في شقة أنيقة بحي الزمالك الراقي وسط القاهرة، افتتح الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق، مؤسسة «فاروق حسني للثقافة والفنون»، التي تضم متحفاً لمقتنياته من لوحات ومنحوتات وأعمال فنية، وتنظم مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، وترعى مسابقات في فروع الفنون المختلفة.
وأعلن فاروق حسني عن إطلاق أنشطة مؤسسته الجديدة في حفل أقامه مساء أول من أمس، وحضره عدد من رموز العمل الدبلوماسي والإعلام والفن والمال الأعمال، من بينهم السفير السعودي بالقاهرة أسامة نقلي، والدكتورة فايزة أبو النجا، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي، والدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، والإعلامية لميس الحديدي، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، وصلاح دياب، ولبلبة، وسميحة أيوب، والكاتب محمد سلماوي، وغيرهم.
اقراء ايضا جهود كبيرة لهيئة الثقافة والفنون في دبي لتعزيز حضور المتاحف التخصصية
وقال حسني، في كلمته خلال الحفل، إن «مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون، ليست مجرد متحف لعرض أعماله، أو استعراض سيرته الذاتية، بل هي مؤسسة لخدمة المجتمع وبخاصة الشباب، وتشجيع الفن والثقافة»، معرباً عن أمله أن «تسهم المؤسسة الوليدة في تنمية الوعي الفني والثقافي، ودعم شباب المبدعين في مختلف المجالات»، موجهاً الشكر إلى وزارة التضامن الاجتماعي لدعمها للمؤسسة التي تندرج تحت لوائها باعتبارها إحدى مؤسسات المجتمع المدني، ولوزارة الثقافة التي ستتعاون مع المؤسسة في تنفيذ الأنشطة المستقبلية.
وأضاف حسني أن «المؤسسة لا يمكن أن تقوم بأنشطتها إلا بالشراكة مع وزارة الثقافة»، موضحاً أن «لديه الكثير من الأفكار والرؤى الثقافية والفنية للمجتمع، والتي قد لا تتسع المؤسسة وحدها لها».
وتضم المؤسسة متحفاً لمقتنيات وزير الثقافة الأسبق، من بينها أعمال فنية لعدد كبير من رموز الفن المصري، من المقرر أن يتم افتتاحه بشكل كامل قريباً، وفقاً لحسني، الذي أكد ، أن متحفه لا يقتصر على عرض الأعمال الفنية الخاصة به، بل يضم لوحات لكبار الفنانين مثل محمود سعيد، وأعمال نحت لآدم حنين وغيرهما.
وتعد هذه المؤسسة حلماً لطالما راود فاروق حسني، منذ كان وزيراً للثقافة، حيث سبق أن وعد بتحويل منزله إلى متحف، لكنّ الأحداث التي تلت 25 يناير (كانون الثاني) 2011 وخروجه من الوزارة، تسببت في تأخر تحقيق هذا الحلم، وتغيير شكله ليتحول المتحف إلى مؤسسة ثقافية تنظّم أنشطة ومسابقات في مختلف المجالات الفنية، وتدعم الشباب، وفق حسني.
وأشار حسني إلى أن «النهضة الثقافية في مصر بدأت بالعمل الأهلي عبر الصالونات الثقافية والجماعات الأدبية، وغيرها، ومن هنا جاءت فكرة المؤسسة في محاولة لجعل الثقافة الراقية من مكونات المجتمع المصري، بالتفاعل مع محيطها العربي والإقليمي»، مؤكداً أنها «مؤسسة مصرية لكل المصريين وشباب المبدعين، والباحثين عن كلمة حقيقية في الفن والفكر والأدب، والذين يضعون القيم الإنسانية نصب أعينهم».
وبدأت المؤسسة الوليدة أول نشاطاتها بالإعلان عن فتح باب التقدم لجائزة مؤسسة «فاروق حسني للثقافة والفنون» في فن الرسم 2020، والتي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه، وقال حسني إن «قيمة الجائزة ربما لا تكون كبيرة، لكنها محاولة من المؤسسة لدعم شباب الفنانين»، مشيراً إلى أن «الجائزة هذا العام ستقتصر على الفن التشكيلي، بينما ستتوسع في العام المقبل لتشمل مجالات فنية أخرى من بينها القصة القصيرة، والإخراج المسرحي والسينمائي، والنحت، والعمارة».
وفي كلمته خلال الافتتاح أكد الكاتب محمد سلماوي أهمية دور المجتمع المدني في نشر الثقافة، وقال: «ميلاد متحف جديد في مصر هو عيد، لكن ما يحدث اليوم هو ميلاد من نوع جديد، فلم يعد العمل الثقافي حكراً على وزارة الثقافة رغم أهمية دورها، بل أصبح للمجتمع المدني دور في نشر الثقافة والفنون»، مشيراً إلى أن «مؤسسة فاروق حسني ستكون مركز إشعاع ثقافي جديد بما تقدمه من أنشطة تخدم الشباب والمبدعين»، موضحاً أن «جوائز المؤسسة ليست قليلة، فيكفي أنها تحمل اسم فنان من أشهر وأميز فناني مصر والعالم».
وتبدأ المؤسسة تلقي الأعمال المشاركة في المسابقة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ويستمر التقديم لمدة شهر، قبل أن تبدأ لجنة التحكيم عملها في اختيار القائمة القصيرة من الأعمال والتي سيتم تنظيم معرض لها، بالتزامن مع إعلان الفائز بالجائزة في يناير المقبل، وتستهدف المسابقة الشباب، حيث تشترط أن يكون عمر المتسابق ما بين 18 و35 عاماً، وأن يكون العمل أُنتج خلال العامين الماضيين.
ويضم مجلس أمناء المؤسسة، إلى جانب فاروق حسني، كلاً من الدكتور مصطفى الفقي، والمهندس نجيب ساويرس، والدكتور زاهي حواس، والدكتورة مؤمنة كامل، والدكتورة عالية عبد الهادي، وتامر عوف، والكاتب محمد سلماوي، ووائل السمري، والفنان إيهاب اللبان، وأحمد الضبع، وإيناس لوقا، والمهندس عبد السلام شعير، والدكتور خالد سرور، ممثلاً عن وزارة الثقافة المصرية، والدكتور حسام لطفي.
قد يهمك ايضا
25 حفلة على 3 مسارح في الإسكندرية ودمنهور خلال مهرجانات الأوبرا الصيفية
وزارة الثقافة المصرية تقتني تراثًا نفيسًا من القرن الـ 19 ينتمي لفنان راحل
أرسل تعليقك