يحمل مشروع عمان للإبحار هذا العام إلى أيرلندا، طموحات البحّارة العمانيين وفريق الإبحار المحيطي، لتحطيم رقم قياسي عالمي بقي صامدًا لأكثر من عشرين عامًا.
صوره علويه للقارب العماني مسندم
فهد الحسني
وقد انطلق الفريق من مدينة دان لاهير، جنوب العاصمة الأيرلندية دوبلن، في هذا التحدي على متن القارب "مسندم" ثلاثي البدن من فئة (مود70)، التابع إلى وزارة السياحة، وهو القارب نفسه الذي حطم الرقم القياسي السابق العام الماضي في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا بفارق 16 دقيقة.
وسيكون لهذا الإنجاز أثرًا كبيرًا في تعزيز إنجازات السلطنة البحرية حول العالم، وتعميق الارتباط البحري لدى الأجيال الحاضرة، ضمن مساعي مشروع عمان للإبحار في إحياء التراث البحري العريق للسلطنة، وإدخال هذه الرياضة كأحد أبرز الرياضات الأصيلة وذات الأثر الإيجابي للقطاعين السياحي والاستثماري.
وقد قطع المشروع شوطًا كبيرًا في مجال تأهيل البحارة العمانيين للمهام الصعبة وتأهيلهم لمواجهة تحديّات الإبحار المحيطي، ولا أدلّ على إنجازات الشباب العمانيين من أمثال محسن البوسعيدي، الذي يعتبر أول عربي يبحر حول العالم دون توقف، ومثل فهد الحسني، وسامي الشكيلي، وياسر الرحبي، الذين كانوا على رأس فريق الإبحار المحيطي عندما حطموا الرقم القياسي السابق في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا العام الماضي، وهم يسيرون في المسار الصحيح لاكتساب الخبرات والاحتراف في الإبحار الشراعي.
ويتكون الفريق المشارك في هذا التحدي من 3 بحارة عمانيين هم سامي الشكيلي، وياسر الرحبي، وفهد الحسني، والربان الفرنسي سيدني جافنييه، وهؤلاء الأربعة كانوا ضمن الفريق الذي حطم الرقم القياسي العام الماضي، كما انضم إلى الفريق في هذا التحدي كل من الإسباني أليكس بيلا، والفرنسي المخضرم جين بابتيست ليفيلانت.
وتعتبر هذه المحاولة الثانية لفريق الإبحار المحيطي لكسر هذا الرقم العالمي، إذ حاول الفريق خوض التحدي قبل عامين ولكن نظرًا للرياح العاتية اضطر إلى إلغاء المهمة حفاظًًا على سلامتهم.
يذكر أن الرقم القياسي السابق تحقق في أيلول/ سبتمبر عام 1993 على يد البحّار ستيف فوسيت وفريقه على قاربهم "لاكوتا" البالغ طوله 60 قدمًا، إذ أبحروا حول أيرلندا في 44 ساعة و42 دقيقة و20 ثانية.
ويأمل القارب العماني "مسندم" بأن يكسر هذا الرقم وأن يضيف إنجازًا كبيرًا سيبقى في سجل الإنجازات والأرقام القياسية لأعوام مقبلة.
وقد عبَّر البحارة العمانيون عن استعدادهم لخوض هذه التجربة وطموحهم لإضافة المزيد من الإنجازات البحرية إلى السلطنة.
وأكدّ ياسر الرحبي: "سيكون هذا الرقم القياسي إنجازًا عظيمًا بالنسبة لي شخصيًا، ونأمل بأن نعود بسلام رافعين علم السلطنة عاليًا، بدأنا الاستعداد لهذا الموسم منذ بداية العام وكانت لدينا تدريبات مكثفة للاستعداد لهذا التحدي، كما أجرينا بعض التعديلات على القارب لتخفيف وزنه ونحن عازمون على تحقيق الهدف".
أما سامي الشكيلي فبدى قبل الانطلاق بمعنويات عالية؛ إذ أوضح قائلًا: "أنا وزملائي العمانيون مستعدون لخوض هذا التحدي ومعنوياتنا عالية لتحطيم الرقم القياسي السابق وإضافة إنجاز جديد إلى سجل إنجازات السلطنة، وسيكون الإنجاز دافعًا بالنسبة لي لبذل المزيد في هذه الرياضة".
وتحدث فهد الحسني الذي يعد من أقدم البحارة العمانيين وأكثرهم خبرة على متن قارب مسندم (مود70) عن نظرته لهذا التحدي، قائلًا: بقي الرقم القياسي السابق صامدًا لأكثر من 20 عامًا وتحقق على يد كبار البحّارة، وسيكون تحطيمه فخرًا عظيمًا لي ولمشروع عمان للإبحار والسلطنة ككل، ونأمل بأن يبقى الرقم الذي سنحققه صامدًا لأعوام، سنواجه بعض التحديات في طريقنا مثل الانخفاض الشديد في درجات الحرارة ولكننا مستعدون لخوض التحدي ومتفائلون بإمكاناتنا للوصول إلى الهدف".
وعن المخاطر التي ترتبط بهذا التحدي، ذكر ربان القارب والمدرب الأول للشباب العمانيين سيدني جافنييه،: "قبل أن ننطلق لم تكن الرياح قوية كفاية، ولكن كان علينا الانطلاق لتجنب الرياح العاتية، التي قد تضرب الساحل الغربي لأيرلندا خلال الساعات المقبلة، وإذا واجهنا مخاطر في مسار الإبحار سيتوجب علينا التوقف والعودة إلى اليابسة حفاظًا على سلامة البحّارة والقارب.
أرسل تعليقك