع المياه.
واصطف اللاعبون قُبيل بدء اللقاء، من كلا الفريقين خلف لافتة تقول "لا تدع الأطفال يموتون، واتركهم يأتون من أجل مشاهدة المباراة" في إشارة إلى العنف المتزايد في الجنوب الشرقي. وأدت الهتافات السياسية لجماهير أميدسبور، في المباراة السابقة والتي كان من بينها هذا الشعار إلى فرض اتحاد كرة القدم التركي عقوبة بحظر تواجد الجماهير التي تلقي بهتافات مسيئة. وقُتل المئات من المتشددين وأفراد من قوات الأمن والمدنيين منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار ما بين الجيش وميليشيات حزب العمال الكردستاني في تموز/يوليو الماضي، ما أدى إلى إحياء الصراع الذي أودى بحياة 40 ألف شخص منذ عام 1984.
وتقدم سيموس أوزير لفريقه أميدسبور في الدقيقة الـ 10، قبل أن يعدل فريق فناربختشه من النتيجة عن طريق رامزان سيفيليك وتبعه بهدف آخر اللاعب فيرناندو قبل نهاية شوط المباراة الأول. وفي الشوط الثاني استطاع اللاعبان فيردي كوسكون ويوسف ياغمر منح التقدم لفريق أميدسبور صاحب الملعب مع الوصول إلى الدقيقة 70، قبل أن يعدل فولكان سين من نتيجة المباراة ويحرز هدف التعادل لصالح فناربختشه في الدقيقة 75. ومن المقرر بأن يجرى لقاء العودة في آذار/مارس.
وأكد أحد شهود العيان من وكالة "رويترز"، بأنه وخلال سير المباراة، فقد كان واضحًا هدير الطائرات العسكرية التي تحوم أعلى الملعب. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك تواجد مكثف لمئات من قوات الأمن حول الملعب، فيما أطلقت الشرطة مرارًا مدافع المياه باتجاه ما يقرب من 100 شخصًا في محاولة لتفريقهم. ووقع اتحاد كرة القدم في تركيـا عقوبة على لاعب فريق أميدسبور دينيز ناكي بالحظر من المشاركة في 12 مباراة نظرًا لقيامه بعمل تصريح أهدى فيه الانتصار السابق الذي حققه الفريق إلى هؤلاء المصابين والقتلى في الأحداث القمعية.
وذكر مصدر لقوات الأمن بأنه وفي ديار بكر، فإن شابًا يبلغ من العمر 17 عامًا أصيب بطلقة في الرأس وقتل على إثرها خلال الاحتجاجات ضد العمليات الأمنية في تركيـا. فيما كشف مسؤول محلي طلب عدم الإفصاح عن اسمه عن تعرض أحد جنود القوات الخاصة وضابط شرطة للقتل فضلًا عن إصابة ثلاثة آخرين من قوات الأمن في اشتباكات دارت الثلاثاء في ضاحية Sur الواقعة في ديار بكر.
أرسل تعليقك