يترقب عالم كرة القدم ما ستسفر عنه انتخابات رئاسة الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا" المقررة اليوم الأربعاء خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية "كونجرس اليويفا" المقرر بالعاصمة اليونانية أثينا.
ويخلف الرئيس الجديد لليويفا ميشيل بلاتيني الموقوف وسط آمال لتسجيل بداية جديدة في أكبر مؤسسة كروية في أوروبا بعد العديد من التحقيقات المتعلقة بالفساد في كرة القدم.
وينتخب الرئيس الجديد من خلال تصويت الاتحادات الوطنية ال55 الأعضاء في اليويفا حيث يمتلك كل اتحاد صوتا، يحق له منحه لأحد المرشحين الاثنين. وكذلك يحق للاتحادين الهولندي والسلوفيني، اللذان يرأسهما المرشحان لرئاسة اليويفا مايكل فان براج وألكسندر سيفرين، على الترتيب، التصويت في الانتخابات اليوم.
وتتساوى جميع الأصوات في الفعالية، حيث يتساوى على سبيل المثال ثقل اتحاد كوسوفو، الذي يعد الأصغر في القارة الأوروبية مع ثقل صوت الاتحاد الألماني، الذي يعد أكبر اتحاد وطني في العالم حيث يضم أكثر من ستة ملايين عضو. وسيعلن المرشح الذي يحصل على أكثر من نصف عدد الأصوات، فائزا برئاسة اليويفا.
ويُكمل الرئيس الجديد الفترة المتبقية من الولاية الثالثة التي كان من المفترض أن يشغلها بلاتيني والتي تنتهي في آذار/مارس 2019، وتجرى جولة ثانية من التصويت فقط في حال تسببت حالات امتناع عن التصويت في عدم حصول أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة "أكثر من 50 بالمئة من إجمالي الأصوات"، وفي حالة إجراء الجولة الثانية يكفي حصول أي من المرشحين على أغلبية بسيطة للفوز بالرئاسة. وفي حالة تعادل المرشحين الاثنين في عدد الأصوات خلال الجولة الثانية، تجرى جولة ثالثة من التصويت وربما يستمر التصويت لجولات أخرى في حالة استمرار التعادل.
وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس الاثنين أن بلاتيني سيقوم بإلقاء كلمة خلال كونجرس غدا الأربعاء. وأوضح اليويفا أن لجنة الأخلاق بالاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" سمحت لبلاتيني بإلقاء كلمة في حضور الوفود المشاركة في كونجرس الاتحاد الأوروبي. وكانت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي "كاس" قد أيدت عقوبة أصدرها الفيفا على بلاتيني بعدم ممارسة اي أعمال متعلقة بكرة القدم، ولكنها قلصتها من ست إلى أربع سنوات.
وتم حظر اي نشاط يقوم به بلاتيني من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتلقيه مبلغًا مثيرًا للشبهات مقدر بـ2 مليون فرانك سويسري "من رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر في 2011 نظير عمل قام به كمستشار للرئيس قبل عشرة سنوات. وقال مارك تنبوكن، المتحدث باسم لجنة الأخلاق بالفيفا، "اليويفا طلب رسميا من الغرفة القضائية للجنة الأخلاق المستقلة الحصول على استثناء لتمكين ميشيل بلاتيني لإلقاء كلمة وداع قصيرة أمام كونجرس اليويفا في أثينا".
ويعد سيفرين هو المرشح الأوفر حظًا بعد حصوله على مساندة اتحادات ألمانيا وروسيا وفرنسا والبرتغال بجانب اتحادات أخرى. وقال سيفرين في تصريحات صحفية إنه يعتقد أنه يحظى بمساندة 32 اتحادا، وهو عدد كاف لفوزه بالمنصب. وعلى الجانب الأخر، يحظى فان براج بتأييد عدة اتحادات من بينها إنجلترا وبلجيكا. وقال ديفيد جيل، نائب رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الاسبوع، الماضي أن فان براج سيجلب الوقار والاستقامة للمنصب.
وأوضح: "فان براج هو الخيار المناسب لتوحيد كل جوانب كرة القدم الأوروبية، خاصة وأنه يمتلك معرفة واسعة بالأندية، وسيكون قادرا على توطيد العلاقات مع الاتحادات القارية الأخرى"، ومن ناحية اخرى، أكد اتحاد الكرة الألماني دعمه لبرنامج سيفرين فيما يتعلق بتمديد الحوار بين الاتحادات الوطنية، والدوريات والأندية، ومراعاة مصالحهم بشكل كبير.
وأوضح إن طلب بلاده استضافة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024" لم يكن له أي دور في الإعلان عن دعم ألكسندر سيفرين المرشح لرئاسة الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا". وقال سيفرين في وقت سابق إنه يفضل إقامة يورو 2024 في دولة واحدة، علما بأن يورو 2020 ستقام بالتنظيم المشترك في عدة مدن أوروبية، وقد اعتبرت تصريحات سيفرين تمهيدا لطريق ألمانيا للحصول على حق استضافة البطولة.
من جهته، قال رينهارد جريندل ،رئيس اتحاد كرة القدم الالماني، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إنه تحدث مع سيفرين والمرشح الآخر لرئاسة اليويفا، مايكل فان براج، بشأن خطط ألمانيا لطلب استضافة البطولة الأوروبية لعام 2024، لكنه أكد أن هذا الأمر "مشروع" ولم يجر التوصل لأي اتفاقات بهذا الشأن.
وأضاف جريندل: "بالطبع عرضت على المرشحين الاثنين الإمكانيات التي تؤهلنا لتقديم ملف قوي لطلب استضافة يورو 2024، وأبدينا رغبتنا في أن يلقى ترشحنا للاستضافة، الدعم"، وقال إن الاتحاد الألماني يتمنى أن يصب التصويت لسيفرين لصالح قيادة الاتحاد الأوروبي للعبة.
ويبلغ سيفرين، رئيس الاتحاد السلوفيني لكرة القدم، من العمر 48 عاما أي أنه يصغر رئيس الاتحاد الهولندي فان براج بـ 20 عاما. ونظرا لتحديد الحد الأقصى لعمر رئيس اليويفا بـ 70 عاما، فإن براج لا يمكنه إدارة الاتحاد بعد عام 2019 .
ويحضر جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا والأمين العام السابق لليويفا، والذي كان الذراع الأيمن لبلاتيني، كونجرس الاتحاد الأوروبي اليوم. ونفى إنفانتينو ما ذكر في وسائل إعلام هولندية ونرويجية بأن مستشاريه يحشدون من أجل التصويت لسيفرين.
أرسل تعليقك