معرض فن القرآن يضم 60 مخطوطة مزخرفة في واشنطن
آخر تحديث GMT05:08:04
 العرب اليوم -

تغطي مساحة واسعة من العالم الإسلامي وتعود إلى ألف عام

معرض "فن القرآن" يضم 60 مخطوطة مزخرفة في واشنطن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معرض "فن القرآن" يضم 60 مخطوطة مزخرفة في واشنطن

أحد المخطوطات القرآنية القديمة
واشنطن ـ يوسف مكي

يقدم معرض "فن القرآن: كنوز من متحف الفنون الإسلامية والتركية" في واشنطن، أكثر من 60 مخطوطة مزخرفة، ترجع إلى ما يقرب من ألف عام، وتغطي مساحة واسعة من العالم الإسلامي، وتشمل مجموعة واسعة من الأساليب والأشكال من الأوراق والمجلدات الكبيرة.

وأكد مدير المتحف جوليان رابي، أن المعرض يقدم وجهة نظر لا مثيل لها لأعظم المخطوطات الإسلامية، مضيفًا "كما أننا ننقل الطرق المختلفة التي استخدمها فنانون من شمال أفريقيا، إلى أفغانستان لتكريم النص الإسلامي المقدس".

وتعدّ المعروضات من المقتنيات الرائعة لمتحف الفنون التركية والإسلامية (TIEM) في اسطنبول، والذي أقرض للمعرض 47 من الأعمال التي لا تقدر بثمن، والتي يرجع تاريخها إلى أواخر القرن 17، ولم تعرض غالبية هذه الأعمال خارج تركيا، إضافة إلى 16 عنصرًا أخرين يعرضوا من المجموعة الدائمة لمتحف Freer and Sackler، وفي حين يدرك البعض أهمية توقيت المعرض الذي يتم افتتاحه وسط أجواء مثيرة للجدل تحي بالمسلمين في الولايات المتحدة، إلا أن مسؤولي المتحف يوضحون أن الأمر جاء بالمصادفة نتيجة تعاون المؤسستين، وترجع بذور هذا التعاون إلى عام 2010، عندما نظم متحف الفنون التركية الإسلامية مسح ضخم للقرآن. وتقول موسيما فرهاد كبيرة أمناء متحف Freer and Sackler "، "يعدّ هذا المعرض استمرار لجلب الثقافات الآسيوية سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو دينية إلى أميركا لا سيما إلى واشنطن".

ويهدف معرض فن القرآن إلى تقديم الكتاب الإسلامي المقدس كنص مقدس أساسي وعمل فني، وتظهر في الأقسام الأولى الجوانب الرئيسية في القرآن، مثل إشارته إلى الأنبياء السابقين بما في ذلك إبراهيم وموسى، فضلًا عن الاستمرارية مع الكتب السماوية السابقة وموضوعات تشمل الوحي ويوم القيامة ورحمة الله، بينما يركز النصف الثاني على ما أسماه الأمين سيمون ريتينغ بالتقاليد النفسية التي نشأت من نسخ القرآن على مر القرون، وأضاف ريتينغ "إنها فكرة التحول من مجرد نص شفوي إلى كتاب فضلًا عن التكيف معه".

ويضم المعرض أقدم المخطوطات القرآنية الموجودة، والتي أنشئت في غضون قرن من وفاة النبي محمد عام 632، والتي بقيت بسبب قدسيتها إذ لا يمكن إلقاؤها بعيدًا، وهناك اثنين من المخطوطات تعود إلى ما قبل عام 725 خلال الفترة الأموية في الشرق الأدنى، والتي ضمت علامة بالحبر البني في خط الحجاز العمودي مع تصميمات بسيطة مثل شجرة نخيل أو نمط هندسي للفصل بين السور المختلفة، ويرجع ذلك إلى التحريم الإسلامي للصور في السياقات الدينية، ما أدى إلى التركيز على الأهمية البصرية لكلمة "القرآن" وهو ما نتج عنه تطور في أساليب الخط والتقنيات الزخرفية المستخدمة، لا سيما بعد إدخال الورق في القرن 11.

وأوضحت فرهاد أن ذلك أدى إلى إبداع لا يُصدق، مضيفة "لا يمكن توضيح القرآن برسوم أو ما شابه ولذلك تمت زخرفته باستخدام الذهب وغيره من الألوان، وجاءت بعض المخطوطات مبهرة حقًا سواء من خلال حجمها أو مدى وضوحها، أو نوع الخط، وكذلك اختيار الورق والحبر، وكانت تجربة تلك المخطوطات هامة للغاية، وكانت المصاحف التي تكتب في كثير من الحالات تهدف إلى مساعدة المؤمنين على القراءة، لقد عدنا مرارًا وتكرارًا إلى الرسالة الشفهية ومدى أهميتها".

وتعتبر المصاحف الموجودة في المعرض بعضًا من أروع الأمثلة القائمة من عصور وثقافات متنوعة، بما في ذلك العصر الأموي والعباسي، وكذلك الفترة السلجوقية في إيران وأفغانستان، إضافة إلى الإمبراطورية التيمورية والمملوكية المصرية والصفوية الفارسية والعثمانية، وتم جمع العديد من هذه القطع، بواسطة السلاطين وغيرهم من الوجهاء، بما في ذلك بعض النساء في العائلة المالكة خلال العصر العثماني، بينما تم الحصول على قطع أخرى كهدايا أو عن طريق النهب، وعلى سبيل المثال في حملة عسكرية في إيران عام 1533 أعاد السلطان العثماني سليمان 30 نسخة من القرآن محققة بالأسود والذهبي، والتي حصل عليها الحاكم المغولي Uljaytu في بغداد في أوائل فترة 1300.

وكانت النخب المسلمة في كثير من الأحيان تهب هذه المصاحف بدلًا من استخدامها شخصًيا، وبخاصة كانت تهبها إلى بعض المؤسسات الدينية مثل المساجد والمدارس الدينية أو الأضرحة، وتابعت فرهاد "يكشف المعرض مدى أهمية هذه المخطوطات حتى أمر الملوك والسلاطين بجمعها من جميع أنحاء العالم الإسلامي وجلبهم للإمبراطورية العثمانية، ثم التبرع بهم للمساجد والقبور وللناس لمعرفة الرسالة التي تنقلها". ويسلط المعرض الضوء على الأشخاص المعنيين من الخطاطين وغيرهم الذين أنتجوا هذه المخطوطات، وتضم إحدى النسخ القرآنية الملونة التي تعود إلى القرن 16 مذكرة تشير إلى أن سلطان نوربانو وزوجة سليم الثاني، تبرعت بهذه النسخة إلى مسجد عتيق في اسطنبول عام 1583، ونقل المصحف فيما بعد إلى المسجد الإمبراطوري بتكليف من "ميرما" شقيقة سليم الثاني.

وفي عام 1914 عندما كانت الإمبراطورية العثمانية في أيامها الأخيرة، أمر مسؤولو الحكومة بضم المخطوطات وغيرها من الأشياء الثمينة إلى المؤسسات الدينية لحفظها في اسطنبول، وشكلت هذه المخطوطات أساس متحف TIEM الذي افتتح لاحقًا، وتشكل المجموعة التي تم اقتراضها من المتحف جزءًا صغيرًا من أكثر من 3 آلاف مصحفًا، وأكثر من 250 ألف قطعة من الأوراق القديمة. وتابع رابي مدير المتحف "هناك مخطوطات لم تُعرض من قبل، كما أن الزوار المسلمين للمتحف على الأرجح لم تسنح لهم الفرصة لرؤية مثل هذه المواد من قبل".

 ويأمل المقيمون على المعرض أنه بجانب الإبهار من الروعة البصرية أن يكتسب غير المسلمين مزيدًا من الوعي والتقدير للنص المقدس لما يقرب من ربع سكان العالم، وأردفت فرهاد "ما نأمله هو تقديم وجهة نظر مختلفة عن تلك المقدمة للقرآن، للتشجيع على المزيد من الفهم الدقيق والنقاش حول القرآن والإسلام وثقافته".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض فن القرآن يضم 60 مخطوطة مزخرفة في واشنطن معرض فن القرآن يضم 60 مخطوطة مزخرفة في واشنطن



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 العرب اليوم - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab