الأولمبياد، وبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، وبطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان غاروس) وبطولات عديدة أخرى في مختلف الألعاب تأجلت بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد في أماكن عدة بالعالم. والآن، كيف ومتى تستأنف الحياة الرياضية؟
وتسبب تفشي فيروس «كورونا» الوبائي في تأجيل أو إلغاء كل الأحداث الرياضية الكبيرة في ربيع هذا العام وكذلك الأحداث التي كان مقررا إقامتها مطلع الصيف المقبل. ولكن منظمي هذه الأحداث المؤجلة يواجهون الآن تحديا هائلا يتمثل في ضرورة إعادة إدراج وترتيب هذه الأحداث في إطار روزنامة رياضية مزدحمة في كل أنحاء العالم وهو ما يثير بعض الفوضى والارتباك في هذه الروزنامة. والسطور التالية تكشف الوضع بالنسبة لعدد من الأحداث الرياضية الكبيرة:
دورة الألعاب الأولمبية... تأجلت دورة الألعاب الأولمبية الـ32 في طوكيو والتي كانت مقررة من 24 يوليو (تموز) إلى التاسع من أغسطس (آب) المقبلين لتقام العام المقبل، ولكن موعد إقامتها في العام المقبل لم يتحدد حتى الآن. ومن المقرر أن تتشاور اللجنة الأولمبية الدولية مع الاتحادات الرياضية الدولية خاصة أن عددا من هذه الاتحادات كان مقررا أن يقيم بطولاته العالمية في العام المقبل.
كرة القدم... سبقت بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) لكرة القدم الأولمبياد في اتخاذ قرار التأجيل كما سبقته في تحديد موعدها الجديد حيث ستقام فعالياتها من 11 يونيو (حزيران) إلى 11 يوليو (تموز) 2021 كما تأجلت بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) إلى العام المقبل. ويبدو الوضع غامضا بالنسبة لبطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لكرة القدم بعد تعليق فعاليات البطولتين كما قرر الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) تأجيل المباراة النهائية لكل من البطولتين من مايو (أيار) المقبل لأجل غير مسمى. كما تم تعليق بطولات الدوري المحلية الكبيرة في أوروبا سواء لأجل غير مسمى أو لشهر أبريل (نيسان) المقبل. ولكن، لا توجد خطة محددة حتى الآن لاستئناف هذه البطولات في مواعيد محددة. وقد تكون إقامة المباريات بدون جماهير من الحلول المطروحة ولكن ملايين الدولارات التي تأتي من حقوق البث التلفزيوني والرعاة والجوائز المالية تجعل من الضروري عدم التسرع في اتخاذ القرار.
وفي فورمولا1 تسبب فيروس «كورونا» الوبائي في تأجيل أو إلغاء السباقات الثمانية الأولى في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا1 - لهذا الموسم. ولم يستبعد المنظمون حتى الآن إمكانية بدء الموسم بالسباق الكندي المقرر في 14 يونيو المقبل مع إمكانية تحديد مواعيد جديدة للسباقات التي تأجلت في بداية الموسم لتقام في وقت لاحق من العام الحالي. وفي هوكي الجليد ألغيت بطولة العالم التي كانت مقررة في سويسرا كما ألغيت بطولة العالم للسيدات في كندا.
وفي ألعاب القوى، تأجلت بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعات والتي كانت مقررة في الصين كما تم تأجيل اللقاءات الثلاثة الأولى من بطولة الدوري الماسي. ولكن الاتحاد الأوروبي للقوى لم يحسم حتى الآن موقف البطولة الأوروبية المقررة في العاصمة الفرنسية باريس من 25 إلى 30 أغسطس المقبل.
أما فيما يتعلق بالرياضة في الولايات المتحدة الأميركية، فقفد تم تأجيل أو إلغاء كل من بطولات الدوري الأميركي للمحترفين في رياضات كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأميركية وهوكي الجليد. وبالنسبة لرياضة الغولف، تم تأجيل أول بطولتين كبيرتين في الموسم الحالي وهما بطولتا الأساتذة والجولة الأوروبية «بي جي إيه» كما تبدو بطولة أميركا المفتوحة في مهب الريح نظرا لإغلاق نادي «وينجد فوت» في نيويورك والذي يستضيف البطولة وذلك بسبب فيروس «كورونا» أيضا.
وفي لعبة التنس، قرر منظمو بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) ثاني بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى في الموسم الحالي تأجيل البطولة وحددوا الموعد الجديد للبطولة من 20 سبتمبر (أيلول) إلى الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين رغم الارتباك الذي يسود روزنامة بطولات التنس حاليا. ويحسم منظمو بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) ثالث بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى في الأسبوع المقبل مصير هذه النسخة المقررة من 29 يونيو إلى 12 يوليو المقبلين.
وفي سباقات الدراجات، تم تأجيل سباق إيطاليا الدولي (جيرو دي إيطاليا) وتتواصل المناقشات حاليا بشأن سباق فرنسا الدولي (تور دو فرانس) لمعرفة ما إذا كان من الممكن إقامة السباق بدون حضور الجماهير.
تستمر كرة القدم في بيلاروسيا بشكل طبيعي، المطاعم تستقبل الزبائن ورئيس البلاد يصف فيروس كورونا المستجد بأنه «هوس». تشكل بيلاروسيا استثناء في قارة أوروبا حيث ترفض السلطات وقف الحياة الطبيعية في البلاد من أجل تفادي تفشي مرض «كوفيد - 19». لم تسجل في بيلاروسيا، إحدى الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تقع على أبواب الاتحاد الأوروبي، سوى 88 إصابة بفيروس كورونا من دون أي وفيات.
ومنذ بداية تفشي هذا الوباء رفض رئيس البلاد الكسندر لوكاشنكو فرض أي حجر صحي على مواطنيه، حتى أنه لم يتردد الأسبوع الماضي بوصف فيروس كورونا بأنه «هوس» مشيرا إلى أن «الهلع» منه هو أكثر خطورة من الفيروس نفسه. وطالب رئيس البلاد المعروف بمواقفه الصارمة مواطنيه الذين يبلغ عددهم 5.9 مليون نسمة إلى مواصلة أعمالهم، والذهاب إلى الحقول وقيادة جراراتهم التي تصنعها بلاده بكثرة، ذلك «لأن الجرار يشفي الجميع» على حد قوله. كما نصح بشرب الفودكا وممارسة الحمام البخاري كأفضل دواء لمحاربة فيروس كورونا.
وقامت بيلاروسيا بإجراءات على مداخل الملاعب من خلال نصب كاميرات حرارية تراقب المتفرجين الوافدين إلى المدرجات. وفجأة وبعد أن كان الدوري البيلاروسي الذي يطلق عليه تسمية «فيسهايا ليغا» باللغة المحلية، لا يستأثر بالأضواء، بات يستقطب الاهتمام في الوقت الحالي ولم تتردد شبكة «ماتش تي في» الروسية في شراء حقوق نقل المباريات، في حين اقترح نجم برشلونة الإسباني وآرسنال الإنجليزي السابق البيلاروسي الكسندر هليب في الصحف الألمانية الطلب من النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو القدوم للعب في بلاده.
وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد البيلاروسي لكرة القدم الكسندر اليينيك: «لقد اتخذنا جميع الإجراءات المطلوبة من وزارة الرياضة. يتعين على جميع الأشخاص الذين يتواصلون مع أنصار الفرق ارتداء القفازات»
. بيد أن تراجع نسبة الحضور بات جليا حيث تقلصت بنسبة 50 في المائة مقارنة بالموسم الماضي «ما يسمح بتوزيع المتفرجين في مختلف إرجاء الملعب» بحسب اليينيك.
ولا يزال مئات المشجعين يذهبون إلى الاستادات لحضور المباريات، ويرتدي البعض الكمامات، وتتراوح الأجواء ما بين حالات الفرح ودعم الفرق بحماس. وذكرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» في تعليقها على استمرار كرة القدم في ظل الأزمة، «التواجد في الاستاد أفضل من التواجد في الحانة»
. وذكر الاتحاد البيلاروسي لكرة القدم أنه سيتابع الأوضاع عن كثب، لكن لا يعتقد أن شيئا أو إجراء يمكن أن يتخذ في بيلاروسيا دون رغبة لوكاشينكو. ولم تكن الانتقادات غائبة، حيث قال سيرغي ألينيكوف لاعب يوفنتوس الإيطالي السابق إن إقامة منافسات كرة القدم في بيلاروس بحضور الجمهور «هو ببساطة جنون»، واتهم المسؤولين بالإهمال. وذكرت تقارير أن لاعبين من منتخب هوكي الجليد البيلاروسي يخضعون للعزل إثر الاشتباه في إصابتهم بعدوى فيروس كورونا، لكن وزارة الرياضة نفت تلك التقارير.
لكن منذ الثلاثاء الماضي، بدأت اللهجة تتغير فيما يتعلق بمرض «كوفيد - 19». فبعد اجتماعه بالسفير الصيني، أكد الرئيس البيلاروسي بأن بلاده «تسيطر بشكل جدي» على الوضع في حين بدأت الصحف والشبكات المحلية تتحدث عن الوباء. لكن الجهتين تؤكدان بأن الحجر الصحي ليس الحل. وتبدو العاصمة مينسك أقل هدوءا في الأيام الأخيرة، حيث دعي الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين إلى البقاء في منازلهم، والتلامذة لعدم الذهاب إلى المدارس.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
باحثون يعكفون على تطوير لقاح مزدوج مضاد لـ"كورونا" والإنفلونزا في مصر
مصاب بفيروس "كورونا" يروي تجربته الأليمة والفرق عن الإنفلونزا
أرسل تعليقك