روبرتو سافيانو كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية
آخر تحديث GMT21:25:47
 العرب اليوم -

كشف النقاب عن الأسرار والأعمال الداخلية لعصابة نابولي

"روبرتو سافيانو" كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "روبرتو سافيانو" كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية

روبرتو سافيانو
روما - العرب اليوم

روبرتو سافيانو واحد من أكثر الرجال المطلوبين من قبل عصابات الجريمة المنظمة (المافيا)، المعروفة باسم «كامورا»، في مدينة نابولي الإيطالية. ودلف الكاتب الذي يبلغ من العمر 39 عاماً إلى عالم الكتب السيئة عن عصابات المافيا بروايته الرائعة «جومورا» التي صدرت في عام 2006، وكشفت النقاب عن الأسرار والأعمال الداخلية لعصابة نابولي، والتي تحولت إلى فيلم، ثم مسلسل تلفزيوني لاحقاً.

وصنعت «جومورا» من سافيانو واحداً من أكثر الشخصيات المناوئة للمافيا في العالم، وهو يعلم علم اليقين أنه يخوض حرباً لن يكتب له النصر فيها أبداً.

وقال سافيانو في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «لا أعتقد أنه يمكن القضاء على المافيا: إنها واحدة من أكثر المنظمات كفاءة في أوروبا».

 ويصر الكاتب على أن عصابات المافيا الإيطالية قد توسعت إلى ما وراء الحدود الوطنية. إذن، لماذا يواصل سافيانو طريقه؟
قال سافيانو: «الغضب والطموح... الطموح أن تقول: لم تكسروني. ولذلك، فالأمر أيضاً شخصي. ثمة رغبة في أن أنقل هذه القصص إلى العالم».

وتحدث سافيانو وهو جالس داخل أحد الفنادق بوسط العاصمة الألمانية برلين، قبيل العرض الأول في ألمانيا لفيلم: «لا بارانزا يد بامبيني» (أسماك بيرانا المفترسة) أو (أطفال أسماك بيرانا)، حسب التسمية الإيطالية، يوم 22 أغسطس (آب) الحالي. ويستند إلى كتاب أصدره في عام 2016 عن عصابات «كامورا» من المراهقين.

أقرأ أيضا مكتبة الإسكندرية تنظم ورشة عمل بالشراكة مع اليونسكو

وعرض الفيلم، الذي يشارك فيه مجموعة من الفنانين الهواة، لأول مرة، في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) في دورته للعام الحالي، حيث فاز بجائزة «الدب الفضي» لأفضل سيناريو.

ويقول سافيانو، الذي يخضع لحماية الشرطة منذ 13 عاماً: «هناك رجلان الآن بالخارج، ونحن نجري حديثنا، ولكني أحاول ألا أفكر في ذلك»، مضيفاً أن الحياة تحت رقابة دائمة «مأساة وليست ميزة».

وقبل سنوات، شرح فيلم تسجيلي عن سافيانو أنه يجب التخطيط مسبقاً لجميع تحركاته، قبل يومين على الأقل، لإعطاء حرسه الشخصي الوقت لفحص الأماكن التي من المقرر أن يتوجه إليها. ويعني هذا الوضع الخطير أيضاً أن سافيانو لا يستطيع أن يركب دراجة، أو أن يقود سيارة أو دراجة نارية، ولا يمكنه أن تكون له ارتباطات منتظمة، مثل إعطاء دروس أو دورات أسبوعية، أو حتى الذهاب إلى السينما، إذا لم تحجز كاملة له وحده.

كما جرى رفض صعوده على إحدى الطائرات، حيث إن شركة الطيران «خشيت أن يقضي الركاب رحلة مرهقة للأعصاب إذا ما تعرفوا عليه».

وقال سافيانو: «هذه المواقف تؤلمني بشدة». وأضاف: «لا أخشى الموت، ولكني أخشى أن أواصل حياتي على هذا المنوال. ليس لأنني لا أعرف الخوف، ولكن بعدما سمع المرء الكثير عن الموت، يرى الأمر لا يقلقه». والمافيا عبارة عن مصطلح شامل تنضوي تحته ثلاث جماعات للجريمة المنظمة في إيطاليا، هي: «كامورا» في نابولي، و«كوزا نوسترا» في صقلية، و«ندرانجيتا» في كالابريا.

ويحرص سافيانو على تأكيد أن هذه العصابات «ليست فقط ظاهرة إيطالية: فهناك أيضاً مافيا ألمانية وفرنسية وأسبانية»، ويأسى الرجل لغياب الوعي في أوروبا بشأن هذه النقطة.
وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يقول الكاتب في أسى: «انسِ هذا الأمر: لا أحد يتحدث عن المافيا... فقط عندما تقع مذبحة كبرى. وفي أعقاب ديوسبرج، اختفت مسألة المافيا».

 ويشير سافيانو هنا إلى جريمة قتل ذهب ضحيتها ستة رجال في عام 2007 في «عملية انتقامية نفذتها عصابة (ندرانجيتا) بمدينة ديوسبرج، شمال غربي ألمانيا، وهي جريمة أصابت الألمان بصدمة».

ومنذ ذلك الحين، تعلم «مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في ألمانيا» أن «(ندرانجيتا) هي عصابة الجريمة المهيمنة في ألمانيا»، ولكن هذا ليس كافياً، وفقاً لخبراء إيطاليين مثل سافيانو.

ويرى سافيانو أن ألمانيا، وغيرها من دول أوروبا، في حالة «إنكار كبير» بشأن إلى أي مدى تغلغلت عصابات المافيا الإيطالية في هذه البلاد، ودائماً «ما تعتقد (هذه البلاد) أنها مشكلة جاءت من الخارج».

وفي إيطاليا، يعد سافيانو شخصية مثيرة للاستقطاب: فاليساريون يوقرونه كمثقف شجاع، أما أنصار اليمين فيمقتونه ويرون فيه استنزافاً لموارد الشرطة، والكاهن الأعلى للكياسة السياسية. وهناك عداء طويل بين سافيانو ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إيطاليا المتشدد ماتيو سالفيني، زعيم حزب «رابطة الشمال» اليميني المتطرف.

وقال سافيانو: «لم يكن لدينا أبداً حكومة أقل مناوأة للمافيا من هذه الحكومة»، وقد استنكر تعهدات سالفيني بـ«عدم التسامح مطلقاً» مع عصابات المافيا، ويراها «عملاً تمثيلياً». ووفقاً لسافيانو، فإن سياسات سالفيني المتشددة بشأن الهجرة «ستدفع كثيراً من المهاجرين» صوب الاقتصاد الأعمى (السوق السوداء)، «ليتحولوا إلى أدوات في يد عصابات المافيا».

كما يزعم روائي الجريمة الإيطالية أن «زملاء» سالفيني في كلابريا قريبون من «مافيا ندرانجيتا»، وأوردت مجلة «لا سيبرسو» اليسارية مزاعم عن هذه العلاقة. وسافيانو صاحب عمود في هذه المجلة.

وفي شهر مايو (أيار) الماضي، نشر الوزير سالفيني مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، هدد فيه سافيانو بسحب الحراسة والحماية التي توفرها الشرطة له. ورأى سافيانو في ذلك تهديداً من زعيم «الرابطة» مفاده: «إذا ما واصلت الهجوم عليَّ، سأتركك وحيداً». وكان رد فعل سافيانو: «لن ترهبني».

قد يهمك أيضا

قريبا"أرض تتسع للجميع" قصص قصيرة جدا لـ3 كتاب أميركيين

مذكّرات إدوارد سنودن قريبًا في الأسواق

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرتو سافيانو كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية روبرتو سافيانو كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab