مؤسسة تضع استراتيجية للتعامل مع مقتنيات البيوت التاريخية في بريطانيا
آخر تحديث GMT04:41:36
 العرب اليوم -

تناولت عددًا من القطع التي توجد في جنبات 300 بيت في رعايتها

مؤسسة تضع استراتيجية للتعامل مع مقتنيات البيوت التاريخية في بريطانيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مؤسسة تضع استراتيجية للتعامل مع مقتنيات البيوت التاريخية في بريطانيا

مقتنيات البيوت التاريخية في بريطانيا
لندن ـ العرب اليوم

الكثير قيل حول الماضي الاستعماري للإمبراطوريات، والجدل لا ينتهي حول تأثير الاستعمار على الشعوب التي احتلتها تلك الإمبراطوريات. غير أن عام 2020 غير الكثير، ودفع مؤسسات عالمية للبحث في ماضيها لمحاولة مواجهته وتنقيته أو الاعتذار عنه، ففي بريطانيا، وجدت مؤسسات تُعنى بالبيوت التاريخية نفسها أمام حركة مناهضة العنصرية «حياة السود مهمة»، وأمام شكاوى كثيرة حول ما تضمه تلك البيوت من آثار للماضي الحافل بكثير من قصص الاستعباد والاستغلال البشري لشعوب وحضارات.
مؤسسة «ناشيونال ترست» التي تُعنى بالمئات من تلك البيوت والقصور قررت مراجعة تاريخ أصحاب البيوت التاريخية، ليس لتغييرها أو مسح الجوانب المسيئة منها، ولكن للاعتراف بممارسات عنصرية والتعريف بها، في إطار مراجعة تاريخية حديثة.نشرت المؤسسة سياستها الجديدة عبر «تويتر» وعلى موقعها الإلكتروني أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، وتناولت عدداً من القطع التي توجد في جنبات 300 بيت في رعايتها، والتي ترتبط بتجارة العبيد والاستعمار. وقال بيان المؤسسة إن هناك «عدداً من الأماكن في رعايتنا تحمل علاقات مباشرة أو غير مباشرة بالرقيق، من ضمنها قطع حصل عليها عبر العمالة القسرية».

وأضافت على موقعها: «الاسترقاق ممارسة دخلت في نسيج التاريخ البريطاني والعالمي لآلاف السنين. فعلى مدى 400 عام، استفاد البيض من الشعب البريطاني، والشركات والمؤسسات جنت ثروات ضخمة عبر استغلال الرقيق في العمل».وفي بيوت المؤسسة قطع كثيرة لها أهمية فنية وجمالية، وأيضاً لها تاريخ «مشين»، فهي متخمة باللوحات والتماثيل وأدوات المائدة المصنوعة من العاج، ومن المفروشات المصنوعة من الخشب الثمين، وغيرها من الأمثلة. وعلى موقع المؤسسة نماذج مختلفة لتلك القطع، مثل مفروشات مصنوعة من خشب الماهوغني المأخوذ من جزر الكاريبي في القرن الثامن عشر. ويحرص البيان على التنويه بأن الحصول عليها تسبب في معاناة إنسانية كبيرة.

ومن القطع الأخرى التي وضع الحساب صوراً لها أباريق الشوكولاته الساخنة التي كانت تعد مشروباً أرستقراطياً، وقطع أخرى صنعت من العاج، وهي صناعات كانت تعتمد كلية على العمالة المستعبدة.«ناشيونال ترست» أزاحت بعض تلك القطع من أماكنها، مثل تمثال لرجل أسود في وضعية الركوع من أراضي أحد القصور التابعة لها بمقاطعة تشاشير. وكان تعليق المتحدث باسم المنظمة: «لقد اتخذنا قراراً برفع التمثال من أمام البيت في (دانام ماسي)، حيث إنه تسبب في إثارة المشاعر والقلق بسبب الطريقة التي صور بها الرجل». وكان القرار بتغيير العرض بطريقة تضمن الإشارة لتاريخ العبودية وتجارتها «لا نريد أن ننكر أن تاريخ الإمبراطورية البريطانية هو جزء أساسي من نسيج تاريخ المباني لدينا».

ويشير الموقع إلى تأثير شركة الهند الشرقية للتجارة التي استخدمت ثراءها لغزو شبه القارة الهندية واستغلال ثرواتها، ويضرب مثلاً بمقتنيات روبرت كلايف، رئيس الشركة في القرن الـ18، الذي جمع ثروة طائلة صرف منها 100 ألف جنيه إسترليني لترميم «كليرمونت»، ضيعته الخاصة في مقاطعة «صري»، وابنه إدوارد كلايف، حاكم مقاطعة مدراس، وهو وراء هزيمة ومقتل حاكم مايسور، تيبو سلطان. ومقتنيات الأب والابن معروضة حالياً في «متحف كلايف» في قلعة «بويس»، وتضم قطعاً هندية، منها خيمة تيبو سلطان، ورأس نمر من الذهب المرصع بالجواهر كان يزين عرش الحاكم الهندي.

البروفسورة كورين فاولر، أستاذ تاريخ الاستعمار في جامعة ليستر، تساهم مع مؤسسة «ناشيونال ترست» في برنامج لتعليم الأطفال تاريخ الاستعمار، عبر تنظيم جولات في البيوت العريقة للتعريف بالجوانب المتعلقة بممارسات الاستعمار البريطاني. وحسب ما تذكره فاولر لموقع «بي بي سي»، فقد وجدت عبر أبحاثها أن ثلث البيوت التي تشرف عليها المؤسسة لها علاقات بممارسات استعمارية، وأضافت: «لم أتوقع أن تكون هناك نماذج كثيرة لتلك العلاقات، ولكن يجب القول إن العلاقة كانت وثيقة جداً».وطرحت د. فاولر عدداً من الأمثلة التي وجدتها خلال بحثها، منها لوحة تعرض في قصر «تشارلكوت» الذي يعود للقرن الـ16، تصور مالك القصر توماس لوسي وخلفة خادمه الأسود «نعتقد بأنه خادمه؛ نرى في اللوحة أنه يرتدي طوقاً معدنياً حول رقبته، ولا نعرف إن كان ذلك تصويراً للحقيقة أم أنه رمز لوضع الصبي».

وأضافت أن اللوحة لها أهمية خاصة، فهي «تفتح لنا تاريخ وجود السود في بيوت الإقطاعيين في القرن السابع عشر». وعبر البحث، وجدت فاولر إشارات إلى «وجود فتى أسود يعمل في القصر يصب شراب الشوكولاته الساخنة للضيوف».

وتشير فاولر إلى بيت تاريخي في مدينة ليفربول اسمه «سبيك هول»، يعود لعصر التيودور، تقول إنه يعد «مثالاً كبيراً لقصة الرقيق؛ البيت كان ملكاً لأسرتين في تاريخه: إحداهما عائلة (نوريس)، ومن أفرادها تاجر الرقيق ديفيد نوريس؛ ومن العائلة الثانية، ولقبها (وات)، هناك ريتشارد وات الذي امتلك سفينة خصصها لنقل العبيد لمزارع الرقيق».وفي ختام حديثها، تقول فاولر إن تجارة العبيد أسهمت في تكوين ثروات ضخمة استخدمت لبناء وترميم بيوت أصحابها، وما زالت تضم في أرجائها آثار تلك التجارة، ممثلة في الأعمال الفنية والمفروشات. وتقترح أن يكون هناك طريقة عرض تقدم الشرح التاريخي لها، لوضعها في إطار واضح يدين الممارسات القديمة، ويفتح الحوار مع الأجيال الجديدة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

شخص مجهول يشتري رائعة بول غوغان مقابل 9.5 مليون يورو

بيع تُحفة فنية رُسمت عام 1971 بـ1.4 ملايين دولار خلال مزاد في لندن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسسة تضع استراتيجية للتعامل مع مقتنيات البيوت التاريخية في بريطانيا مؤسسة تضع استراتيجية للتعامل مع مقتنيات البيوت التاريخية في بريطانيا



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 03:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

11 قتيلا وعشرات الجرحى إثر حادث دهس في سوق بألمانيا

GMT 08:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح يروى صفحات من قصة نجاحه على المسرح الكبير

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab