دراسة تنسف أسطورة الملك أرثر ويوسف الرامي وأعجوبته في الكريسماس
آخر تحديث GMT17:12:14
 العرب اليوم -

كل القصص عن غلاستونبري كانت مختلقة لتمويل البناء بعد الحريق

دراسة تنسف أسطورة الملك أرثر ويوسف الرامي وأعجوبته في الكريسماس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة تنسف أسطورة الملك أرثر ويوسف الرامي وأعجوبته في الكريسماس

دير غلاستونبري
لندن ـ ماريا طبراني

نسفت دراسة أجراها علماء أثريون على مدار أربع سنوات، الأساطير المقدسة عن دير غلاستونبري، وهو واحد من أكثر المواقع الدينية رومانسية في إنجلترا.

 فبعد 2.000 عام قال الأثريون، إن هذه القصص الأثرية المخلدة في قصيدة وليام بليك "القدس" لم تحدث أبدًا على الأرض الخضراء المبهجة لدير غلاستونبري، حيث أن أقدم كنيسة في إنجلترا لم يبنيها تلاميذ المسيح هناك، ولم تزهر عصا يوسف الرامي بأعجوبة في كل عيد كريسماس. كما أوضحوا أن الصلة بين هذه الأساطير وبين الملك أرثر وزوجته الملكة غوينفير الجميلة لا أساس لها وكاذبة جدًا، وأنها قصص ألفها رهبان القرن الثاني عشر لمواجهة أزمة مالية في أعقاب حريق كارثي تعرض له الدير.

 والأبعد من ذلك، اكتشف الفريق المكون من 31 متخصصًا تقودهم روبرت غيلكريست بروفيسور الأثريات في جامعة ريدنج، أن أجيالًا ممن عملوا في الدير كانوا مسحورين جدًا بهذه الأساطير، حيث أنهم أخفوا أو أساءوا تفسير الأدلة التي لا تتناسب معها. ومع ذلك فإن اكتشافات حديثة ترجح أن أعمالًا زجاجية غير معروفة تنتمي لفترة بدايات القرن السابع موجودة في أول موقع لصناعة الزجاج في ساكسون في إنجلترا، كما توجد قطع سيراميك بنفس الموقع تثبت أن الخمور كانت تستورد من القارة حتى قبل ذلك الوقت.

وذكرت غليكرست: "يعتبر دير غلاستونبري موقعًا متميزًا، ولا نريد أن ننتقص من انبهار العديد من الناس به، وكل ما نريد عمله هو البحث بعناية على التسجيلات غير المنشورة من حفريات القرن العشرين وأي دليل موجود".

 ويرتبط الدير والعديد من المواقع الأخرى الموجودة في المدينة بأسطورة الكاش المقدسة، والتي تعتبر عوامل جذب رئيسية للسياح والحجاج ممن تجتذبهم الأساطير المسيحية وكوكبة من معتقدات العصر الحديث.

دراسة تنسف أسطورة الملك أرثر ويوسف الرامي وأعجوبته في الكريسماس
 
 وأوردت إحدى القصص أن المسيح نفسه جاء وبنى كنيسة تكريمًا وتشريفًا لأمه، ومع ذلك، فإن قصة العرش المقدس هي أحسن القصص شهرة، والتي لم تجد لها غليكرست أي دليل قبل القرن السابع عشر. وهي تحكي أن يوسف الرامي جاء من الأرض المقدسة إلى غلاستونبري وزرع عصاه التي يتوكأ عليها فأزهرت بمعجزة، وبنى الكنيسة.

 أما الأسطورة ذات الاعتزاز الكبير تدور حول باقة من أشجار الشوك يتم إرسالها كل ديسمبر/كانون الأول إلى مادة إفطار الملكة صباح كل كريسماس، وعندما تم تخريب شجرة كانت على قمة التل يُقال أنها نمت ضمن أشجار يوسف الرامي، فقد انتشرت الأخبار حول العالم.

 ولم تجد غلكريست أي حسابات مبكرة لشجرة خاصة في الدير، وبالنسبة للشوك الشرس الذي يمكن مشاهدته في الأرض فهو الزعرور الشائع الذي ينمو بشكل طبيعي في منتصف فصلي الصيف والشتاء.

 وترك وليام من مالمزبري، مؤرخ القرن الثاني عشر، وصفًا للكنيسة الخشبية القديمة التي تعتقد غلكريست أنه يمكن رؤيتها بوضوح الآن. ومع ذلك فقد كان وليام حريصًا في أن يقول أنه سمع أن من بناها هم تلاميذ المسيح. ومع ذلك فإن ما عاش من كتاباته الأصلية هو إصدارات محدودة تم زيادتها أخيرًا وإقحام مواد إضافية فيها، والتي يرجح أن الرهبان زادوها على التاريخ القديم لتعزيز مكانتهم ووضعهم.

 وربما يكون ما شاهده هذا هو كنيسة الأنجلو ساكسون الخشبية التي يمكن أن يعود تاريخها إلى القرن السابع أو قبل ذلك بقليل، والتي كانت قديمة جدًا بالنسبة له، ولكنه لم يكن يمتلك أدوات تمكنه من حساب تاريخها بدقة.  

 وجاءت عبقرية وبراعة الرهبان التي لا مثيل لها بعد اندلاع حريق كارثي عام 1184 ليترك لهم مشكلة إعادة بناء الدير بموارد قليلة وعدم وجود قطع أثرية لجذب الحجاج، وكان الحل في أسطورة الملك أرثر مبدع "فرسان المائدة المستديرة" والتي تعرف غلاستونبري كجزيرة أسطورية دفن بها أفلان، والإكتشاف المزعوم لمقبرة أرثر وزوجته غونيفير جنبًا إلى جنب مع صليب ونقش لاتيني مفيد باسم الملك، وكان الصليب مفقود لقرون طويلة، إلا أن غلكريست تقول إن الصور توضح أنه كان قطعة مزيفة تنتمي بالأساس للأنجلو ساكسون.  

 وأضافت: "عندما تم إعادة بناء الكنيسة، بنوها على طراز قديم جدًا، لتعطي انطباعًا بأنها مبنى أقدم. ومع وجود الأساطير كانت هناك إمكانية إيمان حقيقي أو "سوء فهم"، ولكن مع وجود أرثر وغونيفير فأنا أخشى أنه لا جدال على أن الرهبان فعلوا ذلك كله بأنفسهم".

 وفي 1950 و1960، كان راليف رادفورد، لايزال يعمل على اكتشافات غلاستونبري في التسعين من عمره، وقام بالحفر وأعلن أنه أعاد اكتشاف مقبرة أرثر جنبًا إلى جنب مع المقبرة المسيحية البريطانية الأقدم في إنجلترا. وكان مخطئًا في كل حساباته، حيث كانت مقبرته متوسطة العمر ، وكانت المقبرة الملكية حفرة من الأنقاض نتجت من أعمال البنائين ما بين القرن الحادي عشر والقرن الخامس عشر، وأوضحت الأعمال الجغرافية الحديثة بخصوص اكتشافاته التي اكتشفها  أن الحائط لا يستقيم لأعلى، ولا علاقة له بالدير على الإطلاق.

وقالت غلكريست، عضو مجلس أمناء غلاستونبري حاليًا: "لسنا بصدد تحطيم معتقدات وإيمان الناس،  لأن معتقدات وأساطير آلاف السنوات هي جزء من التاريخ غير المادي لهذا المكان الرائع".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تنسف أسطورة الملك أرثر ويوسف الرامي وأعجوبته في الكريسماس دراسة تنسف أسطورة الملك أرثر ويوسف الرامي وأعجوبته في الكريسماس



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab