فنان بريطاني رومانسي يحاكي برسوماته الواقع الإيطالي القديم
آخر تحديث GMT21:23:56
 العرب اليوم -

رسم الجدران المنهارة والخنادق الغائرة وأطلال القصور

فنان بريطاني رومانسي يحاكي برسوماته الواقع الإيطالي القديم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فنان بريطاني رومانسي يحاكي برسوماته الواقع الإيطالي القديم

لوحة "من داخل الكولوسيوم" لفرانسيس تاون منذ عام 1780 بالمتحف البريطاني
روما ـ ليليان ضاهر

جسّد مدرس الفنون ومحب الألوان المائية فرانسيس تاون خلال رحلته إلى روما، التي لم تكن وجهته الأصلية لما يسمونه بـ"الحج الثقافي"؛ الواقع الإيطالي القديم، إذ كان ينظم كل فنان واستقراطي في القرن الـ18 في بريطانيا، رحلة عبر جبال الألب، ولو على الأقل مرة واحدة، لرؤية روائع التقاليد الكلاسيكية.

فنان بريطاني رومانسي يحاكي برسوماته الواقع الإيطالي القديم

ووفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية، فإن بعض الفنانين، كانوا يتكسبون عيشهم من تجسيد الإنجليز المرهفين في إيطاليا، وكان تاون، مجرد مسافر آخر على الطريق السياحي البالي، الذي كان خطيرا في حد ذاته، بصرف النظر عن طرقه الوعرة، وانتشار الملاريا وقطاع الطرق به، إلا أن رسوماته بالألوان المائية في روما تعد مثيرة للدهشة، فهي تعرض صورة مقنعة لمدينة ضاعت في الزمان والمكان، إذ المشاهد المنسية للأنقاض حيث لا يحدث أي شيء سوى ابتلاع المستقبل للماضي.

فكل الطرق ربما تؤدي إلي روما، ولكن يبدو أن تاون، في كثير من الأحيان، كان أكثر اهتماما بالمسار أكثر من الوجهة، فتظهر روما هنا في المسافة أو من خلال الأشجار.

فلقد رسم تاون الحواف، والزوايا المجوفة والمهملة للمدينة، بدلا من التحديق في المعالم السياحية الشهيرة، فلقد أمضى فترات صباحية طويلة في رسم الجدران المنهارة، والخنادق الغائرة، وأطلال القصور، والتي دائما ما كان تحدها السماء ذات السحب الزرقاء والفضية والذهبية اللون.

فنان بريطاني رومانسي يحاكي برسوماته الواقع الإيطالي القديم

فمثل رسام القرن الـ18 توماس جونز، الذي رسم منظرا فارغا مخيفا لمدينة نابولي، اهتم تاون برسم الشوارع الخلفية أكثر من المعالم الكبرى الشهيرة. وبالتدريج، بقدر ما ترى الأنقاض عبر أوراق الشجر المهملة والفروع المتشابكة، بقدر ما تدرك أنه رسمه ليس سطحيا على الإطلاق.

وهذه هي الكنوز العظيمة في  روما، التي نبحث عنها, فلقد اكتشف تاون أروقة الكولوسيوم، والقصور الامبراطورية في بلاتي هيل، وأنقاض المنتدى الروماني، حيث ما رأه عندما ذهب إلى روما. واليوم هذه الأماكن التي كانت ضائعة وسط الحشائش والغابات، أصبحت مزارا محتشدا بالزوار.

فروما الخاص بـتاون ، ليست مدينة عصرية، وإنما هي غابة تتخللها أنصاف المعابد المنهارة، والضواحي المتعرجة المكتظة بقليل من المزارعين، وتجار السوق.

بينما كان يتجول تاون في التلال السبعة في روما، كان المؤرخ إدوارد جيبون يكتب عن تاريخ اضمحلال وسقوط الإمبراطورية الرومانية، فلقد كانت رؤاهم عن روما متشابهة بشكل ملحوظ.  فتحفة جيبون، كانت محاولة مرعبة تتعلق بفهم مدى إمكان تلاشي أو سقوط الامبراطورية الرومانية.

في الوقت ذاته تبحث لوحات تاون بالألوان المائية السؤال نفسه: وهو ما حدث في هذه الوديان والغابات الهادئة، فالمعابد والقصور التي حكمت ذات مرة جزءًا كبيرًا من العالم هي الآن خالية من الزينة الخلابة، ولم يتبق لها إلا المناظر الطبيعية الرعوية، حيث يبدو أن الوقت قد تباطأ مثل تعرجات نهر التيبر.

بالطبع ليس ذلك هو الهدف من تجسيد الواقع، فنهر التيبر يتدفق دائما بلطف كما يظهره تاون، وروما أيضا كان لديها سكانها وتاريخها الحديث عندما زارها. فعلى الرغم من أن تاون شاعر رومانسي بفرشاة الألوان المائية، لكنه كان مهووسا ومتشائما بشأن التأمل في سقوط الإمبراطوريات مع مرور الوقت، ما يجعل رسوماته وكأنها رثاء مستوحى من المناظر الطبيعية.

وكان لديه إتقان فني هائل للخيال، حيث تدفق الأشجار في الأفق، بجذورها الحليقة، في مسحة من اللون الأخضر، وبياض أشعة الشمس.

وترك فرانسيس تاون، الذي فشل 11 مرة في اختياره للأكاديمية الملكية، بصمته في هذه الألوان المائية في المتحف البريطاني عندما توفي عام 1816، فربما لم يكن تاون فنانا بريطانيا شهيرا كذلك، لكن رسوماته في مدخل المتحف خلابة للغاية.

ملحوظة: الضوء والوقت والتراث: لوحة مائية لفرنسيس تاون من روما وضعت في المتحف البريطاني، في لندن، في الفترة من 21 كانون الثاني/ يناير وحتى 14 آب/ أغسطس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنان بريطاني رومانسي يحاكي برسوماته الواقع الإيطالي القديم فنان بريطاني رومانسي يحاكي برسوماته الواقع الإيطالي القديم



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab