الدار البيضاء - سعيد علي
سجل الغياب خلال العقدين الماضيين السمة البارزة للمنتخب المغربي عن كأس العالم، حيث أخفق في التأهل إلى نسخ اليابان (2002) وألمانيا (2006) وجنوب أفريقيا (2010)، وأثر هذا الغياب سلبًا على مكانة المنتخب المغربي في الساحتين العالمية والقارية، إذ ساهم ذلك في تراجعه في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي "فيفا"، وخفوت مكانته في القارة السمراء، فيما سجَّل المنتخب المغربي أول مشاركة له في منافسات المونديال سنة 1970 في المكسيك، وأُقصِي من الدور الأول بعد تعادله مع بلغاريا وهزيمته أمام ألمانيا والبيرو، وكان حينها المغرب أول بلد عربي وأفريقي يشارك في كأس العالم، وسجل ثاني مشاركة له سنة 1986، والتي كانت أفضل مشاركة له في التاريخ، حيث تمكّن من بلوغ الدور الثاني من النهائيات، وكان أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ هذا الدور، وبالفعل شكلت هذه النتيجة انعطافة إيجابية لكرة القدم المغربية، والتي ساهمت في إدخال آليات عدة لتطوير الممارسة الكروية في المغرب، وحصاد الحضور المغربي في مونديال المكسيك سنة 1986، تمثل في التعادل أمام بولونيا وإنكلترا والفوز على بلغاريا، وفي الدور الثاني أُقصِي بصعوبة من قِبل منتخب ألمانيا الغربية.
وبعدما غاب أسود الأطلس عن دورة إيطاليا سنة 1990، تمكّنوا من الحضور للمرة الثالثة في نسخة الولايات المتحدة الأميركية العام 1994، إلا أن المشاركة كانت غير موفقة، حيث أُقصِي الأسود من الدور الأول، بعد هزيمة أمام العربية السعودية وهولندا وبلجيكا.
وفي دورة فرنسا 1998 رغم الإقصاء من الدور الأول، إلا أن المشاركة كانت مختلفة عن سابقتها، حيث رفع "أسود الأطلس" رأس العرب في هذه الدورة، وكان قاب قوسين من التأهل إلى الدور الثاني، لولا تواطؤ منتخب البرازيل مع نظيره النرويجي ليلقى المنتخب المغربي مصير الإقصاء من الدور الأول.
وكانت مباراته الأولى أمام النرويج انتهت بالتعادل هدفين في كل شبكة، واللقاء الثاني كان أمام أبطال العالم المنتخب البرازيلي الذي هزم الأسود بثلاثية نظيفة، واللقاء الثالث فاز فيه المغرب على المنتخب الأسكتلندي بثلاثة نظيفة.وعمومًا، ستشكل محطة البرازيل حافزًا للمنتخب المغربي، المقبل على كاس أفريقيا المقبلة، للتأهل إلى مونديال روسيا 2018.وتحتضن دولة البرازيل ما بين ثاني عشر حزيران/ يونيو و13 تموز/ يوليوز فعاليات النسخة الـ 20 من كأس العالم في كرة القدم، صحيح أن المناسبة تشكل حدثًا عالميًا كبيرًا يحلم أي لاعب وأي حكم وأي مدرب وأي منتمٍ لعالم الكرة بالمشاركة والحضور في فعالياته، وإذا كان مونديال البرازيل سجل حضور منتخبات وغياب أخرى، فإن الكرة المغربية بصمت على غيابها الرابع لها في نهائيات هذا الحدث الكوني، منذ آخر مشاركة لـ "أسود الأطلس" سنة 1998 في فرنسا.
أرسل تعليقك