وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا
آخر تحديث GMT09:22:49
 العرب اليوم -

دخل التاريخ بمادة وسيطة بين الجرانيت المفتت والرمال الملونة

وفيق المنذر رائد فن "الجرانيوليت" عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وفيق المنذر رائد فن "الجرانيوليت" عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا

رائد فن "الجرانيوليت" وفيق المنذر
القاهرة ـ أسامة عبد الصبور

رحل رائد فن "الجرانيوليت" وفيق المنذر، في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2014، وهو يشعر بذلك الشعور الموحش, في صمت دون تكريم يستحقه، وترك خلفه رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية, التي تشهد له بأنه كان مبدعا من طراز خاص.
وتخرج رائد فن "الجرانيوليت" وفيق المنذر، من كلية الفنون التطبيقية في القاهرة عام 1960، وشغل مناصب إدارية مختلفة ومنها مدير عام الشؤون الفنية لقطاع الفنون الشعبية، ثم مستشارا وخبيرا فنيا لوزارة الثقافة المصرية، وبعد ذلك قام بالتفرغ كفنان تشكيلي ليخرج ما بداخله من لمسات فطرية، تطورت بإطار من الدراسة الأكاديمية المتخصصة، وفي ظل حبه لتجريب الخامات المتنوعة والحديثة.

وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا

واكتشف الفنان وفيق المنذر خامة "الجرانيوليت" عام 1979م، و" الجرانيوليت" كلمة تعني بالفرنسية والإنجليزية السطح المحبب وهي مادة وسيطة بين الجرانيت المفتت والرمال الملونة, ليصبح أول من أدخلها في الأعمال التشكيلية, حيث لم يسبقه أحد في استخدام هذه المادة، ليلقب برائد فن الجرانيوليت في العالم، وإعادة تشكيلها وتجميعها من خلال موضوعاته التي أخرجها من عباءة التراث المصري الذي لا ينضب, ليظل ملهما لكل مبدع على مر العصور.

وارتبطت هذه المادة باسمه حتى هذه اللحظة، وهي تتكون من الرمل المعالج كيميائيًا ولونيًا بحيث يمنح سطحًا شديد النقاء ويقترب إلى العقيق, وتبدو تشكيلات الفنان وفيق المنذر بها شديدة التميز, حيث تبدو تقنياتها المعقدة اقرب إلى العمل السحري, لا سيما في استخداماته لدرجات متفاوتة من اللون الواحد, وهو الأمر الذي يصعب ضبطه مع مادة مثل الرمل, ورغم أن بعض الخطوط اللونية والتشكيلية  تأخذ منحى هندسيًا في تشكيل اللوحة إلا أن انسيابية السطح ولمعانه  وانسيابية اللون وتدرجاته تمنح العين راحة.

وكان "المنذر" عضوا في العديد من النقابات، مثل نقابة التشكيليين والمهن التمثيلية والغوري وأتيليه القاهرة، وله مقتنيات في متحف الفن الحديث ووزارة الخارجية ودار الأوبرا وعدد من المجموعات الخاصة، وقد حصل على جائزة عيد العلم عام 1956، وجائزة التصوير في فن الموزاييك في صالون القاهرة عام 1960، والجائزة الأولي في نفس الصالون عام 1962, ثم في الحفر عام 1964  كما حصل على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير, من الجمعية العربية للفنون والثقافة والإعلام ،وقد أقام الفنان وفيق المنذر أول معرض خاص له في 10/4/56, ثم توالت معارضه في مصر وخارجها .

وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا

ولم يكن "المنذر" فنانا تقليديا، فقد مارس كل الفنون المرئية والمسموعة, وعمل بالتمثيل, والإخراج، وكان أصغر مذيع يقدم ويعد برامج في محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية, حيث أنه كان في حينها مازال طالبا في المرحلة الثانوية.

ومارس أيضا الرقص الشعبي, ورقص أمام الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم, كما مارس الغناء الجماعي, وجميع فنون المسرح من الإدارة للماكياج، للديكور، وتصميم الأزياء للفرق الشعبية، وتصميم الملصقات، كما كان يُدرّس فن الإلقاء والتمثيل لطلبة كلية المعلمين "حاليا كلية التربية", وأتيح له أن ينفتح على موسيقى العالم أجمع في مكتبة الفن الحديث في قصر عائشة فهمي في شارع قصر النيل.

وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا

وكانت أعماله التشكيلية تدور حول المرأة، ذلك المخلوق المحير، وأرد أن يغوص بأعماقها، وكشف أغوارها وأحاسيسها، إلى الحد الذي أصبح يجيد كل الأعمال المتصلة بالمرأة، كأشغال الإبرة، الكوريشية، التريكو، المطبخ, التجميل, التفصيل لدرجة أنه كان يفصل ملابس زوجته التي ترتديها أثناء ذهابها للعمل, وكانت هذه خطوة تمهيدية لدخوله في مجال تصميم الأزياء لفرق الفنون الشعبية  .

ورغم كل ذلك التاريخ الحافل بالإبداع كان " المنذر" يشعر بالتجاهل والتهميش وتعمد إنكار دوره كأحد رواد الحركة التشكيلية المصرية, حتى أنه صرح في أحدى لقاءاته الصحفية قائلًا: "أرى أن هناك حربا شعواء ضد قيم جيل الرواد الذين أسسوا الحركة التشكيلية المصرية، وعلى سبيل المثال اقتنى متحف الفن الحديث بعضا من أعمالي ولكنها لازالت حبيسة المخازن ومنذ فترة طويلة."

وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا

وأضاف: "مسألة تجاهلي وصلت إلى حد أنني في عام 2007 أقمت معرضا تحت عنوان "70×50" أي سبعين عاما من عمري، وخمسين عاما هي مشاركتي في الحركة التشكيلية المصرية، ووجهت الدعوة لكبار المسئولين الفنيين ولكنهم تجاهلوني بل وحتى الموظفين بالقطاعات الفنية تجاهلوني, وقررت أن يفتتح معرضي حفيدي البالغ من العمر خمس سنوات ."

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت عاش مبدعًا ورحل وحيدًا مهمشًا



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab