اكتشف عادات وتقاليد الجزائريين في استقبال شهر رمضان المبارك
آخر تحديث GMT06:45:17
 العرب اليوم -

يتميَّز بتحضير المتبلات والفريك وأطباق الحلويات

اكتشف عادات وتقاليد الجزائريين في استقبال شهر رمضان المبارك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اكتشف عادات وتقاليد الجزائريين في استقبال شهر رمضان المبارك

استقبال شهر رمضان في الجزائر
الجزائر ـ سميرة عوام

تتنوع عادات وتقاليد العائلات الجزائرية، خلال شهر رمضان الكريم، حيث يتم التحضير لتلك الاحتفالات الدينية على مدار 20 يومًا، وتهتم ربات البيوت بتنظيف وترتيب منازلهن وتزينهن بمختلف الألوان وأنواع الفوانيس مع طلاء الجدران، وذلك حسب العائلات العريقة، ما يعد فال خير على أهل بونة، والذين يستقبلون شهر الرحمة بالتعاون والصدقة على الفقراء والمساكين.
وما يميز الجزائر عن بقية الدول العربية، هو تحضير مستلزمات شهر رمضان من أكلات تُقدَّم على مائدة العائلات، حيث ترفض المرأة العنابية اقتناء بعض المواد من السوق الشعبية ،وذلك تفاديًا للمصاريف الكثيرة، وكذلك لتقديم أطباق تتماشى وعادات العائلة، ومن بين التحضيرات، التي يتوفر عليها المطبخ الجزائري، في شهر رمضان، هو تحضير مادة الفريك، والتي تخضع إلى عملية دقيقة، ومجهود كبير، حيث يتم طحنه وغربلته، ثم وضعه في أكياس مُجفَّفة، ولاسيما تحتفظ بنكهته من أجل تحضير شوربة رمضان، والتي تعتبر الطبق الأساسي لدى الصائمين، والمصحوبة بـ"البوراك"، واللواحق الأخرى.
ومن بين التحضيرات التي تطبع الأجواء الرمضانية، هو تحضير التوابل لتعبيق الأطباق والأكلات العصرية والتقليدية بها، منها المتبلات التقليدية، مثل: شواشي الورد والفلفل الأسود مع خلطها بإكليل الجبل، والزعتر، وبعض المواد الأخرى، والتي تعطي للطبق رائحة زكية، وتفتح شهية الصائم مع إعطائه طاقة لجسمه والحيوية لإكمال صيامه خلال الشهر الفضيل.
وفي سياق متصل، تُحضِّر المرأة الجزائرية كذلك في إطار الاحتفالات بذلك الضيف الكريم، بعض المعجنات الخفيفة، مثل: الرشتة، والثريدة، ورغم ثقل تلك الأطباق، إلا أنها تُقدَّم خلال ليلة منتصف رمضان، وليلة القدر، في 27 من شهر رمضان، حيث تزين ببنادق اللحم والبيض والخضر، كل ذلك يصنع التميز خلال تلك الأيام المباركة، والتي تعتبر فرصة لجمع الأحباب والأهل وحتى الجيران والأقارب الآتيين من ديار الغربة، والذين يفضلون قضاء رمضان عند عائلتهم وذويهم.
وفي سياق متصل، يُفضِّل أهل الجزائر تنظيف المساجد، والتي تفتح أسبوع قبل حلول شهر رمضان، حيث يتعاون سكان الأحياء الشعبية لتنظيف السجاد، وغسل الجدران وطلائها، استعدادًا لممارسة الفرائض والطقوس الروحانية والدينية، كما تبقى المساجد تصدح بصوت الآذان والقرآن الكريم حتى حلول ليلة شهر رمضان، كما تُقدَّم الحلويات والزلابية والشامية، وبعض الحلويات الأخرى، التي تزيد من التجمع العنابي جمالًا وبهاءً، إلى جانب تنظيم مسابقات دينية لاختيار أحسن مرتل للقرآن الكريم، بالإضافة إلى تقديم المساعدات للفقراء والمساكين.
ومن عادات العائلات الجزائرية، خلال شهر رمضان، هو تقديم ما يسمى بالنفقة، وهي عبارة عن اقتناء كبش يتعاون فيه أهل الحارة، ويذبح قبل يومين من رمضان، ثم يُوزَّع على العائلات المشاركين في تلك الشاة، وتقطع إلى أجزاء، ويتم تحضير الشربة من خلالها وبعض الأطباق الأخرى.
وفي ما يتعلق بالحلويات تتحول البيوت والمنازل الجزائرية إلى مكان خصب لانتعاش بعض التجارة التي تتلاءم مع شهر رمضان، مثل: تحضير "الديول"، وخبز الدار، وكذلك بعض العجائن الخفيفة، حيث تحول إلى سوق من أجل بيعها، وكسب مصروف الجيب، وعليه فإن رمضان بالنسبة للعائلات الجزائرية فرصة للاستثمار والعمل من أجل تحسين المستوى المعيشي للسكان.
وعلى صعيد متصل، تتحول الجزائر خلال شهر رمضان إلى ساحة للتجارة، حيث تغير غالبية المحال طبيعة نشاطها، والذي يمتد إلى صناعة الزلابية وبيع الحلويات، منها المقروض العنابي، والعرايش، وقلب اللوز، وهي الحلويات الأكثر طلبًا من قِبل الصائمين، ويزيد التنافس على تحضير تلك الحلويات، والتي تستحوذ على كل الساحات والشوارع والأزقة النابضة بمختلف العادات والتقاليد الخالدة، والتي تعتبر من الموروث الثقافي والشعبي، الذي يدخل في تقاليد تلك العائلات، وإلى جانب ذلك تفتح الأسواق على غير عاداتها أبوبها بعد صلاة الفجر، ولاسيما عندما تكون المنطقة تعج بالصائمين، وتتنوع الأجنحة بين الخضر والفواكه وكذلك المواد المخللة، وبعض اللواحق الأخرى.
ومن التقاليد الأخرى خلال شهر رمضان هي خروج العائلات إلى الكورنيش والشاطئ والتمتع بنسمات البحر، وكسر الرتابة السنوية، وهناك من الأهل من يفضل البقاء بجانب الشاطئ حتى موعد السحور، حيث تتنوع الجلسات والسهرات من خلال اقتناء "الكريبونة"، والتي تعتبر من المثلجات التي تعرف إقبالًا كبيرًا من قِبل الصائمين، إلى جانب تقديم "البوراك" العنابي، والذي يبقى من أحسن الأكلات التي تُقدَّم خلال السهرة بالإضافة إلى الشاي والمكسرات، كما يتمحور الحديث عادة عن تذكر الأهل الذين يعيشون في ديار الغربة، ولاسيما أمام القوارب الراسية، والتي تزيد من اشتياق ووحشة العائلات لأقاربهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشف عادات وتقاليد الجزائريين في استقبال شهر رمضان المبارك اكتشف عادات وتقاليد الجزائريين في استقبال شهر رمضان المبارك



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab