القاهره_العرب اليوم
كأساليب الروايات المصوّرة؛ من حيث تكثيف المشاهد والأحداث، والاعتماد على الرسومات التقريبية والتوضيحية السريعة لتسهيل السرد، تأتي رسومات معرض الفنانة النمساوية باربارا فيليب «مذكرات المحنة»، الذي تنظمه في العاصمة المصرية القاهرة، وتستضيفه نقابة الفنانين التشكيليين بدار الأوبرا المصرية في الوقت الحالي.فعبر أسلوبها الخاص، تنقل ما أحدثه فيروس «كورونا المستجد» من تأثيرات لدى البشر في جميع أنحاء العالم، لا سيما العزل الذاتي، والإغلاق الكامل للمرافق والمنشآت، والتباعد الاجتماعي، وغيرها من المتغيرات الحياتية اليومية التي أصابت ملايين البشر، وهي التغيرات التي أثارت اهتمام الفنانة وشغلت وجدانها، فعبّرت عنها بأسلوبها في محاولة لتسجيل هذه الفترة الاستثنائية فنياً.
يضم المعرض، الذي يستمر حتى 10 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، 40 لوحة، تعبّر عن ذروة انتشار الفيروس بين شهري مارس (آذار) ومايو (أيار) الماضيين، حيث قامت بتصوير ما أحدثته الجائحة من غلق للحدود وتوقف الطيران إلى خواء صالات الحفلات الموسيقية، والعزلة الاجتماعية لكبار السن، والقيود المفروضة على العائلات.وتقول باربارا: «ألهمتني العناوين الرئيسية في الأخبار؛ لأنها استخدمت مصطلحات جديدة عرفت طريقها بيننا، مثل التباعد الاجتماعي، والبقاء في المنزل، وأساليب الوقاية، وهذه المصطلحات تشبه مفردات عصر جديد؛ لذا حاولت استخدامها والتعبير عنها عبر لغة مشتركة يفهمها البشر كافة الذين يعانون من الأزمة نفسها، فكما يسجل جهاز قياس الزلازل الموجات الزلزالية والتوابع الناتجة من الزلزال، فكان من وجهة نظري أنه يتوجب على الفنان أن يكون له الموقف نفسه بالعمل على نقل ما يحدث حوله، وهو بالطبع كان أمراً مثيراً للغاية بالنسبة لي».
وفرضت عزلة «كورونا» اختيارات لونية محدودة للغاية أمام باربارا، حيث استخدمت ما كان لديها في الاستوديو الخاص بها، توضح «كان من الصعب عليّ الحصول على مواد جديدة؛ لذا جرّبت كثيراً المتاح لدي مع اللجوء لمزج الألوان، وملاحظة ما يخلقه هذا المزيج من التقنيات على الورق، لعدم تمكني من استخدام مجموعة الألوان الكاملة».وعن حرصها على عرض لوحاتها في القاهرة، تقول «خلال دراستي في فيينا أتيحت لي الفرصة للتعرف عن تاريخ الفن، وبالطبع كانت مصر مجال اهتمام واسعاً، وبعد ذلك ومنذ ما يقرب من عشرين عاماً ذهبت إلى القاهرة، وشعرت بالإلهام من الناس والثقافة والمناظر الحضرية التي واجهتها، منذ ذلك الحين ارتبطت بمصر، ثم أتيحت لي الفرصة بدعوتي عن طريق المركز الثقافي النمساوي بالقاهرة لعمل معرض في القاهرة، وبالتالي تجددت الفرصة لبناء جسر شخصي مرة أخرى معها، ولكن بسبب فيروس كورونا وظروف ومخاطر السفر، لم أتمكن من الحضور أثناء عرض اللوحات، ولكني تواصلت مع الحضور والنقاد خلال افتتاح المعرض عن طريق تقنية التواصل المرئي».
وتستطرد «هذا التواصل المباشر أظهر لي اهتماماً كبيراً من الجمهور في مصر بما قدمته، وهذا برأيي أفضل استقبال للأعمال، حيث تلقيت الكثير من التعليقات وردود الفعل الإيجابية حولها، إلى جانب الاستفادة من تفسيراتهم وعواطفهم تجاه اللوحات؛ وهو ما ساعدني في خلق أفكار جديدة»، حيث يُشار إلى أن باربارا فيليب درست بأكاديميتَي الفنون الجميلة بفيينا وباريس، وتم عرض أعمالها في أماكن كثيرة مثل فيينا وأمستردام ودبلن.
قد يهمك أيضا:
سيمفونية تمجيد الرقص لـ"بيتهوفين" في دار الأوبرا المصرية
ذاكرة الكاريكاتير المصري تستعيد رسوم حرب تشرين الأول
أرسل تعليقك