القاهرة ـ محمود الرفاعي
لم يُبالغ الخبراء والنقاد الرياضيين، عندما وصفوا "مونديال" البرازيل 2014 قبل انطلاقه، بأنه "الأقوى والامتع في تاريخ البشرية، نظرًا إلى مشاركة منتخبات ونجوم تتخطى أسعارهم حاجز الـ8 مليارات يورو".
فالأهداف تتوالى على الشباك دون رحمة، والنجوم تتألق وتُقدِّم كل ما في جعبتها، والأرقام القياسية تتحطم واحدة تلو الأخرى، ومفرقات وغرائب تظهر للمرة الأولى.
"المغرب اليوم"، يكشف في هذا التقرير، أبرز الأرقام القياسية التي تحطمت في "المونديال"، وأغرب المواقف التي حدثت خلال الأسبوعين الماضيين.
منذ انطلاق بطولة كأس العالم، في العام 1930، وبالتحديد في 13 تموز/يوليو، في دولة أوروغواي، إلى يوم افتتاح "مونديال" جنوب أفريقيا في العام 2010، أي بعد إقامة 20 مباراة افتتاحية، لم يدون أي حكم، هدف ذاتي في سجلاته، رغم أن تلك المباريات شهدت إحراز 45 هدفًا، منها ثمانية في افتتاح "مونديال" 1934، عندما تغلبت إيطاليا على أميركا (7/1)، إلا أن مارسيلو مدافع نادي ريال مدريد، والمنتخب البرازيلي، سجل اسمه في سجلات البطولة، كأول لاعب يحرز هدف ذاتي في افتتاح "المونديال"، عندما أحرز أول أهداف البطولة بالخطأ، في زميله جوليو سيزار، إثر عرضية الكرواتي، إيفيكا أوليتش.
ودخل المهاجمان؛ الهولندي، روبين فان بيرسي، والأسترالي، تيم كاهل، التاريخ، بعد أن نجح كلٌّ منهما في إحراز هدف خلال البطولة الحالية، ليكون المونديال الثالث لهما على التوالي، الذي يُسجِّلَا فيه أسماءهما في كشوف الهدافين.
وفان بيرسي، الذي يتصدر قمة هدافي البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف، أحرزهم في مرمي؛ أسبانيا وأستراليا، وسبق له وأن أحرز في "مونديال" 2006، في مرمى كوت ديفوار، وفى "مونديال" 2010، في مرمي؛ الدانمارك والكاميرون.
أما اللاعب الكبير كاهيل، الذي أعلن اعتزاله الدولي، عقب مباراة هولندا الأخيرة، والتي أحرز فيها هدف يُعد من أحلى أهداف البطولة، سجَّل أيضًا من قبل في "مونديالي" 2006، في مرمى اليابان، و2010، في مرمي صربيا.
وبعد النتائج المخيبة للآمال التي حقَّقتها الدول الأفريقية الأربع؛ الكاميرون، ونيجيريا، وغانا، والجزائر، سجل منتخب كوت ديفوار، رقمًا قياسيًّا جديدًا للقارة الأفريقية، عندما أصبح أول منتخب أفريقي يفوز في ثلاثة "مونديالات" متتالية، وذلك بعد أن نجح في التغلب على نظيره الياباني في افتتاح مبارياته في البطولة (2/1).
والمنتخب الإيفواري كان سبق له الفوز في "مونديال" ألمانيا 2006، على منتخب صربيا ومونتنغرو (3/2)، وفي "مونديال" 2010 على منتخب كوريا الشمالية (3/0)، والرقم السابق للأفارقة كان مُسجَّلًا لكلٍّ من المنتخب الكاميرون، في "مونديالي" 1990 و1994، والمنتخب المغربي، في "مونديالي"، 1994 و1998.
وربما كان على المنتخب البوسني، أن يترك ذكري جيدة له أفضل من ذلك، ففي المباراة الرسمية الأولى له في "المونديال"، دخل سيناد كوسيناك، التاريخ، بعد أن سجل أسرع هدف ذاتي في البطولة منذ انطلاقها في العام 1930، وذلك عندما حوَّل عرضية اللاعب الكبير الأرجنتيني ليونيل ميسي في مرمي زميله، أسمير سيموفيتش، في المباراة التي جمعتهم، وانتهت لصالح الأرجنتين (2/1).
وفي تلك المباراة أيضًا، دخل اللاعب البوسني، فيداد إسيبفيتش، سجلات الكرة البوسنية، بعد أن سجل أول هدف لهم في "المونديال".
ولو ظلت دولة نيكاراغوا، تمارس لعبة كرة القدم قرون مقبلة عدة، ربما لن تنجح في إحراز هدف في "المونديال"، أو تتأهل له من الأصل، فتلك الدولة الصغيرة التي تلعب ضمن منطقة "الكونك كاف" (أميركا الشمالية والوسطي وبحر الكاريبي)، سجلت اسمها في سجلات "المونديال"، بعد أن نجح اللاعب الكوستاريكي، أوسكار دوراتي، في تسجيل هدف لمنتخب كوستاريكا، في مرمي أوروغواي.
ودوراتي، هو لاعب مزدوج الجنسية، فهو نيكاراغوي كوستاريكي، ولعب في صغره لمنتخب نيكاراغوا، وقبل أن يكمل عامه الثامن عشر، قرَّر أن يلعب رسميًّا لكوستاريكا، ولكن الـ"فيفا" قررت أن تمنح نيكاراغوا شرف وضع اسمها في البطولة.
وأحرز المهاجم الفذ توماس موللر، "هاتريك" في مرمى الحارس البرتغالي باتريسيو، في المباراة التى انتهت بفوز الألمان (4/0)، وبذلك أصبح المنتخب الألماني هو أكثر المنتخبات التي منح لاعبوها للقب "هاتريك"، أي أحرز 3 أهداف في مباراة واحدة.
وفعلها الألمان من قبل توماس موللر 6 مرات، أولها مع كونسن، في "مونديال" 1934، ومورلوك، في "مونديال" 1954، وجيرد موللر مرتين، في مونديال 1970، ورومينغيه، في "مونديال" 1990، وميروسلاف كلوزه، في "مونديال" 2002، في مرمى الحارس السعودي، محمد الدعيع.
وأصبح المنتخب الألماني أول المنتخبات الدولية، الذي يتخطى حاجز الـ100 مباراة في "المونديال"، وذلك عندما خاض مباراته مع غريمه الغاني، ضمن مباريات الجولة الثانية لـ"المونديال"، ووصلت "المانشافت" إلى المباراة المائة عندما قابل البرتغاليين، وربما يصل إلى المباراة رقم 107 في حال وصوله النهائي أو مباراة تحديد المركز الثالث.
والألمان خلال المباريات المائة التي خاضتها فازت في 61 مباراة، وتعادلت في 19، وخسرت في 20، والألمان سيصلون مع نهاية الدور الأول إلى 102 مباراة، يليها البرازيل بـ100 مباراة، ثم إيطاليا بـ83، والأرجنتين بـ73 مباراة.
وتفرد هذا "المونديال"، بعودة اللاعبين الكبار مرة أخرى إلى مهاراتهم التهديفية، التي افتقدوها خلال البطولات السابقة، فنجح المهاجم الكرواتي الكبير، إيفيكا أوليتش في العودة للتسجيل في "المونديال" مرة أخرى، عندما سجل الهدف الثاني لمنتخب بلاده في مرمى تشارلز إيتنغي الكاميروني، بعد أن صام عن التهديف لمدة 12 عامًا و10 أيام، عن هدفه الأول الذي سجَّله في مرمى إيطاليا، في "مونديال" 2002، ليأتي ثانيًا في سجلات البطولة، بعد الدانماركي، مايكل لاودروب، الذي سجَّل هدفًا في "مونديال" العام 1986، وعاد وسجَّل هدفًا ثانيًّا في "مونديال" 1998.
والأمر ذاته، فعله الأرجنتيني ليونيل ميسي، ولكن بعد 8 أعوام من هدفه الذي أحرزه في مرمي المنتخب الصربي، في "مونديال" 2006.
وما قدَّمته أسبانيا في "المونديال" الحالي، يُعد أسوء مشاركة لحامل اللقب عبر تاريخ البطولة، فالأسبان يعتبروا البطل الرابع، الذي يغادر بطولة العالم، وهو يحمل لقبها.
وحدث ذلك من قبل مع المنتخب الإيطالي، الذي فاز ببطولة 1938، وودع "مونديال" 1950، وأيضًا البرازيلي في "مونديال" 1966، بعد أن حاز على اللقب في العام 1962، والفرنسي في "مونديال" 2002، والإيطالي في "مونديال" 2010.
ولكن بتحليل النتائج، نرى أن المنتخب الأسباني، هو صاحب أسوأ وأضعف نتائج، فالفريق خسر بفضيحة في مباراته الأولى أمام هولندا (5/1)، وتشيلي (2/0).
وكتب الأميركي كلينت ديمبسي، اسمه في سجلات "المونديال"، بهدفه التاريخي، الذي سجله في مرمى المنتخب الغاني، وجاء بعد مرور 29 ثانية من بداية المباراة، ليكون خامس أسرع هدف في تاريخ مباريات "المونديال"، فالأميركي تخطى الفرنسي برنارد لاكومبي، الذى أحرز هدف في "مونديال" 1938، في مرمى المنتخب البلجيكي، بعد مرور 35 ثانية.
ورتب هدفه بعد أهداف كلٍّا من التركي؛ هاكان شوكور، الذى سجَّل في "مونديال" 2002، في مرمى كوريا الجنوبية، بعد مرور 11 ثانية، والتشيكوسلوفاكي فاكلاف ماسيك، في مرمى المكسيك، في "مونديال" 1962، بعد مرور 16 ثانية، والألماني آرنست لاهانر، في شباك النسما، في "مونديال" 1934، بعد 25 ثانية، والإنكليزي، برايان روبسون، في مرمى الفرنسيين، في "مونديال" 1983، بعد 27 ثانية.
وبالهدف الذي أحرزه الجزائري، سفيان فيغولي، في مرمى المنتخب البلجيكي، في المباراة التي خسرها الخُضر بهدفين لهدف، أنقذ تاريخ بلاده، والعرب، وأفريقيا من رقم سلبي، كان سينتقل من قارة أميركا الجنوبية إلينا، وذلك بعد أن سجَّل هدف للجزائر، بعد صيام دام عن الأهداف لمدة 481 دقيقة، و28 عامًا منذ هدف جمال زيدان، في مونديال 1986، في مرمي أيرلندا الشمالية، لتظل بوليفيا، هي أكثر المنتخبات صيامًا عن التهديف، لمدة 517 دقيقة، و28 عامًا.
كما أن سجدة ميغولي، تُعد أول سجدة إسلامية في "مونديال" البرازيل، وثاني سجدة عربية، في تاريخ "المونديالات"، بعد سجدة السعودي، سامي الجابر، التي قام بها في "مونديال" 2006، بعد هدفه في مرمي المنتخب التونسي.
أرسل تعليقك