بغداد- نجلاء الطائي
أعلنت قيادة شرطة ذي قار، السبت، وصول بعثة تنقيبية بريطانية إلى تل خيبر الأثري غربي الناصرية (375 كم جنوب بغداد)، وفي ما أكدت أن البعثة ستستأنف أعمال التنقيب في الموقع المذكور ضمن عقد مبرم مع الهيئة العامة للآثار والجانب البريطاني، تعهدت بتوفير الحماية للبعثات التنقيبية العاملة في المحافظة.
قال مدير شرطة حماية الآثار والتراث في ذي قار العقيد فؤاد كريم عبدالله في بيان له، إن "بعثة التنقيب البريطانية برئاسة عالمة الآثار جين المون وصلت إلى تل خيبر الأثري (40 كم غربي الناصرية) لاستئناف أعمال التنقيب في الموقع المذكور"، لافتا إلى أن "البعثة تضم 12 منقبا أثريا".
وأضاف عبدالله أن "قوة من حماية الآثار رافقت البعثة إلى موقع عملها وستواصل تأمين الحماية لها طيلة موسمها التنقيبي لهذا العام"، متوقعا أن "يسهم الاستقرار الأمني الذي تتمتع به محافظة ذي قار في توسيع نطاق عمل البعثة البريطانية ليشمل مواقع أثرية أخرى من بينها تل الدحيلة وتل أم الجماجم الأثريين".
وتعد البعثة التنقيبية البريطانية العاملة في تل خيبر منذ عام 2013 بقيادة عالمة الآثار من جامعة مانشستر جين مون واحدة من ست بعثات تنقيبية عملت في محافظة ذي قار بعد التغيير، تمثل عددا من الجامعات الأميركية والأوروبية.
كانت محافظة ذي قار شهدت خلال الأعوام الأخيرة وصول عدد من بعثات التنقيب الدولية للتنقيب في المواقع الأثرية في المحافظة حيث عملت بعثة أميركية من جامعة نيويورك بقيادة الدكتورة أليزابيث ستون نهاية عام 2011 بالتنقيب في محيط مدينة أور التاريخية (18 كم جنوب غرب الناصرية) وأخرى بريطانية باشرت التنقيب في تل خيبر (40 كم غرب الناصرية) عام 2013، بينما عملت بعثتان إيطاليتان في موقعي أبوطبيرة وزرغل، في حين تعمل بعثة فرنسية في موقع تلو الذي يضم مدينة كرسو الأثرية في ناحية النصر شمال الناصرية، وبعثة أخرى سلوفاكية تعمل في تل جوخا بقضاء الرفاعي (80 كم شمال الناصرية).
وتضم محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغداد)، أكثر من 1200 موقع أثري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الأثرية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.
كل عام سيقوم فريق من علماء الآثار الدوليين والعراقيين، الذين يبلغ عددهم ما بين عشرة وستة عشر، بالتنقيب لمدة ثلاثة أشهر في تل خيبر، بدعم من العمال المحليين، سيشمل الفريق الدولي متخصصين في مجالات متعددة مثل العظام الحيوانية وبقايا النباتات، وكذلك الترميم وخبراء اللغة في حال وجدنا مواد مكتوبة قديمة، وسيتم العمل على تحليل ونشر المعلومات على مدار السنة في قاعدة المشروع الأكاديمية في جامعة مانشستر.
أرسل تعليقك