الرياض ـ سعيد الغامدي
بعد اكتشاف علماء الآثار 400 هيكل حجري غامض يعود إلى آلاف السنين في منطقة صحراوية نائية في المملكة العربية السعودية، تم منح أحد العلماء الاستراليين إذن خاص من الرياض للتحليق فوق حقول الحمم البركانية في منطقة حارة خيبر، وتوفير أوضح صور ممكنة من التشكيلات الغامضة.ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنه منذ أوائل الخمسينيات، عرقلت القيود في البلاد المزيد من البحث عن الأشكال الحجرية الغامضة، والتي يعتقد الخبراء أن تاريخها يعود إلى 7000 عام، ولكن مع ظهور صور الأقمار الصناعية وتقنيات "غوغل إيرث"، تم الكشف عن لقطات جديدة من الأشكال الأرضية، مما أتاح سبلا جديدة للبحث والاكتشاف.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى إن ديفيد كينيدي، الأستاذ في جامعة غرب أستراليا، صاحب اكتشاف "بوابات الحجر" قضى ما يقرب من 20 عاما يدرس "أعمال الرجال القدامى"، كما سميت من قبل السكان البدو في المنطقة منذ عشرينات القرن الماضي، وبعد أن تصدر بحثه العناوين الرئيسية في تشرين الأول / أكتوبر هذا العام، سمحت له الحكومة السعودية للقيام بعملية استطلاع جوي عن قرب لهذه المناطق الثرية المذهلة، وإجراء المسح الجوي الأول منذ أكثر من نصف قرن.
وقال الفريق البحثي الذي يقوده كينيدي في تشرين الأول الماضي، إنه ليس لديهم تفسيرا واضح عن سبب وجود هذه الأحجار التي تشمل هياكل تشبه البوابات، أو حتى عمرها الدقيق، ويعتقد الخبراء أن التصوير الجوي الجديد، جنبًا إلى جنب مع الفحص على الأرض، يمكن أن يؤدي في يوم ما إلى كشف كثير من الأسرار حول المنطقة المذهلة.
استخدم الدكتور كينيدي وزملاؤه خرائط "غوغل" للوصول لبعض المواقع التي كانوا مهتمين أكثر بزيارتها، وقاموا برحلة لمدة ثلاثة أيام في طائرة مروحية تابعة للسلطات الملكية السعودية، من 27 تشرين الأول إلى 29 تشرين الأول، وتمكّن الباحث الأثري من التقاط 6 آلاف صورة على مدى 15 ساعة طيران فوق المنطقة التي تم اكتشاف البوابات الأثرية فيها، في حوالي 200 موقع، وعلق الدكتور كينيدي: "لقد زادت أعداد الصور عالية الدقة للبوابات الحجرية على غوغل إيرث بسرعة، خاصة منذ إطلاق القمر الصناعي لاندسات 8 في فبراير/شباط 2013" مشيرا إلى ان تقنيات غوغل إيرث تعد أداة هامة جدا للتنقيب والبحث فمن السهل الوصول للمواقع الناشية وقياسها، ومن ثم رسم خرائط التوزيع لها ما يساعد في الأبحاث العلمية.
وأضاف الباحث الاسترالي أن ما يشكل عائقا حقيقيا هو ان "الصور ثنائية الأبعاد" ما يؤثر على وضوح تفاصيل الصورة ويجعلها غامضة بعض الشيء، قائلا: "التفاصيل مفقودة، وبعض المواقع غير مرئية بشكل فعال لأسباب مختلفة. وقد تعود الصور إلى أشهر، أو سنوات، لكنها في النهاية قديمة، وبالتالي أقل قيمة للرصد الروتيني "، وكتب كينيدي في ورقة بحثية نُشرت ضمن عدد نوفمبر/تشرين الثاني من مجلة علم الآثار العربية، قائلًا: "البوابات مصنوعة من الحجر، وتبدو أنها أقدم الهياكل التي صنعها الإنسان ضمن الطبيعة الخارجية، وقد بنيت عبر القباب الحمم القديمة، وبعض الميزات الغريبة لها هي أنها تشكل أكثر من أربعة أضعاف طول ملعب كرة القدم".
وتابع كيندي أن بعض الجدران الحجرية يطلق عليها اسم "البوابات" لأنها تبدو وكأنها بوابات في حقل خلال مشاهدتها من الأعلى.ويبلغ ارتفاع أصغر البوابات حوالي 13 مترًا، في حين يبلغ طول أكبرها حجمًا 518 مترًا، معظمها مستطيلة الشكل. وأوضح أنه قبل آلاف السنين كان هذا الموقع ملائمًا أكثر للحياة الإنسانية، كما تم اكتشاف أنواع أخرى من الهياكل الحجرية في حقول الحمم البركانية في نفس المنطقة.
واكتُشفت معظم البوابات عبر صور الأقمار الاصطناعية، حيث لم يتم إجراء أي بحث ميداني عليها من قبل.، وقال علماء البراكين، إن الحمم البازلتية غطت بعض الهياكل الحجرية في السابق، بما في ذلك البوابات، بينما أضاف كينيدي أن العمل الميداني الأثري ضروري جدًّا، لتحديد أصل هذه البوابات وعمرها الدقيق، وهو ما تمكن من تحقيقه، بعد أن تم السماح له مؤخرًا بالاستكشاف عن قرب.
أرسل تعليقك