الفلسطينيون يستعدون لاستقبال عيد الفطر وانتزاع الفرحة رغم صعوبة أوضاعهم
آخر تحديث GMT05:53:40
 العرب اليوم -

بتجهيز "الفسيخ" و"السماقية" و"كعك العجوة" للموائد وتبادل الزيارات

الفلسطينيون يستعدون لاستقبال عيد الفطر وانتزاع الفرحة رغم صعوبة أوضاعهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفلسطينيون يستعدون لاستقبال عيد الفطر وانتزاع الفرحة رغم صعوبة أوضاعهم

استقبال العيد في قطاع غزة

غزة – محمد حبيب يستعد سكان قطاع غزة كباقي المسلمين في بقاع الأرض كافة لاستقبال عيد الفطر السعيد، الذي يهل عليهم خلال الساعات المقبلة. فيما يعيش الشعب الفلسطيني عيدًا استثنائيًا في القطاع المحاصر، فبالإضافة إلى استعدادات المواطنين بشراء احتياجات العيد، إلا أن هناك مشاكل عديدة لا تزال تخيم على القطاع ، وأثرت بشكل كبير على سعادة الناس في قضاء ومعايشة عيد الفطر مثل غيرهم من المسلمين.
وأثرت الأوضاع السياسية والاقتصادية على مظاهر استقبال الناس لعيد الفطر، وانعكست هذه الظروف على الحركة التجارية للأسواق والاستعداد النفسي لاستقبال العيد.
وتشهد أسواق مدينة غزة حراكًا بطيئًا، بسبب تأخر صرف رواتب الموظفين ودفع نصفها بعد هذا التأخر.
وقالت مريم الحارثي (ربة منزل ولديها 3 أطفال): قررت أن ألبس أطفالي ملابس العيد الماضي، بسبب ضيق اليد والأزمة الاقتصادية التي تعصف بنا. وأوضحت أن "زوجها الذي يتلقى راتبًا شهريًا من السلطة الفلسطينية، مقيد بسداد قرض بنكي كان أخذه من أحد البنوك لشراء شقة سكنية لهم"، مضيفة "رغم التزام زوجي بسداد القرض، إلا أن ما يصلنا من راتبه لا يتجاوز نصف الراتب فقط، بسبب سياسات السلطة الاقتصادية".
فيما يصف التاجر محمد العشي (صاحب محل تجاري في سوق الشيخ رضوان) الحركة التجارية بـ "الميتة"، مشيرًا إلى أن "الازدحام البشري المعروف أواخر شهر رمضان لم تشهده الأسواق حتى الآن". وقال: إن المواطنون يخشون من المستقبل، بسبب تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية، وباتوا يدخرون كل قرش، خوفًا من ذلك، مؤكدًا أن "تأخر صرف الرواتب يؤثر على السوق بشكل واضح".
ومع استمرار أزمة معبر رفح البري، يعيش سكان القطاع تضييقًا كبيرًا في حرية السفر والتنقل، حيث يشهد عيد الفطر من كل عام خروج عائلات فلسطينية إلى أقربائهم في الخارج مستغلين إجازة عيد الفطر، فيما يعود المغتربون إلى أحضان أهاليهم، ولكن أزمة معبر رفح جعلت هذه الأحلام بعيدة المنال.
ويقول المغترب الفلسطيني أشرف الريس: إنه يستغل كل عيد فطر، ليعود إلى قطاع غزة، ليعيش فرحة هذا العيد بين والديه وأشقاءه وأهله.
ويعمل الريس في مجال المقاولات والبناء في المملكة السعودية، وينتظر على أحر من الجمر قدوم الإجازات، كي يتمكن من زيارة أهله والبقاء في أحضانهم أيام قليلة قبل أن يعود مرة أخرى إلى عمله.
وأضاف الريس بنبرات حزينة "لقد صرفت النظر تمامًا عن السفر هذا العيد لرؤية أمي وعائلتي، بسبب استمرار أزمة معبر رفح، رغم أن هناك تطمينات بسهولة العودة لغزة، ولكن المشكلة في السفر مرة أخرى إلى السعودية حيث أعمل".
وهبط أعداد المسافرين الفلسطينيين عبر معبر رفح البري من 1400 إلى أقل من 300 مسافر يوميًا، وتعيد السلطات المصرية كل يوم مئات المواطنين، الذين يحملون وثائق رسمية للسفر وإقامات في الخارج تحت مبررات أمنية فارغة المضمون.
بالإضافة إلى ذلك، انعكست الأوضاع الجارية في مصر على الأنفاق الأرضية جنوب مدينة رفح، والتي تشكل الشريان الرئيسي لتغذية القطاع بكل ما يحتاجه من مستلزمات وضروريات في ظل حصار الاحتلال لغزة.
وأغلق الجيش المصري أكثر من 85% من الأنفاق الأرضية، بزعم أنها تعد طريقًا لتهريب مسلحين يقومون بارتكاب أعمال عنف وشغب في شبه جزيرة سيناء، مما أدى إلى خلق أزمات متفاوتة في بعض المستلزمات الحياتية كالبنزين والسولار، فيما ارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية تلقائيًا.
ويرى المواطن سلمان النديم (32 عامًا) أن "أزمة نقص السولار ستؤثر بشكل كبير على زيادة الزحام خلال أيام عيد الفطر".
وقال النديم: أستخدم سيارتي كل عيد فطر من أجل الوصول إلى أماكن إقامة شقيقاتي وأقربائي البعيدة المقيمين في محافظات أخرى، ولكن مع استمرار أزمة البنزين، فلن يتمكن من ذلك. موضحًا أن "أزمة اصطفاف المواطنين بمركباتهم على محطات التعبئة ستتفاقم وتزيد تعقيد الأمور". وبيّن أن "استمرار هذه الأزمة سيمنعه من زيارة أقربائه"، مضيفًا أن "هذا الأمر سيزعج الكثيرين ولكن ما باليد حيلة".
ورغم تلك الصورة القاتمة، يصر الفلسطينيون على انتزاع الفرحة في أعيادهم، رغم صعوبة أوضاعهم، فينما يفتقد أهل الضفة لبحر يمدهم بأنواع السمك الطازج كلما حنوا إليه، اعتاد الغزيون على تناول طعام العيد الخاص بهم وهو سمك "الفسيخ"، الذي يقبلون عليه في إفطار أول أيام العيد، بحيث أن الفسيخ" في غزة أكلة موروثة تتناقل سر صنعتها النساء عن أمهاتهن وجداتهن. ويلجأ الذين يشتهون "الفسيخ" ولا يتقنون صنعه إلى حسبة السمك لشراء الفسيخ الجاهز، الذي يعدّه بعض الصيادين.
ويقول عبد الرحمن أبو ريالة (أحد الصيادين الذين يتقنون صنع الفسيخ ويعمل على بيعه في سوق مخيم الشاطئ): إن العشر الأواخر من رمضان تشهد إقبالا كثيفًا على شراء الفسيخ. وأوضح أن "الفسيخ في غزة يُصنع من سمك "الجرع"، بينما هناك عائلات تشتري أنواعًا أخرى من الأسماك كالبوري أو السردينة".
وتوضح ربة المنزل أم أدهم طريقة عمل الفسيخ، فتقول: إنه سمك متوسط الحجم يُنظف جيدًا ويوضع عليه الملح بكميات كبيرة، وكمية قليلة من "العصفر"، ويتم تخزينه من شهر إلى 6 شهور على ألا تطول المدة أكثر من ذلك. وتقول: أحرص في بداية كل رمضان على شراء سمك الجرع وتجهيزه للفسيخ، من أجل العيد، وأعدّ منه كمية كبيرة لتوزيعه على أبنائي وبناتي المتزوجين، والذين يشتهونه ويحبذون تناوله على الإفطار في أول أيام العيد.
وأشارت أم أدهم (43 عامًا) إلى أنها "تعلمت صنع الفسيخ قبل زواجها منذ أعوام طويلة على يد والدتها، وتعتبره من الضرورات، التي يجب أن تكون حاضرة قبيل العيد إلى جانب الحلويات المختلفة كالكعك والمعمول".
أما المظهر الآخر لهذا العيد في غزة فهو الكعك، فقد شهدت الأسواق والمحلات التجارية المتخصصة في بيع لوازم كعك العيد في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك حركة انتعاش واضحة في مبيعاتها، نظرًا لإقبال الناس على الشراء.
ومن مستلزمات كعك العيد "الشومر، السميد، الينسون، الكراوية، السمسم، القرفة، والسمنة، وغيرها من التوابل، بالإضافة إلى العنصر الرئيس وهي التمور مختلفة الأنواع".
ويؤكد عبد الكريم حمدان (صاحب محل للتوابل في سوق مدينة خان يونس) أن "الأيام الأخيرة من شهر الصيام أيام نشاط بالعمل، حيث يزداد إقبال السيدات على محله، وتزداد طلباتهن وخصوصًا على مستلزمات حلوى الكعك من جوزة الطيب التي تعطي رائحة جميلة له، والقرفة، والسمسم".
ويقول حمدان: كما تكون هذه الأيام فرصة لتسويق التمور (العنصر الأساسي لصناعة الكعك)، بمختلف أنواعها كالعنقود والمجهول والعجوة المصنعة من التمور والمستوردة إما من مصر عبر الأنفاق أو عبر معبر كرم أبو سالم وهي الأغلى سعرًا من العجوة المصرية.
ويؤكد محمود القهوجي (محاسب في محل توابل السلطان) أن "محله ينتظر الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ويجهز لها البضاعة التي يحتاجها السوق بهذه الأيام النشطة، كالشومر والسميد والينسون بكميات تختلف عن الموجودة بالأيام العادية، وذلك لتلبية طلبات المتسوقين، وذلك لما لهذه الأيام من خير وعائد مادي".
ويقول القهوجي إن: هذه الأيام تختلف عن باقي أيام العام، فالبيع فيها يزداد، والآن الحركة بدأت على النحو المطلوب بعد صرف رواتب الموظفين.
ومن ناحيته، يؤكد صاحب محل "عطارة بلبل" للأعشاب والتوابل أبو عصام بلبل أن "حركة البيع ستشهد انتعاشًا خلال الأسبوع الأخير من شهر الصيام، وذلك لحاجة الناس لمستلزمات صناعة الكعك، فخلال هذه الأيام ستشهد الأسواق انتعاشًا في الأصناف كافة، وخصوصًا محلات التوابل والأعشاب لبيعها لكلفة الكعك التي يطلبها أغلب المتسوقين".
أما الأكلة الثالثة من أكلات أهالي غزة في العيد فتسمى "السماقية"، التي يتم إعدادها في معظم المناسبات السعيدة، ومنها الأعياد، كما يتم تقديمها من قبل أهل العريس في الليالي التي تسبق حفل الزفاف.
وتروي الحاجة أم محمد طريقة إعداد السماقية، فتقول: إنها تحتاج لجهد ومشاركة أكثر من شخص، حيث يتم فرم السلق فرمًا ناعمًا، ثم يغسل جيدًا، ويصفّى من الماء، إضافة إلى تفريم البصل فرمًا متوسطًا، ثم يقلب البصل بالزيت على نار متوسطة حتى يصبح لونه ذهبيًا. وتضيف "نضع اللحم المقطع قطعًا صغيرة والمسلوق مسبقًا فوق البصل دون الشوربة، ونحرك قليلا، ثم نضع السلق المفروم فوقه، ونضع الحمص أيضًا، ثم ينقى السماق في حلة (طنجرة)، ويضاف إليه الملح والماء، ويوضع على نار حتى يغلي ونتركه حتى يبرد ونعصره". وتكمل، قائلة: بعد ذلك يجب أن يصفّى السماق في المنخل الناعم في إناء، ثم نضع الدقيق فوق ماء السماق ومن ثَمّ ندق الجرادة مع الملح والفلفل والثوم، وتوضع على السلق والحمص، وعندما نشعر أنها نضجت نضع السماق على الخليط. وبعد ذلك نحرك تحريكًا دائريًا وبسرعة حتى تمتزج مع بعضها البعض، ومن ثم نضع نصف الطحينة الحمراء على الخليط بالتدريج ونحرك دون ترك التحريك إلى أن نراها قد اختلطت ببعضها البعض، ثم نسكبها في صحون التقديم.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون يستعدون لاستقبال عيد الفطر وانتزاع الفرحة رغم صعوبة أوضاعهم الفلسطينيون يستعدون لاستقبال عيد الفطر وانتزاع الفرحة رغم صعوبة أوضاعهم



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 العرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 09:47 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:10 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
 العرب اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 11:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يعتدي بالضرب على طفل في بيت فوريك شرق نابلس

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:36 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الإنكليزي يوجه تهمة سوء السلوك لـ ماتيوس كونيا

GMT 19:19 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي الإنكليزي ينفي تناول مودريك المنشطات في بيان رسمي

GMT 17:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مؤشر دبي عند أعلى مستوى في أكثر من 10 سنوات

GMT 16:16 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

بنك المغرب المركزي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الطيران المدني الإيرانية تنفي إغلاق مجالها الجوي

GMT 04:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

قلق في أوروبا بسبب فيروس شلل الأطفال

GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تشن هجوماً جوياً مع قصف مدفعي على جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab