بغداد-نجلاء الطائي
نُظم بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الجمعة، احتفالًا، بهذه اللغة، التي تُعتبر لغة الدين والعلوم والأدب، وذلك في مسرح سامي عبد الحميد الذي يقع في قلب شارع المتنبي المشهور في بغداد، وذلك بحضور فنانين ومثقفين ولغويين والعديد من ممثلي المؤسسات الوطنية والدولية، بمن فيهم ممثلون عن وزارة "الثقافة" وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومنظمة "اليونسكو".
وأوضح بيان لبعثة (يونامي) ورد لـ "العرب اليوم" نسخة منه، ان "الاحتفال بهذا اليوم، يأتي بعد أسبوع من إعلان ضم مدينة بغداد إلى شبكة المدن المبدعة لليونسكو في مجال الأدب. وتأتي إضافة بغداد إلى القائمة اعترافا بأهمية الحياة الفكرية والأدبية في ماضي المدينة وحاضرها".
ونقل البيان عن نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن قوله "تُعتر اللغة العربية الأعظم من بين جميع المساهمات التي قدمها الشعب العربي إلى الحضارة الإنسانية". مضيفًا "اللغة العربية هي إحدى اللغات الرئيسية في العالم ليس لأنها لغة القرآن الكريم فحسب بل وأيضا بفضل الدور الذي لعبته في بناء الحضارة الانسانية واستدامتها.
وتابع "نجا الكثير من تراث العصور القديمة بفضل العلماء العرب في العصور الوسطى، الذين تشكل مساهماتهم في مختلف المجالات أسس العلم الحديث، وكل ذلك انتقل إلينا باللغة العربية. ولهذا السبب تستحق اللغة العربية الاحتفال بها باعتبارها لغة ساهمت إلى حد كبير في صياغة عالمنا".
ووصف مدير مكتب اليونسكو في العراق، اكسل بلات، اللغة العربية باعتبارها "رمزا للوحدة في التنوع لأنها تمكن الملايين من الرجال والنساء لرفع أصواتهم وبناء علاقات ثقافية تتجاوز الحدود المادية." مضيفًا "اليوم، نحن نشيد باللغة العربية والدور الكبير الذي تلعبه منذ آلاف السنين في تدفق المعرفة على العديد من المجالات من الفلسفة إلى الأدب، ومن الطب إلى علم النفس، ومن علم الفلك إلى الرياضيات". حيث اشار البيان الى انه "قد تم تخصيص الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام للعلوم والتواصل العلمي".
وتابع ان "الاحتفال يسعى إلى إبراز الدور التاريخي للغة العربية في البحث العلمي ونشر المعرفة، وإبراز أهمية التعدد اللغوي للأوساط المعنية بالبحث العلمي في الوقت الحاضر".
وشمل الاحتفال الذي حضره أيضا وزير "الثقافة" فرياد رواندزي، حلقات نقاش تناولت تقاطعات اللغة العربية مع العلوم والشعر والخط وغيرها من الموضوعات.
ويُعتبر شارع المتنبي الحي الثقافي في العراق، فهو المكان الذي تلتقي فيه اللغة والأدب وهو المكان الذي ازدهر فيه مجتمع ثقافي على مر الأعوام. ويلعب هذا الشارع الفريد من نوعه دورا حاسما في الحياة الثقافية وإحياء اللغة العربية وآدابها. ويعود تاريخ شارع المتنبي إلى القرن الثامن، عندما كان الشارع ملاذا للكتاب والمؤلفين من جميع الخلفيات الدينية والعرقية، ورمزا للتنوع والوحدة ورمزا لاحتفاليات اليوم العالمي للغة العربية.
وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بقرار من المجلس التنفيذي لليونسكو في عام 2012. وترمي هذه المبادرة، التي اقترحها المغرب والمملكة العربية السعودية، إلى تعزيز التعدد اللغوي والتنوع الثقافي بالإضافة الى الاحتفال بدور اللغة العربية ومساهمتها في حماية ونشر الحضارة الإنسانية والثقافة.
أرسل تعليقك