دبي ـ جمال أبو سمرا
تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان عرضًا للفيلم الأردني المرشح للأوسكار "ذيب" يوم الأربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول 2015 في مقر المؤسسة في دبي، يتبعه حوار حول الفيلم مع منتجة الفيلم نادين طوقان بمشاركة الناقد السينمائي عدنان مدانات، وذلك ضمن فعاليات أيام مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافية في دبي "أردنيو الياسمين والدحنون"، خلال الفترة من 14 ولغاية 17 الجاري.
وحاز الفيلم الروائي الأردني الطويل "ذيب" المترجم للإنجليزية على جائزة أفضل مخرج في قسم (آفاق جديدة) في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الحادية والسبعين وهو من إخراج ناجي أبو نوار وإنتاج نادين طوقان، وباسل غندور وناصر قلعجي، وسيناريو ناجي أبو نوار وباسل غندورن ولعب أدوار البطولة جاسر عيد، وحسن مطلق، وحسين سلامة، ومرجي عوده، وجاك فوكس.
وقد تم تصوير الفيلم في ثلاث مناطق مختلفة. بالنسبة لأراضي قبيلة ذيب تم التصوير في وادي عربة. وبالنسبة للقلعة العثمانية تم التصوير في ضبعة والتي تقع على بعد سبعين كيلومترًا تقريبًا إلى الجنوب من عمّان. كما تم تصوير طريق الحج الشبيه بالمتاهة في وادي رم بالإضافة إلى تصوير غالبية الفيلم في الصحراء نفسها التي صور فيها ديفيد لين فيلم "لورنس العرب".
وتدور أحداث الفيلم في الجزيرة العربية عام ١٩١٦، حيث يعيش ذيب مع قبيلته في زاوية منسية من الإمبراطورية العثمانية. بعد وفاة والدهما شيخ القبيلة، تقع مسؤولية تعليم ذيب حياة البداوة على عاتق أخيه حسين. حين يقوم ضابطٌ في الجيش البريطاني ودليل له بزيارة القبيلة في مهمة غامضة. خوفًا على سمعة والده الراحل، يوافق حسين على مرافقة الضابط ودليله إلى وجهتهما حيث تقع بئر على طريق الحجّاج القديم إلى مكة المكرمة. وخوفًا من فقدان شقيقه، يلحق ذيب بالمجموعة، ليواجه رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء العربية القاسية والتي قد أصبحت منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى أرض مواجهات بين المرتزقة العثمانيين والثوار العرب وقطاع الطرق من البدو. بعد مقتل أخية ومرافقيه على يد قطاع طرق يمر ذيب في محنة صعبة ستحوله إلى رجل.
وحول سبب اختيار اسم الفيلم قال المخرج ناجي أبو نوار:" في الثقافة البدوية، الولد الذي يمر بمحنة كما حدث مع بطل الفيلم ويخرج منها سالمًا يسمى "ذيب" نسبة للذئب، حيث أن الذئب مخلوق غامض يُنظر إليه بعين الخوف والإجلال في آن واحد، فهو حيوان ينتمي إلى قطيع ولديه انتماء لقبيلته، لكنه في الوقت ذاته فرد قوي قادر على العيش بمفرده. إذاً، فإطلاق اسم ذيب على شخص عند ولادته يعني أنه يُتوقع منه أن يصبح شخصًا عظيمًا، وفي الفيلم ليبقى البطل على قيد الحياة عليه أن يكون جديرًا بالاسم الذي أعطاه والده له، لكن نجاحه سيكون ممزوجًا بخسارة براءة الطفولة لديه".
وحول اختيار الممثلين، قال أبونوار:" كان قرار اختيار البدو كممثلين أحد أفضل القرارات التي تم اتخاذها خلال عملية صناعة الفيلم، فالواقعية التي أضفوها على الأدوار واضحة ومحفورة على الشاشة".
ومن جهته، قال الناقد السينمائي ورئيس قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان عدنان مدانات أن فيلم ذيب هو أول فيلم أردني يحوز على هذا النجاح الجماهيري والنقدي في المهرجانات السينمائية العالمية أو صالات السينما التجارية حيث عرض وهو ينتمي للأفلام ذات الميزانية المنخفضة إلا أن الفيلم خرج بمستوى ممتاز تقنيًا وفنيًا وهو يعكس بشكل صادق البيئة البدوية في الأردن رغم أنه يتكلم عن حقبة تعود لبداية القرن العشرين كما أن مضمونه إنساني إلى درجة كبيرة وعلى الأغلب فقد كان هذا المضمون مساعدًا إضافيًا لإقبال الجمهور على هذا الفيلم.
وأشار مدانات إلى أن مؤسسة عبدالحميد شومان رعت أول عرض للفيلم في قرية الشاكرية – قرية الفيلم الأم في وادي رم وبحضور الأهالي المحليين الذين شاركوا في صنع الفيلم كما أقامت المؤسسة عرضًا ثقافيًا خاصًا في سينما الرينبو في جبل عمان التي اكتظت بالجمهور مما اضطرت المؤسسة لإعادة العرض مرة ثانية في نفس الليلة نظرًا للإقبال الكبير، هذا وقامت المؤسسة أيضًا بعرض الفيلم في مدينة العقبة الساحلية ضمن أيام عبدالحميد شومان الثقافية في العقبة.
ويذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح وتعني بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، والأدب والفنون، والتشغيل والإبداع.
أرسل تعليقك