تخصيص غاليري أليس مغبغب في بيروت لعرض صور هدى قساطلي
آخر تحديث GMT07:14:13
 العرب اليوم -

يتيح للجمهور مشاهدة موضوع جديد لصورها على مدار السنة

تخصيص غاليري "أليس مغبغب" في بيروت لعرض صور هدى قساطلي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تخصيص غاليري "أليس مغبغب" في بيروت لعرض صور هدى قساطلي

المصورة الفوتوغرافية هدى قساطلي
بيروت - العرب اليوم

لا تتذكر المصورة الفوتوغرافية هدى قساطلي متى بدأت تلتقط عدستها الصور لمدينة طرابلس، حيث يعود ذلك إلى وقت طويل مضى، كانت فيه تعد مع الراحل سمير قصير كتاباً عن المدينة الشمالية التي لم يعتن بها كثر، وأرادا معاً، أن يعيدا لها الاعتبار، لكنّ حرباً نشبت في العراق، جعلت الاهتمام في مكان آخر وأجل المشروع، لا بل طوي نهائياً بعد رحيل قصر. ثم بدأت قساطلي مشروعاً آخر يعنى بالحرفيات مع الباحثة الأنثروبولوجية الطرابلسية مها كيال، ولم يشهد خواتيمه أيضاً.

الصور تتراكم، وهدى قساطلي لا توفر فرصة إلّا وتذهب إلى طرابلس باحثة عن كنوزها. وهذه السنة يخصص لها غاليري «أليس مغبغب» في بيروت سنة تكريمة، تحت عنوان سلسلة معارض هدى قساطلي «365 صورة فوتوغرافية» حيث بدأ الغاليري يشهد معرضاً لها كل شهرين، مما يتيح للجمهور مشاهدة موضوع جديد لصورها على مدار السنة. بدأتها بمعرض عن اللاجئين، وآخر عن منطقة الدالية البحرية في بيروت، وها هو موعد طرابلس قد حان، ليأتي بعدها موضوع السجون، ودور مدينة بيروت.

بعض الصور في معرض طرابلس، التقطت حديثاً في فترة حجر كورونا، حيث كانت الفنانة تجوب أزقة المدينة باحثة عن أسرارها. لكن الصور التي تقرر عرضها على موقع الغاليري بسبب ضرورة التباعد والحجر، تنضوي تحت ثلاثة عناوين. الفن المعماري الذي لا بدّ أنّ قساطلي كان عليها أن تختار بين الجميل والأجمل، دون أن تعنى بالمرمم بل نحت أحياناً إلى تصوير المهمل والمتروك، مسلطة الضوء على ضرورة انتشال هذه الكنوز من قعر النسيان. أمّا المجموعة الثانية فقد عنيت بالحرفيات، التي تعتبر طرابلس، من دون أدنى شك، من أغنى دول المتوسط بها. ولا يزال المتجول بالأزقة بمقدوره رؤية الحرفيين يحفرون في الخشب لصناعة الموبيليا.

وهناك من لا يزال يصنع الأحذية باليد، وكذلك تنجيد فرش الصوف وإعادة بيعها، والطلب موجود عليها. وحدث ولا حرج، عما يمكن أن تكتشفه في الأزقة المملوكية التي تعتبر بالنسبة للمهتمين بالتاريخ متحفاً حياً، نادراً في زمننا لا يزال يعج بالحياة. وهذا هو ما يلفت الفنانة التي عنيت أيضاً بشق ثالث هو الحياة اليومية، لا سيما الأسواق، وطريقة العرض والبيع ومعاش الناس. وفي إحدى الصور نرى امرأة تبيع الملوخية بلباسها البسيط. والنسوة في السوق العتيق يعملن على بيع حشائش من أنواع عديدة يحضرنها في منازلهن ويأتين بها إلى السوق نظيفة ومنقّاة لبيعها لمن يريد. وترى بين ما ترى بائع الدجاج، وطريقة عرض المكسرات التقليدية.
رحلة في عمق طرابلس تأخذك إليها الصور التي يمكن لأي كان مشاهدتها على الموقع، وهذا من إيجابيات كورونا القليلة.

وترى قساطلي أن الحمامات والمدارس وغيرها، مما يعنى بها الناس، وصورها كثيرون قبلها ليس ما يلفتها بل ما لم يعط الاهتمام الكافي من قبل، لتنقله إلى مشاهد صورها طازجاً شهياً ومعلوم أن طرابلس كانت دائماً محطة للغزاة، مما صنع تعدديتها وغناها الأثري والتاريخي، وحتى في تركيبتها السكانية. فمن زمن الإغريق إلى العثمانيين، عرفت المدينة الرومان والفرس والصليبيين والمماليك. أطلق عليها الأوائل اسم تريبوليس، نظراً لأنها كانت عبارة عن ثلاث مدن. وقد تحوّلت المدينة على التوالي من مقاطعة رومانية، إلى عاصمة بيزنطية، ثمّ مرزبة فارسية، فناحية صليبية، ثم أصبحت مملوكيّة قبل أن تصير ولاية عثمانية.

وكل من حط في المدينة، ترك آثاره، ومبانيه، وأسواقه، ومعالمه، حتى لترى أن فيها ما يمكن أن يجعلك ترى قصة المنطقة بأكملها.
ومعلوم أن طرابلس لا تزال تعاني من حساسية موقعها الجغرافي، وهي من أكثر المدن التي غفلت عنها الدولة اللبنانية، بحيث تركت وأهملت، رغم أن الاهتمام بها، والترويج لمكامن ثرواتها، كان يمكن أن يدرّ مداخيل سياحية كبيرة لكن المدينة على عكس ذلك رغم بعض الترميم غير الموفق الذي طال معمارها القديم، عانت في فترة الانتداب، ومن ثم عند قيام لبنان الكبير، وفي فترة الحرب الأهلية بعد عام 1975، بسبب قربها الشديد من سوريا.

وفي السلام لم تنل المدينة حصتها من الاستثمارات. وتقول قساطلي، إنّها ترى وهي تجوب في الأزقة وتدخل المنازل، فقراً مدقعاً لم تشاهده في أي مكان آخر. «لكنني لا أحب أن أصور هذا البؤس. ليس هذا ما يعنيني، بل النظر إلى ما هو مهمل ومدفون، ويستحق أن يتم إحياؤه والاهتمام فيه» وتعتبر قساطلي أثناء حديثها لـ«الشرق الأوسط» أنّ هذا المعرض «ليس سوى بداية مشروعي عن طرابلس. فأنا لا أتوقف عن تصوير معالمها، تماماً كما أصور بيروت منذ ثلاثين سنة. وأكاد أجزم أن كل ما في جعبتي لا بد سيكون ذات يوم في كتاب عن هذه المدينة التي تستحق أن تزار وتصور، وتعرف».

ومن خلال 41 صورة فوتوغرافية التُقطت بين عامي 1990 و2020 تُعرض اليوم للمرّة الأولى، يفتح المعرض نافذة للتفكير والتأمّل حول ذاكرة تمتد في الزمن إلى الحاضر هدى قساطلي، مواليد 1960 بيروت. وهي حائزة على شهادة دكتوراه من جامعة نانتير، في فرنسا، ومختصه في الإثنولوجيا وعلم الاجتماع المقارن. كرست حياتها للبحث والتصوير، حيث يسهم تخصّصها في شحذ وصقل نظرتها إلى التراث المعماريّ، والتقاليد الاجتماعية، والبيئة، والحياة اليومية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إطلالة فنية افتراضية ثلاثية الأبعاد تحت شعار "روح الشباب"

غاليري "لمسات" في "القاهرة" يُنظم معرضًا افتراضيًا بمشاركة 60 فنانًا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخصيص غاليري أليس مغبغب في بيروت لعرض صور هدى قساطلي تخصيص غاليري أليس مغبغب في بيروت لعرض صور هدى قساطلي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab