يسرا مارديني تتمنى السلام في سورية للرجوع مع أعمالها البطولية
آخر تحديث GMT02:03:09
 العرب اليوم -

البطلة الأولمبية اللاجئة السورية سبحت ثلاث ساعات

يسرا مارديني تتمنى السلام في سورية للرجوع مع أعمالها البطولية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - يسرا مارديني تتمنى السلام في سورية للرجوع مع أعمالها البطولية

بطلة السباحة السورية الشابة يسرا مارديني
برازيليا - رامي الخطيب

إستخدمت بطلة السباحة السورية الشابة يسرا مارديني موهبتها وغامرت بحياتها من أجل إنقاذ حياة ١٩ شخصًا من الغرق. قد يحظى كل رياضي في الألعاب الاولمبية ٢٠١٦ بتجربة مثيرة يفخر بسردها، و لكن رواية  يسرا ماردينىي هي الأكثر إثارة على الإطلاق.

و تمثل البطلة يسرا فريقاً مؤلفا من ١٠ ابطال أولمبيين من اللاجئين. و في حين ان أعظم إنجازات أي مراهق يبلغ من العمر ١٨ عاماً لن يتعدى الحصول على الدرجات النهائية قبل رحيله عن المدرسة، إلا أن ما يخص تلك الفتاة يعتبر مجهولاً.

كانت هي و اختها سارة مسؤولتين عن إنقاذ حياة ٢٠ شخصاً وهما من بينهم بعد أن قفزتا من القارب المعرض للغرق في بحر إيجة و تمكنتا من دفع  القارب حتى وصلا به الى الشاطئ.

و يسرا ماردينىي التي تعيش حالياً في برلين ستنافس في مسابقات ١٠٠ متر حرة و فراشة يومي السبت و الاربعاء. و يصف البعض ظهورها فى دورة الالعاب الاولمبية على أنه مرتقب.

كانت يسرا مارديني سباحة موهوبة في دمشق التي مزقتها الحروب، ولكنها كانت لا تزال تلقى الدعم من اللجنة الاولمبية السورية. و مع استمرار ازدياد التوتر في الدولة المحاصرة، كان عليها ان تؤدي تمرينها في حمامات سباحة ذات سقف مهدم.

و تقول يسرا: " أحياناً لم نتمكن من التدريب بسبب الحرب، و أحياناً أخرى، كان علينا إتمام التمرين تحت سقف مدمر مفتوح الى السماء من ثلاثة أو أربعة مواقع." و مع إرتفاع حدة التوتر في دمشق، قررت يسرا و اختها سارة مغادرة سوريا مسافرين عبر لبنان و تركيا قبل محاولة الوصول الى اليونان.

 إنقاذ الأرواح...

بعد مرور نصف ساعة من الإبحار من الساحل التركي على متن قارب مخصص لركوب ٦ اشخاص، و لكنه في الواقع كان يحمل ٢٠ شخصاً. بدأ المحرك في الإخفاق حتى توقف تماماً. و كان معظم الموجودين على القارب لا يجيدون السباحة. و مع عدم توافر خيارات اخرى، قررت يسرا و اختها سارة بالاضافة الى شخصين آخرين شديدي البنية على بذل ما في وسعهم لإنقاذ القارب. فقاموا بالقفز الى الماء و اخذوا يسبحون ويدفعون القارب الى الامام تفاديا لإحتمالات إنقلابه لمدة تزيد على الثلاث ساعات في عرض البحر حتى تمكنوا من الوصول الى "ليسبوس".

و تروي يسرا مارديني الحادثة  فتقول : " كنا نحن الأربعة فقط ممن يجيدون السباحة. و كنت أمسك بالحبل المربوط بالقارب بيد واحدة بينما أسبح بيدي الاخرى و الساقين. لقد كانت ثلاث ساعات و نصف فى المياة الباردة. يكاد جسدك أن يشبه ... إنتهى. لا أدري إذا كان بإمكاني وصف هذا ."

و على الرغم من ان يسرا ناقمة بعض الشئ على مياة عرض البحر، إلا أن الحدث لم يكن يوماً ما مصدر إزعاج لها.  و أضافت قائلة : " لن أنسى أنه لولا السباحة لكنت فى عِداد الموتى الآن بسبب قصة هذا القارب. إنها لذكرى إيجابية بالنسبة لي." و بعد " ليسبوس" بدأت رحلة يسرا و سارة الى المانيا مروراً بمقدونيا، صربيا، المجر و النمسا.

تعتبر يسرا شخصية متميزة بسبب سلوكها المتواضع و مرونتها مع ذاتها عندما استطاعت أن تنجو بحياتها.  و تضيف قائلة : " إنه لأمر صعب.. لقد كان حقاً أمراً شاقاً، للجميع، و لا يمكنني توجيه اللوم لأي شخص بسبب صراخه و بكائه. و لكن أحياناً يستوجب عليك أن تستمر فى طريقك و لا تتوقف."

البداية من برلين...

و تستقر يسرا مارديني حالياً في برلين حيث تم توجيهها الى نادٍ مخصص للسباحة يسمى "واسرفروند سباندو 04 " حيث تمكنت من الٕانضمام اليه كما حصلت على عضويته.  و مع سرعة إنطلاق إمكاناتها قرر المدرب سيڤن سبنكربر إعدادها لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، و لكن تسارع خطواتها ذهب بها الى دورة الالعاب الاولمبية الحالية.

و تقوم يسرا بالتدرب على السباحة لمدة ساعتين أو ثلاثًا في كل صباح، ثم تذهب بعد ذلك الى المدرسة، و في المساء تعود للتدريب مرة أخرى. و نقلاً عن "الغارديان" التي أفادت أن سورية كانت تتابع خطى يسرا الرياضية في السباحة بل و طلبت إحداثيات منتظمة عنها.

 التعامل مع النظرة غير الانسانية للاجئين...

و من خلال المؤتمر الصحفي لإعلانها عن مركزها فى الفريق ، قالت سارة : " أريد من كل شخص أن يدرك أن اللاجئين هم أشخاص طبيعيون ممن كان لهم اوطان يوماً ما و لكنهم فقدوه، ليس لرغبتهم فى الفرار و اللجوء لدول أخرى، و لكن بسبب أحلامهم و تطلعاتهم لحياة أفضل، ففضلوا الرحيل."

و أضافت يسرا قائلة : " ان كل شئ الآن يبدو وكأنه يرتدى رداء الحياة الجديدة الأفضل، و مع دخولنا الى الاستاد فنحن بذلك نحفز كل فرد على تحقيق حلمه." و تأمل سارة أن يحل السلام و يزدهر في سورية حتى يتسنى لها العودة الى وطنها برواياتها البطولية.

و تقول : "من المحتمل أن حياتي ستنطلق من هنا في المانيا، و يوماً ما حين اصبح سيدة عجوز سيمكنني العودة الى سورية و أحكي للناس عن تجاربي و خبراتي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسرا مارديني تتمنى السلام في سورية للرجوع مع أعمالها البطولية يسرا مارديني تتمنى السلام في سورية للرجوع مع أعمالها البطولية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab