أوروبوروس معرض مصري يستلهم أبعاد دورة الحياة من الجائحة
آخر تحديث GMT07:02:22
 العرب اليوم -

"أوروبوروس" معرض مصري يستلهم أبعاد دورة الحياة من الجائحة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أوروبوروس" معرض مصري يستلهم أبعاد دورة الحياة من الجائحة

المعرض الجديد للفنانة المصرية لينا أسامة «أوروبوروس - لا نهائية الطمي واللبن وكحل العين»
القاهرة - العرب اليوم

يقترن المعرض الجديد للفنانة المصرية لينا أسامة «أوروبوروس - لا نهائية الطمي واللبن وكحل العين» بحالة خفية من السحر والغموض بدايةً من عتبة عنوانه، الذي تستدعي به الفنانة رمزاً قديماً تناقلته الحضارات الإنسانية بوصفه رمزاً لفكرة الأبدية وتحوّلات الحياة وحكمتها، وتجد في هذا الرمز انعكاساً لحياتها في ظل «كورونا»، على حد تعبيرها، ويستضيف المعرض غاليري «آزاد» بالقاهرة حتى 7 يناير (كانون الثاني) الجاري.

تُحيل كلمة «أوروبوروس» لرمز قديم يُصوّر ثعباناً يلتف في شكل دائرة حتى يصل ذيله إلى فمه، وهو رمز تاريخي قديم للقدرة الخلاقة على التجدد على اعتبار أن الثعابين تستطيع تغيير جلدها بشكل دوري، كما أن شكل الدائرة الذي يقوم به الثعبان يُستخدم كرمز لدورة الزمن اللانهائية، والعودة لنقطة الصفر والاستمرار من جديد، ووجدت الفنانة لينا أسامة أن هذا الرمز يقترب من مشاعرها مع الحجر الصحي الطويل الذي فرضه فيروس «كورونا» هذا العام على العالم، حيث منحها فرصة لإعادة تقييم الأفكار والإنجازات والأهداف وكل تفصيلات الحياة كأنها في حلقة «أوروبوروسية»، على حد تعبيرها: «هو أقرب لرحلة بحث عن الذات ما بين إنجازات وتحديات يومية أواجهها بين أدواري المختلفة في الحياة كفنانة وزوجة وأم».

ولأن كلمة «أوروبوروس» ترمز لدورة اللانهائية والتغيير كسُنة للحياة، فهي تعكس نبرة تفاؤلية لأن الدمار أو الصعاب بشكل عام قد تكون مقدمة لبدايات جديدة بما ينطبق على حالنا مع فيروس «كورونا». هكذا تشير صاحبة المعرض وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إنها استعانت بعنوان فرعي للمعرض وهو «أبدية الطمي واللبن وكحل العين» في دلالات عبّرت بها لوحات المعرض عن ثيمات الحياة والأمومة والتجمل في مواجهة تقدم العمر، وجعلت من تلك المسارات الثلاثة الأبدية حضوراً دامغاً في لوحاتها، تناولتها عبر لوحات، لتطرح كل منها رؤى مشهدية وبانورامية تستدعي ومضات من حضارات إنسانية قديمة، أبرزها الحضارتان المصرية القديمة والإغريقية، فتتصور الإله «زيوس» وقصصه الأسطورية التي حكت عن تحوّله مرة لبجعة وأخرى لثور،

وهي تحولات قام بها من أجل استمرار الحب، وهي ميثولوجيا تتقاطع مع ثيمة التطور كقدرة ثعبان «أوروبوروس» على تغيير جلده. كذلك نرى في واحدة من لوحات المعرض التي تحمل اسم «خطف أوروبا من فناء الحياة»، إحالة لأسطورة يونانية قديمة، ولكنّ الفنانة هنا مثّلت «أوروبا» الجميلة بشكل أقرب لدُمية «باربي» الشهيرة، مُحاطة برموز أخرى منها عرائس «الأوشابتي» التي كانت تُدفن بجوار المتوفى في مصر القديمة لتُعينه في طقوسه اليومية بعد البعث في عالمه الآخر، في محاولة منها لطرح فكرة الارتباط بين الحديث والقديم بشكل فانتازي لا يخلو من فلسفة قديمة، ويخدم فكرة معرضها القائم على التواصل الدائم بين كل شيء في حلقة متصلة.

في لوحات المعرض، التي يبلغ عددها 24 لوحة، تتناثر الرموز التي تُحاكي فكرة الفنانة لينا أسامة عن الحياة بشكلها الرحب من خلال تفاصيل متفرقة منها نبات الخيزران «البامبو» الذي ظهر في اللوحات، تقول عنه لينا: «كلما كبر هذا النبات تعوّج مثل جسد الإنسان»، وكذلك ريش الطاووس الذي ظهر في آنية فخارية شبه أثرية ليطرح أسئلة عن الجسد ووظيفته ونظرتنا إليه، وتضيف: «ظهرت تلك التفاصيل في لوحة بعنوان (غبار ولبن وأحمر شفاه طويل الأمد) التي تطرح فكرة الزمن من خلال النبات من جهة وبطلة اللوحة التي تطرح أسئلة حول لجوئنا كسيدات للمساحيق التجميلية لمحاربة الزمن بشكل واهٍ، كأن تلك المساحيق يمكنها منع تقدم العمر»، وتضيف: «يرمز الأوروبوروس إلى دورة الزمن الكونية، حيث يأتي الدمار كمقدمة لبداية جديدة في كثير من الأحيان».

وتُعالج الفنانة هذا الزخم الرمزي لأفكارها عبر تفعيل العديد من التقنيات الفنية، ما بين تصوير وطباعة، وموتيفات مستوحاة من الفن القبطي، والفن المصري القديم، واختيارات لونية تموج بدرجات الطمي والأرض، وأخضر النباتات، مروراً بدرجة أزرق زهرة اللوتس المصرية القديمة، والذهبي الذي يُضفي على الأعمال أبعاد الزمن العتيق وتجلياته، مروراً بدرجات الأحمر التي وصلت أوجها في تفاحة آدم التي ظهرت في لوحة كرمز لفكرة الميلاد والبدايات الجديدة.

قد يهمك ايضا:

فريق سعودي يكتشف مقبرة جماعيَّة وآثارًا عمرها 450 ألف عام في جزان

لمسات ساحرة لـ"إيمان عزت" من قلب الطمي في معرضها الجديد "سندس"

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبوروس معرض مصري يستلهم أبعاد دورة الحياة من الجائحة أوروبوروس معرض مصري يستلهم أبعاد دورة الحياة من الجائحة



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab