مسقط - سناء سعداوي
محمود المعمري شاب صغير من ولاية بركاء لم يتم عامه العشرين بعد، رياضي وموهوب وعاشق للخيل، اشتد ولعه بالفروسية منذ كان طفلاً والتحق بأول اسطبل للعمل كسائس خيل في الحادية عشرة من عمره ليصبح اليوم وبعمر 19 سنة مدرباً للخيل، ولمحمود طموحات كثيرة أهمها الالتحاق بالخيالة السلطانية العمانية وإلى أن يتحقق ذلك لن يتوقف يوما عن التدرب والتدريب .
لطالما عنت الفروسية للشبان الرجولة والشهامة والشجاعة، ومن النادر أن ترى شاباً أو حتى طفلاً لا يحلم بامتطاء الخيل والتحول لفارس يثير إعجاب من حوله، لكن محمود ليس من هذا النوع فقط فهو شاب موهوب وعاشق للخيل بكل تأكيد، الفروسية ليست بالنسبة إليه استعراضاً إنها حلم يجسد بالفعل كل ما يريد أن يقوم به ويكون عليه .
ولتحقيق حلمه التحق بالعمل كسائس خيل لدى اسطبل محبوب بن محمد الهاشماني لمدة سنة وكان حينها أصغر سائس خيل بعمر لا يتجاوز 11 عاماً، كان على محمود المشاركة في الاهتمام ب 10 خيول وإطعامها وتنظيف الإسطبل، ورغم صعوبة العمل والجهد الكبير الذي يبذل فيه والذي يعد صعباً بالنسبة لصبي صغير إلا أن هذا العمل ساهم في تقريبه من الخيل وكشف له مدى تعلقه بها ومن خلاله قرر أنه يجب أن ينتقل بحلمه خطوة إلى الأمام وأن يبدأ بالتدرب على ركوب الخيل وليس فقط الاهتمام بها .
واصل محمود التدرب على ركوب الخيل لمدة ثلاث سنوات كاملة وكان خلال تلك السنوات يحاول تطوير مهارته في امتطاء الخيل وترويضها، ولتحقيق ذلك التحق بعدة دورات تدريبية كان أولاها من خلال مدرسة "الفرسان" ثم التحق بدورة تأهيل وتدريب تحت إشراف الإتحاد العماني للفروسية، يقول محمود: "كان التحاقي بدورة التأهيل خطوة أكبر لها أهميتها بالنسبة إلي، التأهيل هو من ضمن سباقات القدرة والتحمل التي ينظمها الاتحاد العماني للفروسية في مسافات يقطعها الفارس مع الخيل وعليه أن يجتازها بسلام ونجاح، وكانت أولى مشاركاتي في سباقات القدرة والتحمل لمسافة 40 كيلومتراً تأهيلي على خيل تعود للمالك بدر بن سعود البلوشي والحمد لله تأهلت في ذلك السباق، واليوم أصبح في رصيدي عدة مشاركات تأهيلية بمسافة 240 كيلومتراً في جميع السباقات" .
لمحمود صولات وجولات مع كفاح، وكفاح هي أول خيل يمتطيها وهي ليست ملكه وإنما تعود ملكيتها لصاحبها بدر بن سعود البلوشي وحقق معها الكثير من الإنجازات التي كان يتمناها ، أهمها حصوله على رقم دولي من الاتحاد العماني للفروسية، وهنا كان على محمود الانتقال بموهبته خطوة جديدة إلى الأمام، حيث انتقل من الركوب إلى التدريب وذلك بعد التحاقه بدورة مدرب، وبعدها باشر محمود تدريب الفرسان والفارسات على ركوب الخيل في اسطبل بدر بن سعود البلوشي، وكانت أول إنجازاته كمدرب حصول عدد من متدربيه ومنهم الفارس يوسف اليعربي والفارسة عائشة التوبي على التأهيل بعد مشاركتهم في سباقات القدرة والتحمل لمسافة 40 كيلومتراً .
يؤمن محمود أن على الفارس حتى ينجح التمتع بالمقدرة على فهم الخيل والإحساس بها، عليه تعلم كيفية نسج صلة متينة وقوية بينه وبين فرسه وأن يكون صبوراً طيباً، وأن يلتزم بتعليمات المدربين الأساسية من الوضعية الصحيحة للجلوس على السرج وإمساك اللجام حتى يتجنب مخاطر السقوط عن ظهر الخيل والتعرض للإصابة .
أرسل تعليقك