مدريد - لينا عاصي
يعد الفنان فرانسوا جويا من أعظم الرسامين الأسبان في القرن الـ 18 وأوائل القرن الـ 19، وهو فنان تجسد أعماله كل شيء بداية من الملوك والأحداث التاريخية الكبرى حتى الكوابيس الشخصية للفنان نفسه، وأثر أسلوبه في أجيال من الفنانين مثل "مانيه" و"بيكاسو".
وكشف المتحف الوطني عن عرض العام الأسبوع المقبل، وهو عرض مخصص لبروتريهات جويا، ويشمل المعرض 70 لوحة من جميع أنحاء العالم، ويعتبر هذا العرض الأكثر إثارة منذ معرض سلفه الإسباني دييغو فيلاسكيز عام 2006.
ويمتلئ جناح "سينسيبري" في معرض المتحف الوطني بمجموعة من اللوحات الرائعة للشخصيات التي هيمنت على إسبانيا في عهد نابليون، وقدّم جويا لوحات تجسد الكوارث المروعة للحرب واللوحات السوداء التي تجسد الكوابيس، ويعتبر جويا واحدًا من أعظم الرسامين في كل العصور، وربما نعرف السبب من خلال هذا المعرض.
ويهيمن على الغرفة الأولى أعمال فنية تجسد القوة، ومنها لوحة تجسد الأسرة التابعة لإنفانتي دون لويس دي بوربون، حيث يلعب الأمير السوليتير ويحيط به حشد من الخدم بينما تنظر إلينا زوجته من مركز الصورة، وهناك أيضًا لوحة أخرى تجسد دوق ودوقة "أوسونا" وأطفالهم مثل الدمى الكبيرة واسعة العينين.
ويبدو أن الفنان جويا كان مهتمًا بشخصيتين هما "دوق ألبا" و"المركيز سان أدريان"، حيث تظهر الشخصيات في بروتريه طولي، ويحظى جويا بقدرة يحسد عليها ومخيفة قليلًا ممثلة في قدرته على جعل الأشخاص يبدون أكثر ذكاء، كما فعل من الشخصيتين السابقتين، وكذلك كان يمكنه جعل الأشخاص تبدو غبية مثلما فعل في بروتريه "فرديناند السابع".
ومن بين لوحات الفنان الأخرى بورتريه لشخصيتين سياسيتين هما "غاسبار ميلكور دي جوفيلانوس"، و"فرانسيسكو دي سافيدرا"، وباعتباره من مؤيدي الإصلاحات الليبرالية شعر جويا بكونه أكثر استرخاء مع ممثلي التنوير الأسبان عن أعضاء الطبقة الأرستقراطية الإقطاعية في إسبانيا، على الرغم من الاعتقاد بأن لوحة "دوقة ألبا" أكثر لوحاته شهرة.
وينظر الصغار إلى جويا باعتباره فنانًا يقدم أعمالًا فنية رائعة، وعني جويا بتجسيد الشابات الصغيرات مثل "تيريز لويز دي سوريدا" و"أنطونيا زاراتي"، وتجسد اللوحتين من الإثارة والحزن.
وعرف الفنان جويا (74 عامًا) بكونه أصمًا وشبه مجنون ولكنه دقيق بما يكفي لتجسيد التفاصيل في لوحاته، وتصوير الأحداث والشخصيات البارزة، ويعد هذا المعرض حقًا معرض العقد حيث يكشف عن لوحات راسخة للإنسانية التي لا تزال في خطر منذ مائتي عام.
أرسل تعليقك