القاهرة ـ حسام السيد
أحيت جماهير النادي "الأهلي" المصري الأربعاء الذكرى رقم 13 لوفاة رئيس النادي الأسبق صالح سليم، الذي اشتهر بلقب المايسترو، والذي يعتبر أحد رموز النادي عبر تاريخه الطويل.
وحفلت حياة المايسترو الراحل بالكثير من الأحداث، حيث كان احد أبرز وأشهر لاعبي جيله في كرة القدم، وقاد النادي للكثير من الألقاب والانجازات، وكذلك مع المنتخب الوطني، ونقلته شهرته الطاغية في الملاعب إلى دخول عالم السينما ليشارك بتمثيل عدد من الأفلام، كان أبرزها وأشهرها على الإطلاق دوره في فيلم "الشموع السوداء"، الذي يعتبره الكثيرون من أفضل الأعمال الفنية في تاريخ السينما المصرية.
وحرص سليم طوال مسيرته على رفع قيم ومبادئ النادي "الأهلي" فوق الجميع، واتخذ مواقف غاية في الصرامة ضد أي خروج عن النص، وترأس مجلس إدارة النادي لأعوام طويلة توج خلالها بلقب نادي القرن في أفريقيا، وكان شاهدًا على نقلة تاريخية كبيرة في مجالات النادي كافة قبل أن يرحل في السادس من أيار/مايو 2002.
وتداولت الجماهير موقفًا شجاعًا لسليم خلال نهائي البطولة العربية للأندية التي استضافها "الأهلي" في آذار/مارس عام 1995، وفوجئ صالح سليم بمسؤولي بروتوكول رئاسة الجمهورية يختارون له مقعدًا في نهاية الصف الأمامي، وبعيدًا جدًا عن رئيس الجمهورية آنذاك محمد حسني مبارك، واعترض على هذا الترتيب، ليس لأنه كان يريد الجلوس بجوار الرئيس، ولكن دفاعًا عن مكانة "الأهلي" واحترامه.
وأكد سليم للمسؤولين حينها أن "الأهلي" هو صاحب الفرح والحفل والبطولة، وبالتالي لابد أن يجلس رئيسه وسط كل المدعويين وفى مقدمتهم أيضًا، فإن لم يكن ذلك ممكنًا، فلا "الأهلي" ولا رئيس "الأهلي" سيشاركان في هذه المهزلة.
وبالفعل توجه المايسترو إلى باب المقصورة يهم بالانصراف عائدًا إلى منزله، وسريعًا بدأت المفاوضات السريعة وتوالت مكالمات تليفونية قصيرة، وجاء رجال الرئيس يعتذرون لصالح سليم، طالبين منه البقاء، وأنهم سيغيرون كل الترتيبات ليجلس بجوار مبارك.
وتحدث عن هذه الواقعة بأن "رئاسة الأهلي وحدها شرف يستحق أن يكتفي به صاحبه، لا أن تكون مجرد صفقة أو خطوة لشيء أو لمنصب آخر، يعتقدون أنه أهم وأعظم وأبقى من رئاسة الأهلي".
أرسل تعليقك