الشيخوخة تتحول من حقيقة بيولوجية إلى ثيمة فنية بمعرض تشكيلي في القاهرة
آخر تحديث GMT11:03:28
 العرب اليوم -

يتضمن مجموعة من الأعمال عبر العرض الافتراضي هي بطلتها

"الشيخوخة" تتحول من حقيقة بيولوجية إلى ثيمة فنية بمعرض تشكيلي في "القاهرة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الشيخوخة" تتحول من حقيقة بيولوجية إلى ثيمة فنية بمعرض تشكيلي في "القاهرة"

البورتريهات لكبار السن
القاهرة ـ العرب اليوم

تحول المثل الغربي القائل: «للشباب وجه جميل وللشيخوخة روح جميلة»؛ إلى حقيقة يمكن لمسها عن قرب مع تحول «الشيخوخة» من حقيقة بيولوجية إلى ثيمة فنية، عبر معرض تشكيلي يحمل اسمها، الذي ينظمه غاليري لمسات، في العاصمة المصرية القاهرة يقدم المعرض، الذي يضم 30 تشكيلياً من مصر والدول العربية، عبر العرض الافتراضي، مجموعة من الأعمال بطلتها الشيخوخة، ليس فقط عبر ملامح كبار السن، التي تنطلق عبر البورتريهات، ولكن يعبرّون بالمرحلة العُمرية عن مفاهيم أخرى يعيدون اكتشافها بإضافة رؤيتهم الخاصة، ويربطون بينها وبين معانٍ متعددة، تمنح أبعاداً جديدة لحالة التقدم في العمر.

عن المعرض تقول منظمة المعرض ومديرة غاليري «لمسات»، الدكتورة نيرمين شمس، لـ«الشرق الأوسط»: «الشيخوخة حالة إنسانية يمكن أن نعبّر بها عما هو قديم، مما يعكس معاني الأصالة والعراقة، كما يمكن أن نعبر بها عن تواصل الأزمنة من الماضي للحاضر وحتى المستقبل، ولأننا بحاجة إلى معرفة وتقدير الأشياء القديمة حتى نستلهم منها الجديد والمبتكر، وكذلك التواصل بين كافة الأجيال، فإننا لجأنا إلى ثيمة الشيخوخة وتحويلها قيمة تشكيلية، نضعها أمام الفنانين لكي يعبروا عنها كل وفق رؤيته».

وتشير شمس إلى أن الفنانين المشاركين بالمعرض عبروا عن هذه الثيمة بأكثر من طريقة؛ الأولى من خلال التعبير عنها بالبورتريهات، والتي تعكس ملامح كبار السن سواء بالصور الفوتوغرافية أو التصوير الزيتي، أو عبر اللجوء إلى معالم قديمة داخل مصر، إلى جانب توظيف المنحوتات والخزفيات القديمة، والقطع الفنية اليدوية «الديكوباج»، وكذلك إعادة التدوير للأشياء القديمة تتسع مظلة الشيخوخة فنياً عبر الأعمال المشاركة؛ فنراها في شكلها المباشر التقليدي عبر ظهور تجاعيد الوجه، أو الإصابة بالوهن والمرض، منها بورتريه للفنانة مروة عفت، بالقلم الرصاص يظهر تجاعيد الشيخوخة، مع مراعاة الظلال الثقيلة وكتل الوجه، وتقول: «هذا العمل من أكثر البورتريهات التي أثرت فيّ، فهو يجسد حالة إنسانية معينة، حيث تترك تجاربنا الحياتية أثراً على ملامحنا، نلمسها عند الوصول لسن الشيخوخة».

وبرأي الفنانة أمل أحمد مصطفى، فإن «الشيخوخة هي الأشياء القديمة الثمينة جداً التي نحتفظ بها في ذاكرتنا، فهي مثل الذهب قيمتها لا تقل مع مرور الزمن». وهي الرؤية التي تعبر عنها بـ5 لوحات بالمعرض، فالشيخوخة نجدها رمزاً للصمود في ظل ما في رقبتها من عوائق، أو قد تكون دلالة على الطهارة تتساوى بمرحلة أن يكون طفل جنيناً في رحم أمه لم يولد بعد من السعودية، اختارت الفنانة بدور اليافعي، أن تعبر عن الشيخوخة بأحد الأجداد يعّلم أحفاده القرآن الكريم، ومن حوله يستمتع الأحفاد بدفء العائلة. وعن ذلك تقول: «كبار السن هم تاج الرؤوس ودرة العائلة وعمود المنزل، اخترت أن أقدم رسالتي الفنية لهم فهم ذخيرة الخير ومستودع البركة والعطاء المتجدد، وهذه الرسالة لها أثر عميق في نفسي، فالأجداد مصدر الحنان والدفء في حياتنا، والقلب الذي يخاف علينا».

وفي تناول يغرد خارج السرب، تأتي أعمال الفنان الدكتور محمد محيي الدين محمود، الذي اختار إعادة التدوير للأشياء القديمة للتعبير عن الشيخوخة، ويقول: «شغلت بالي طويلاً عبارة أن (أكبر خطر على البيئة هو الإنسان)، ومع البحث تبين لي أن المعنى ببساطة هو أننا لكي نعيش نستخدم الأشياء والخامات من حولنا، لكن يظل هذا المُستهلك هو الخطر، لذا فكرت في كيفية التعامل مع أشيائنا القديمة التي تشيخ، فكان ذلك عبر الاستفادة من هذه المستهلكات باختلاف أنواعها وأحجامها وأشكالها، وعمل إعادة توظيف لها بابتكار منتجات جديدة، حيث قمت بتوظيف عدد من الخامات التي تقادمت بمرور الوقت في إنتاج وحدات إضاءة وساعة وكرسي ومقلمة مكتب، وهي المنتجات التي أشارك بها في المعرض».

أما الفنانة شيماء شمس فعبرت عن الشيخوخة بلوحة بائع العرقسوس، ذلك الشخص الذي يرتبط بالحارة الشعبية المصرية، يدور فيها ساقياً الناس مشروبهم المفضل. وفي تجربة مشابهة، اختار الفنان العراقي محمد فتاح تجسيد صياد السمك، وطرقه البدائية في الصيد جامعاً بين الشيخوخة والطفولة، جاءت أعمال الفنان أيمن صالح، فهو يعبر عن الأولى ببورتريه لوالدته، وعن الثانية بابنته. بينما اختارت الفنانة أسما سعد التعبير عن الشيخوخة بعدة بورتريهات لنجوم الفن المصري، مثل محمود المليجي ومحمود عبد العزيز ورشدي أباظة ومحمد منير.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"ازهار" معرض قاهري يجني ثمار المواهب الشابة

جماليات "الملامح الإنسانية" في معرض تشكيلي في القاهرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخوخة تتحول من حقيقة بيولوجية إلى ثيمة فنية بمعرض تشكيلي في القاهرة الشيخوخة تتحول من حقيقة بيولوجية إلى ثيمة فنية بمعرض تشكيلي في القاهرة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab