نجح فريق ليفربول الإنكليزي، بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب، في الصعود إلى صدارة البريمييرليغ، في انتهاء منافسات الجولة الحادية عشر، أمس الأحد، بعد فوز ساحق على واتفورد بنتيجة 6-1، ليراود كتيبة الريدز، حلم التتويج باللقب الأول منذ عام 1990.
وكان ليفربول قريبًا من تحقيق حلم التتويج بلقب البريمييرليغ، منذ 3 سنوات تحت قيادة مدربه السابق بريندان رودغرز، في موسم 2013/2014، إلا أن مانشستر سيتي، تمكن من خطف اللقب في الرمق الأخير.
وكانت تشكيلة رودغرز تعتمد بشكل كبير، على الأوروغوياني لويس سواريز، الذي شهد هذا الموسم تألقه الملفت، وحصوله على لقب هداف البريمييرليغ، ثم انتقل بعدها إلى برشلونة الإسباني، بالإضافة إلى دانيال ستوريدج، الذي قدم مستويات مبهرة أيضا حينها.
وتعتبر ظروف كلوب في الموسم الجاري، أفضل قليلا من حيث وفرة المواهب الشابة، وامتلاك تشكيلة يبلغ متوسط أعمارها 25 عامًا، ساعدت المدرب الألماني في خلق توليفة رائعة، نجحت حتى اللحظة في تحقيق المعادلة الصعبة، بتقديم الأداء الممتع وتحقيق النتائج المرضية عنصرها الأساسي الجوهرة البرازيلية فيليب كوتينيو، بالإضافة إلى أسماء شابة لامعة مثل: فيرمينو، وساديو ماني، ولالانا، وهندرسون، وماتيب.
ويمنح عنصر آخر، كتيبة كلوب، فرصة تحقيق اللقب المفقود منذ 1990، وهو غياب الريدز عن المنافسات الأوروبية هذا الموسم، الأمر الذي يقلل من ضغط المباريات على الفريق، ويساعده على التركيز في المسابقة المحلية. إلا أنه على الجانب الآخر، توجد عقبات عدة تقف في طريق حلم كلوب.
إلا أن ليفربول لم يستطع الحفاظ على نظافة شباكه في 11 مباراة بالبريمييرليغ، سوى مرة واحدة، في المباراة التي جمعته مع مانشستر يونايتد، في الأسبوع الثامن على ملعبه "آنفيلد"، وانتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين.
وتلقت شباك الريدز 14 هدفًا في 11 مباراة، وهو أعلى معدل بين الفرق الستة الأوائل، في ترتيب جدول البريمييرليغ (تشيلسي "9"، ومانشستر سيتي "10"، وأرسنال "11"، وتوتنهام "6"، ومانشستر يونايتد "13")، كما استقبل ليفربول هدفين أو أكثر في 3 مناسبات أمام أرسنال "4-3"، وأمام بيرنلي "2-0"، وأمام كريستال بالاس "4-2".
ويشكل الأداء الدفاعي المهتز لليفربول، عقبة أمام كلوب، في طريقه نحو الوصول للقب البريمييرليغ.
وحاول المدير الفني الألماني، تحسين الجوانب الدفاعية، بالتعاقد مع الدولي الكاميروني جويل ماتيب، قادمًا من شالكه الألماني، في صفقة مجانية، وقدم ماتيب أداءً طيبًا بعض الشيء، إلا أن الأداء العام بخط الدفاع بحاجة إلى مزيد من العمل من جانب كلوب.
قلة الخبرة
قد يكون انخفاض معدل الأعمار في الفريق، سلاحًا ذو حدين، حيث تضم تشكيلة ليفربول، مجموعة من اللاعبين الشباب الموهوبين، الذين يمتلكون الطموح والشغف لتحقيق الانتصارات والتتويج بالبطولات، إلا أنهم في الوقت ذاته، يفتقدون لعنصر الخبرة، حيث لم يسبق لأغلب اللاعبين في التشكيلة، الفوز بالبطولات من قبل.
وسيكون على كلوب، العمل على الناحية النفسية لدى لاعبيه، لتعويض قلة الخبرة، وهو ما أشار إليه في تصريحاته عقب الفوز على واتفورد أمس، حيث قال "إذا أعتقد أي شخص أن تصدر جدول الترتيب بعد 11 جولة، إشارة كبيرة لحسم اللقب، لا يمكنني مساعدة هذا الشخص".
وأضاف، في تصريحات إلى شبكة "سكاي سبورتس" "يمكنك اللعب بشكل جيّد خلال الموسم، وحصد المركز الخامس أو السادس في النهاية، لذلك علينا أن نكون باردين وأن نتعامل مع الأمور كما هي، نقدم الأفضل، نفوز بالمباريات، هذه هي الأشياء التي يمكننا فعلها".
أزمة ساديو ماني
توهج المهاجم الدولي السنغالي ساديو ماني، مع ليفربول، منذ انضمامه الصيف الماضي، قادمًا من ساوثهامبتون، في صفقة كبيرة وصلت قيمتها المادية إلى 34 مليون جنيه إسترليني.
وانفجرت موهبة ماني التهديفية مع الريدز، وأحرز 6 أهداف في منافسات البريمييرليغ، محتلا صدارة الهدافين في فريقه، بالتفوق على البرازيلي كوتينيو الذي أحرز 5 أهداف.
ومن المنتظر أن يواجه كلوب أزمة كبيرة، عند غياب الدولي السنغالي عن الريدز، في شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، لمدة قد تقترب من 30 يومًا، للمشاركة مع منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2017 في الغابون، وبخاصة بعد انسجامه في المثلث الهجومي، بمشاركة البرازيليين فيرمينو وكوتينيو.
مواجهة غوارديولا
يختتم ليفربول منافسات الدور الأول من البريمييرليغ، بمباراة صعبة ومفصلية، حينما يستضيف مانشستر سيتي على ملعبه "آنفيلد"، في قمة مواجهات الجولة التاسعة عشرة من المسابقة، في ليلة "رأس السنة" يوم 31 كانون أول/ ديسمبر.
وقد تحدد نتيجة هذه المباراة "بنسبة كبيرة"، بوصلة البريمييرليغ، وبخاصة وأن فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا، يعدّ من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، كما أن ليفربول أنهى جميع المباريات الكبيرة في الدور الأول بنتائج جيدة، حيث لم يخسر في أي مباراة (فاز على أرسنال وتشيلسي وليستر سيتي "حامل اللقب"، وتعادل مع توتنهام ومانشستر يونايتد).
ويملك كلوب تاريخًا سابقًا، في مواجهة غوارديولا، حينما كان على رأس القيادة الفنية لفريق بوروسيا دورتموند الألماني، بينما كان غوارديولا يقود بايرن ميونيخ
أرسل تعليقك