مؤسسة المدى تعود لدورها في تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد
آخر تحديث GMT00:35:08
 العرب اليوم -

تؤكد صدق نواياها وأهدافها التي تمتد إلى عقود عديدة داخل البلاد

مؤسسة المدى تعود لدورها في تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مؤسسة المدى تعود لدورها في تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد

معرض العراق الدولي للكتاب
بغداد - العرب اليوم

بعد غيابٍ خارج إرادتها، تعود مؤسسة المدى لتقوم بدورها في تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد.

وهي إذ تتجاوز هذا الانقطاع القسرى الذي سعت لتعويضه من خلال بيت المدى للثقافة والفنون في شارع المتنبي، فانها تؤكد صدق نواياها وأهدافها التي تمتد إلى عقود عديدة في داخل البلاد وفي دول المنفى، باعتبارها إحدى المرجعيات الثقافية غير الربحية، إذ تمد يد التعاون مع الناشرين العراقيين، ومراكز النشر العراقي، والمنظمات الثقافية للارتقاء بالنشاط الثقافي في عاصمة الثقافة ومركز نشاطها المركزي.

إن بغداد عاصمة البلاد بماضيها الحضاري، وحاضرها، تستحق أن تكون حاضنة رائدة لعشرات دور النشر والمنظمات الثقافية ومئات المكتبات، والمنتديات الثقافية والفنية في بغداد والمحافظات العراقية من دون استثناء، وسيكون من باب إثراء الحركة الثقافية، وتوسيع دائرة نشاطاتها وبشكل خاص تنظيم أكثر من معرض كتابٍ فيها، دون تقاطع أو تعارض بينها، بما يعزز مساهمتها في إشاعة عادة القراءة وتداول الكتاب وتيسيره بكل الوسائل، وهو ما يتطلب تظافر إمكانياتٍ تفوق كل ما هو قائمٌ حتى الآن.

والمدى من هذا المنطلق تجد من مسؤوليتها التأكيد على التزامها بوضع خبرتها وإمكانياتها تحت تصرف كل الفعاليات الثقافية، والتعاون مع منظمي معرض بغداد الدولي، وسواهم ممن يسعون لاغناء الحركة الثقافية ونشطائها.

إن المدى اذ تُعاود تنظيم معارضها في بغداد وتدعمها بمعرضها الجديد في البصرة إلى جانب معرض أربيل الدولي، ليس في نيتها تحويل المنافسة الإيجابية إلى نيّةٍ لتقويض دور الآخرين وإضعاف مسعاهم، لخدمة الثقافة والكتاب، بل ستحرص من موقعها الثقافي، " بمنأىً عن أي طابع سياسي" لإنجاحها ومد قنوات التعاون معها وتمكينها من التطور والتوسع.

لقد بدأت المدى مشوارها الطويل منذ عقود، كنواة مشروعٍ ثقافي طموحٍ لنشر الكتاب وإشاعة الثقافة وتمكين الحركة الثقافية والفكرية من توسيع وتكريس دورها عراقياً وعربياً، وتعود بواكير المشروع وإطلاقه إلى عام ١٩٥٩، من خلال تأسيس دار ابن سينا، دار ابن الشعب، ثم دار الطريق الجديد التي تولت نشر عشرات الإصدارات والكتب، وتواصلت بصيغٍ ومستويات متعددة، وفقاً للامكانيات والظروف السياسية وتطوراتها، وما سادها من انحسارٍ واضطهاٍد واستبدادٍ وغيابٍ للحريات.

ومع انحسار دور السياسة، وانتكاسة وتراجع نفوذ الحركات السياسية الكبرى وأحزابها الفاعلة في العالم العربي، منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي حيث شهدت تصاعد هيمنة الأنظمة الدكتاتورية وتسيّد القيادات "الضالة" على مقدرات الشعوب العربية، وجدت "المدى" المؤسسة، أن الثقافة يمكن أن تكون رافعة إيجابية في مواجهة مظاهر التراجع واليأس والاستسلام التي كادت تطغي على المشهد السياسي العربي، وتعطل إرادة القوى الفاعلة في المجتمعات العربية.

يومها كانت دمشق مركز نشاطها الثقافي المتعدد، ومنصة مبادراتها في إعادة الاعتبار للثقافة كإطار ومحركٍ وإحياءٍ لدورها الريادي في استنهاض القوى المحرّكة للمجتمع وتجلياتها السياسية من أحزاب ومنظمات واتحاداتٍ ونقاباتٍ معبرة عن تطلعاتها لتغيير الواقع المتخلف، وإشاعة الوعي في صفوفها باعتماد مختلف أشكال وأساليب وأدوات النشاط الثقافي، وبشكل خاص، تكريس مرجعياتٍ ثقافية وتعزيز دورها في تأصيل العمل الثقافي والارتقاء به.

وقد بادرت بإطلاق طائفة من الوسائل والأدوات لتحقيق برنامجها الثقافي والفكري الطموح. بدءاً من تأسيس دارٍ للنشر، وإصدار مجلة "المدى" الثقافية العربية بمشاركة أبرز المثقفين والكتاب والشعراء العرب في مجلس تحريرها، بعد أن كانت مجلة (النهج) الفكرية السياسية قد صدرت قبلها بسنوات، وتكرس حضورها عربياً وأممياً في إطار مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي، وهي الأخرى ضمت في مجلس تحريرها قاماتٍ فكرية وسياسية من مختلف البلدان العربية مشهودٌ لها بدور نافذٍ، في بلدانها وعلى الصعيد العربي.

ولم يتوقف طموحها عند ما تحقق من مشروعها، إذ كان من الضروري أن تستكملها بخطواتٍ تكون كل منها حاملاً لجانبٍ من أهدافها، وفي المقدمة، تأمين وصول الكتاب إلى أوسع دائرة من القراء من الجيل الجديد، فافتتحت "بيت المدى للثقافة والفنون" في قلب دمشق، يضم مكتبةً، وقاعة متعددة الأغراض، تُنظّم فيها المعارض التشكيلية "دون تحميل الفنانين أي مقابل"، بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات وغيرها من الفعاليات. وصار البيت، منتدىً وبيتاً ثقافياً ريادياً لأبرز الكتاب والفنانين والمثقفين السوريين والعرب وزوار سوريا من الأجانب.

وكان ضروريًا، بعد ذلك، الانتقال إلى خطوة أبعد، من شأنها التفاعل المباشر مع الجمهور المتلقي، وتمثلت في "أسابيع المدى الثقافية" التي ساهم في فعالياتها، كتابٌ وأدباء وفنانون ومفكرون وإعلاميون وشخصيات سياسية واجتماعية من سائر البلدان العربية والأجنبية، استطاعت استقطاب عشرات الآلاف من الشابات والشبان ومن كل الشرائح الاجتماعية والنزعات والانتماءات الفكرية والسياسية على مدى عشرة أيامٍ متواصلة!.

بعد سقوط نظام الاستبداد البعثي، انتقلت المدى بأسابيعها الثقافية وفعالياتها إلى أربيل وبغداد، فتصدت للإرهاب في قمة نشاطه التكفيري، عبر تنظيم أسابيع ثقافية ومعارض للكتاب، ولقاءاتٍ ومؤتمراتٍ ثقافيةٍ وسياسيةٍ وفكريةٍ واجتماعيةٍ، في القاعات والنوادي والشوارع، متحدية الإرهاب بكل وسائله وارتكاباته وأطلقت مبادراتها العراقية، بإصدار جريدة المدى التي دشنت صدورها بنشر "كوبونات النفط" الفضيحة التي دوّت أصداؤها في جميع المحافل الدولية، وأجبرت الأمم المتحدة على تشكيل لجنة تحقيق دولية، كان من بين نتائجها، سقوط وزراء وشخصياتٍ نافذةٍ في العديد من البلدان، وفضحت الأحزاب والشخصيات والأوساط التي تواطأت مع النظام السابق ضد شعبنا.

وتمثلت نقلتها النوعية في مشروع "كتاب في جريدة" كان يوزع مجاناً في مطلع كل شهر مع سبعة صحفٍ عربية كبرى، واستمرت حتى الاحتجاب المؤسف لجريدة السفير اللبنانية، وقد تولت توزيع الكتاب في العراق كل من جريدتي المدى والاتحاد. 

اليوم تعود المدى لتنظّم إلى جانب فعالياتها الأخرى، معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد، والبصرة، وهي تتطلع إلى المساهمة في رفد الحركة الثقافية وتوسيع دائرة القراءة، إلى جانب كل الجهود المبذولة لتحقيق ذات الأهداف.

إن المدى إذ تطلق مبادرتها هذه، تؤكد مجددًا، أنها تحرص على أن تكون رافدًا من روافد الثقافة، مكملة لدور من سبقها ومن يلحق بها وهي تسعى لتأصيل دورها في الحركة الثقافية، وإغنائها بدعم كل جهدٍ يشاركها ذات الأهداف.

وإذ تؤكد المدى الطابع غير الربحي لمعرض العراق الدولي للكتاب في كلٍ من بغداد والبصرة وأربيل، تعلن أنها ستخصص ما يدخلها من وارد بعد إطفاء النفقات لتزويد الجامعات "الحكومية" والمكتبات العامة بالكتب والإصدارات العراقية والعربية والأجنبية، كما ستخصص جزءً من تلك الموارد لدعم الفعاليات والأنشطة الثقافية للمثقفين ومنظماتهم، وستنشر كتاباً يومياً في إطار مشروع "كتاب مع جريدة" مجانًا مع ملحق المدى في المعرض .

 وقد يهمك ايضا :

"وزارة الثقافة وتنمية المعرفة و"الناشرين الإماراتيين" يوقّعان مذكرة تفاهم

نورة الكعبي تشيد بالعلاقات الإماراتية الصينية وتعتبرها "مثال يحتذى به"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسسة المدى تعود لدورها في تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد مؤسسة المدى تعود لدورها في تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد



GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab