مسلحون موالون للجماعة الحوثية في اليمن يقتحمون مقر اتحاد الأدباء والكتاب
آخر تحديث GMT20:23:06
 العرب اليوم -

بعد أيام من تعيين الميليشيات المسلحة البخيتي محافظًا لها في "ذمار"

مسلحون موالون للجماعة الحوثية في اليمن يقتحمون مقر اتحاد "الأدباء والكتاب"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مسلحون موالون للجماعة الحوثية في اليمن يقتحمون مقر اتحاد "الأدباء والكتاب"

الميليشيات الحوثية الانقلابية
عدن ـ العرب اليوم

بعد أيام من تعيين الجماعة الحوثية القيادي البارز محمد البخيتي محافظاً لها في ذمار، أقدم مسلحون موالون لها على اقتحام مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في المحافظة واحتلاله بقوة السلاح، وذلك في أحدث انتهاكات الميليشيات ضد الوسط الثقافي والأدبي. وذكر شهود في المحافظة، أن مجاميع من المسلحين الحوثيين استولوا على مقر الاتحاد وقاموا بنقل نساء وأطفال إلى داخله للسكن فيه بالقوة وسط تواطؤ من الأجهزة الأمنية الحوثية. وفي حين كان المحافظ الحوثي محمد البخيتي يعد أتباع الجماعة بأنه سيتولى أمور محافظة ذمار استناداً إلى أوامر الخليفة علي بن أبي طالب لواليه على مصر مالك بن الأشتر، علق مثقفون يمنيون عليه بسخرية في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وقال بعضهم «يبدو أن البخيتي لا يزال يبحث في الوصايا التاريخية الدينية بحثاً عن فقرة تجرم اقتحام مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين». في غضون ذلك، تحدثت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»، بأن الميليشيات الحوثية منذ اجتياحها ذمار ومدناً يمنية أخرى كان من مهامها الأساسية استهداف القطاع الثقافي ومؤسساته ومنتسبيه من المثقفين والأدباء والمفكرين في المحافظة؛ كونهم، حد زعم الجماعة، «يشكلون خطراً وعائقاً أمام مشروعها القائم على الفكر الطائفي الصفوي الإيراني».

وأوضحت المصادر، أن هذا الاقتحام الحوثي لمقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في محافظة ذمار هو الخامس من نوعه، مشيرة إلى استنكار المثقفين والأدباء أعمال الجماعة الهادفة إلى تجريف الهوية الوطنية لليمنيين وتحويل البلاد إلى مقاطعات «طالبانية». ومنذ اجتياح الجماعة صنعاء العاصمة ومناطق أخرى وبسط سيطرتها على كل مفاصل الدولة؛ بما فيها مؤسسات الثقافة، تعرضت الحياة الفكرية والأدبية والثقافية في اليمن لمأساة وانتكاسة كبيرة، وطالت العشرات من مباني الهيئات والمؤسسات الثقافية سلسلة من الاقتحامات والتدمير والعبث الممنهج، في حين واجه مثقفون وكتاب وأدباء عمليات اعتداء وتشريد واعتقال ومنع واستهداف وتصفية.

وفي مقابل ما تتعرض له المؤسسات الثقافية من استهداف حوثي متكرر، عبّر عدد من الأدباء والمثقفين في مناطق سيطرة الميليشيات عن أسفهم الشديد للوضع السيئ والمتردي الذي وصل إليه المشهد الثقافي اليمني. وقال أحد الكتاب في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات المدعومة إيرانياً عمدت في السابق من خلال أساليبها الإرهابية إلى تجريف التراث الثقافي اليمني، ولا تزال مستمرة في مساعيها للقضاء على ما تبقى من تنوعه وتعدده؛ بغية فرضها نمطاً ثقافياً أحادياً معادياً للثقافة اليمنية، موضحًا: «الاضطهاد الحوثي نال على مدى سنوات الانقلاب الماضية من كل الفئات اليمنية بمختلف أطيافها وتوجهاتها، وفي مقدمتها الأدباء والمثقفون اليمنيون».

وكان وزير الثقافة اليمني، مروان دماج، حذر في تصريحات سابقة من خطر الجائحة الحوثية التي لا تزال، بحسبه، تسعى لتقسيم المجتمع اليمني وفرزه سلالياً وطائفياً ومناطقياً بهدف الترويج بسهولة أولاً للدعاية الإيرانية الفارسية المعادية للعرب والمسلمين، وكذا لأفكارها الطائفية والثقافة الأمامية المتخلفة والمعادية لليمنيين ومصالحهم. واعتبر الوزير دماج، أن التصدي للحركة الحوثية وفكرها الطائفي يتجاوز العمل السياسي والعسكري إلى الثقافي والاجتماعي، وهو عمل من مسؤولية كل المجتمع وتكويناته السياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية، مشيرًا إلى أن من بين اهتمامات وزارته في الوقت الحالي إعادة إحياء وتفعيل المؤسسات الثقافية الوطنية، باعتبار أن العمل الثقافي الحكومي هو أولاً وأساساً توفير المؤسسات الثقافية التي تمكن عموم المواطنين من ممارسة حقوقهم الثقافية والتصدي للدعايات والأفكار الحوثية الرجعية. وعلى صعيد استمرار استهداف الانقلابيين لشريحة المثقفين والأدباء بمناطق سيطرتها، أكد موظف في وزارة الثقافة الخاضعة للجماعة بصنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، ارتفاع حدة الانتهاكات والتعسفات الحوثية المرتكبة بحق عدد من الأدباء والمثقفين والكتاب في صنعاء وبقية المدن اليمنية. وكشف الموظف الحكومي، الذين مل من بطش الميليشيات، واشترط عدم ذكر اسمه، عن وجود أكثر من 75 مثقفًا وأديباً وكاتباً وفناناً ومبدعاً يمنياً لا يزالون قابعين في سجون الميليشيات وفق تهم كيدية وباطلة ويتعرضون لأشد أنواع التعذيب والانتهاك.

وفي حين أكد الموظف أن الجماعة لم تترك شيئاً في اليمن إلا واستهدفته بآلتها القمعية. قال أيضاً، إن القطاع الثقافي في اليمن ومنتسبيه كانوا ولا يزالون ضمن قائمة الاستهدافات الحوثية؛ لما لديها من مشاريع طائفية مشبّعة بأفكار إيرانية تسعى لتمريرها وتخشى مواجهتها من قبل المثقفين والأدباء. وتابع بالقول «عقب شعور الانقلابيين بخطر المثقفين ومدى تأثيرهم على المجتمع وتحذيرهم للمواطنين من مغبة الوقوع ببراثن هذا الفكر التدميري، سعت جاهدة إلى قتل واعتقال وتشريد المئات منهم بغية تحقيق أهدافها بعيداً عن أي منغصات قد تعترض طريقها».

وكان مسؤول سابق بوزارة الثقافة الخاضعة للحوثيين في صنعاء، أكد بتصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيات الإيرانية لم تكفّ عن تدمير المشهد الثقافي في اليمن، واستخدمت طرقاً وأساليب متنوعة للوصول إلى غايتها في فرض لون ثقافي واحد يرفضه معظم مثقفي وكتاب وأدباء اليمن، موضحًا أن الجماعة استهدفت الأدباء والكتّاب والفنانين والمبدعين؛ «إما بالتصفية الجسدية، أو الإيقاع بهم في براثن السجون، أو منعهم من مواصلة أعمالهم وتشريدهم من مدنهم ومنازلهم». وتطرق المسؤول الثقافي، الذي طلب حينها عدم ذكر اسمه، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى مقتل عدد من الفنانين اليمنيين في حكم وسيطرة الميليشيات مثل الفنان نادر الجرادي، والفنان الشعبي معين الصبري... وغيرهما؛ على يد مسلحي الجماعة في صنعاء، وكذا منع فنانين تشكيليين كثر من إقامة معارضهم الفنية بصنعاء. وإلى جانب جرائم القتل التي راح ضحيتها فنانون، أشار المسؤول الحكومي إلى توسع حملات الاعتقال الحوثية بحق مثقفين وكتاب وفنانين ومبدعين في صنعاء وبقية مناطق سطوتها، موضحًا أن من بين تلك الانتهاكات التي لا حصر لها، اختطاف الجماعة في أواخر أبريل (نيسان) الماضي وزير الثقافة اليمني الأسبق، والأديب المعروف خالد الرويشان، من منزله بصنعاء، واقتادته حينها إلى جهة مجهولة، نتيجة كتاباته ورؤاه السياسية المناهضة للانقلاب والمشروع السلالي الطائفي.

وفي حين أشار المسؤول الثقافي إلى اختفاء كل مظاهر الاهتمام الرسمي بالثقافة والأدب والفن منذ سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة؛ بما فيها الثقافة في صنعاء، أكد في الوقت ذاته نمو نوع آخر من الفنون والإنشاد تستخدمه الميليشيات حالياً للشحن والتحشيد والتجييش الطائفي. وتطرق بحديثه إلى أن اليمن شهد أيضاً منذ انقلاب 2014 موجة من التضييق على الفنانين، بدأت من خلال منعهم من إقامة نشاطات فنية، وانتهت بمنع تشغيل الموسيقى في السيارات، ووصلت في بعض المناطق إلى تحطيم الآلات الموسيقية والتعامل معها كأصنام من جانب الجماعة المتطرفة».

قد يهمك ايضـــًا :

صناعة الفخار المغربية تقاوم الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي

المربية الطيباوية جيهان جابر تحتل مواقع التواصل الاجتماعي بعد أغنية "جيشم" العبرية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلحون موالون للجماعة الحوثية في اليمن يقتحمون مقر اتحاد الأدباء والكتاب مسلحون موالون للجماعة الحوثية في اليمن يقتحمون مقر اتحاد الأدباء والكتاب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab