باريس - مارينا منصف
تعود بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى البرازيل في 2014، بعدما نظّمت الدّولة، الواقعة في أميركا اللاتينيّة، البطولة الثالثة في عام 1950، بعد إلغاء بطولتين بسبب الحرب العالميّة الثانيّة.
وكان الاتّحاد الدولي لكرة القدم، الذي انتخب الفرنسي جول ريميه رئيساً، بدأ عام 1918، يفكر جدّياً في تنظيم بطولة عالمية، حيث شهدت مدينة أمستردام الهولنديّة، في 26 أيار/مايو 1928، اجتماعاً مهمّاً للـ"فيفا"، اتّخذ الاتحاد فيه قراراً بتنظيم البطولة العالمية الأولى، واختار عام 1930 موعداً لإقامتها، كما أفسح المجال أمام جميع الاتحادات العالمية المشاركة في هذا الحدث المميز.
واختار الاتّحاد، في اجتماعه الذي أقيم في إسبانيا، في 17 و18 أيار/مايو 1929، الأوروغواي مكانًا لإقامة البطولة الأولى، من 13 إلى 30 تموز/ يوليو عام 1930، بعدما تقدّمت الأورغواي بترشيحها معتمدة على أمرين، الأول إحرازها ذهبيتي الأولمبياد عامي 24 و28، والثاني لأنها تصادف مع احتفالاتها بالذكرى المئوية لاستقلالها.
وشيّدت الأورغواي لهذه المناسبة ملعب "سنتيناريو" الضّخم، الذي يتسع لـ100 ألف متفرج، فيما تمّت دعوة المنتخبات المشاركة في البطولة، دون إجراء تصفيات، بينما لم ترحب بعض الدول الأوروبيّة باختيار الأوروغواي، بسبب المسافات الطويلة، لذا اقتصرت مشاركة المنتخبات الأوروبية على أربعة، هي فرنسا وبلجيكا ورومانيا ويوغوسلافيا.
ونال الفرنسي لوسيان لوران، الذي لا يزال على قيد الحياة، شرف تسجيل الهدف الأول في النهائيات، في الدقيقة التاسعة عشرة، في مرمى المكسيك، بعدما سيطرت المنتخبات من القارة الأميركيّة الجنوبيّة على البطولة، حيث فاز فريق الأرجنتين على الولايات المتحدة 6-1 في نصف النهائي، والأوروغواي على يوغوسلافيا بالنتيجة ذاتها، لتجمع المباراة النهائية بين منتخبين من أميركا اللّاتينيّة.
وحسمت الأوروغواي المباراة النهائية في مصلحتها، عبر فوزها 4-1، بمؤازرة نحو 100 ألف متفرج.
وسجّل في البطولة 70 هدفاً، منها واحد من ركلة جزاء، وطرد لاعب واحد، وتابعها 4355000 متفرج، كما توّج الأرجنتيني ستابيلي هدافاً، برصيد 8 أهداف.
وكان أهم نجوم البطولة هم صانع ألعاب المنتخب البطل، واللّاعب الأسود الوحيد في التشكيلة، خوسيه لياندور أندري (الأوروغواي)، والذي سبق له أن أحرز ذهبية الألعاب الأولمبية في 1924 و1928 .
ونظّمت إيطاليا، عام 1934، البطولة الثانية، بمشاركة 12 منتخباً أوروبياً، ومنتخبين من أميركا اللاتينيّة، وواحد من أميركا الشماليّة، وواحد من أفريقيا.
وقضى نظام البطولة للمرة الأولى بانسحاب الخاسر من مباراة واحدة، وكانت مصر الدولة العربية الأولى التي تشارك في النهائيات، وخسرت أمام المجر 2-4 وسجل هدفيها عبدالرحمن فوزي.
وتواجهت إيطاليا في النهائي مع تشيكوسلوفاكيا، أمام 60 ألف متفرج، وتقدمت تشيكوسلوفاكيا بهدف سجله جناحها بوك في الدقيقة 69، حيث خيّم صمت مطبق على الملعب، لكن الإيطالي، الأرجنتيني الأصل، أورسي أعاد الأمور إلى نصابها، عندما أدرك التعادل لإيطاليا ليفرض التمديد، وبعد 5 دقائق على الشوط الأول الإضافي، أطلق شيافيو رصاصة الرحمة في مرمى المنتخب التشيكي، لينفجر الملعب.
وتقاسم ثلاثة لاعبين لقب الهدّاف في البطولة الثانية، وهم الألماني كونن، والتشيكي نيجيدلي، والإيطالي شيافيو، ولكل منهم 4 أهداف، فيما كان أهم نجوم البطولة جيوسيبي مياتزا من إيطاليا، وهو صانع الفوز على إسبانيا في ربع النهائي، وعلى النمسا في نصف النهائي، وصاحب التمريرة التي سجل منها شيافيو إصابة الفوز في المباراة النهائيّة.
وعُدَّ اللآعب ماتياس سينديلار أحد أفضل لاعبي كرة القدم في النمسا، حيث قال عنه مدرب فرنسا للاعبيه، قبل لقاء منتخبيهما في المباراة التي خسرتها فرنسا 3-2، "إذا ذهب سينديلار إلى المرحاض الّحقوه إلى هناك".
وكان الإسباني ريكاردو زامورا، الملقّب بـ"لاعب من السماء"، نجم المباراة الأولى ضد إيطاليا، في ربع النهائي، التي انتهت بالتعادل 1-1، وبسبب الإصابة لم يستطع المشاركة في المباراة المعادة، التي خسرتها بلاده صفر-1.
وحاول الاتّحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إقناع الاتّحادات البريكانية في المشاركة في البطولة الثالثة لكأس العالم، والتي نظمتها فرنسا عام 1938، دون نجاح، فيما شاركت فلسطين في الدور التمهيدي، لكنها خسرت أمام اليونان 1-3، وصفر-1 وخرجت.
وتغلّبت إيطاليا، في طريقها إلى النهائي، على فرنسا والبرازيل، وكان عليها التغلّب على المجر، بغية الاحتفاظ باللّقب، حيث لم تجد صعوبة في الفوز 4-2، بقيادة نجميها بيولا وكولوسي، اللّذان تقاسما تسجيل الأهداف الأربعة.
واعتبر من أبرز لاعبي البطولة البرازيلي داسيلفا ليونيداس، الذي اشتهر بعد خلعه الحذاء الرياضي في مباراة بلاده مع بولونيا، بسبب أرض الملعب الزلقة، لكن حكم المباراة أرغمه على انتعاله مجدداً، حيث فازت البرازيل يومها 6-5، بعد تمديد الوقت، وسجل ليونيداس 4 أهداف.
ونظّمت البرازيل نسخة 1950، حيث شيّدت لهذه المناسبة ملعب "ماراكانا" الشهير، وهو أكبر الملاعب العالميّة، ويتسع لـ200 ألف متفرج.
وسجّلت في البطولة مفاجأة من العيار الثقيل، تردّد صداها في أنحاء العالم، والتي تمثلت في فوز الولايات المتحدة المغمورة على إنكلترا، مهد اللّعبة، بهدف سجله الهايتي الأصل لوري غايتجنس، في مدينة بيلو هوريزونتي.
وأكّد الدور الأول أنَّ المنافسة ستنحصر بين البرازيل المضيفة، والأوروغواي العائدة بقوة، بعدما اكتسحت بوليفيا 8-صفر.
وعُمِل بنظام الدوري بعد انتهاء الدور الأول، ويتوج بطلاً المنتخب الذي يجمع أكبر عدد من النقاط، حيث فاز البرازيليون على السويد 7-1 وعلى إسبانيا 6-1، في حين فازت الأوروغواي على السويد 3-2 وتعادلت مع إسبانيا 2-2.
وكان اللّقاء الأخير بين البرازيل والأوروغواي حاسماً لتحديد الفوز مع أفضلية للأولى، التي كانت تلعب على أرضها وبين جمهورها، كما أنَّ التعادل كان يكفيها لضمان اللقب للمرة الأولى.
وأمّ ملعب "ماراكانا" 200 ألف متفرج في يوم المباراة النهائية، معتبرين أنَّ إحراز اللقب تحصيل حاصل، وزاد من اقتناعهم إحراز فرياكا هدف التقدم للبرازيل، في الدقيقة 48، بيد أن شيافينو أدرك التعادل للأوروغواي في الدقيقة 68، قبل أن يوجه غيغيا ضربته القاضية في الدّقيقة 79 من عمر المباراة، فأبكى ملعب "ماراكانا".
وأقيمت في البطولة 22 مباراة، سجّل خلالها 88 هدفاً، منها 3 من ركلات جزاء، ولم يطرد أيّ لاعب، وتابعها 1337000 متفرج، وتوّج البرازيلي أديمير هدافاً برصيد 9 أهداف.
أرسل تعليقك