مقبرة زوسر الجنوبية في مصر تستقبل زوارها بعد إغلاقها 15 عاماً
آخر تحديث GMT14:50:17
 العرب اليوم -

مقبرة "زوسر الجنوبية" في مصر تستقبل زوارها بعد إغلاقها 15 عاماً

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مقبرة "زوسر الجنوبية" في مصر تستقبل زوارها بعد إغلاقها 15 عاماً

منطقة سقارة الأثرية
القاهرة - العرب اليوم

بدأت مقبرة زوسر الجنوبية في منطقة سقارة الأثرية بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) في مصر، استقبال زوارها للمرة الأولى منذ 15 عاماً عقب انتهاء مشروع ترميمها الذي بدأ عام 2006. وفتحت المقبرة، التي تقع على عمق يقدر بنحو 30 متراً تحت الأرض، أمس، أبوابها للزوار الذين أصبح بمقدورهم رؤية أحد الأجزاء المهمة للمجموعة الجنائزية للملك زوسر، الذي حكم مصر في الفترة من 2627 إلى 2648 قبل الميلاد، أي قبل أكثر من 4 آلاف عام.

وتتكون المقبرة من جزأين، الجزء العلوي، وهو عبارة عن مبنى كالمصطبة مشيد من الحجر الجيري وبه إفريز مزين بأفاعي الكوبرا، أما الجزء السفلي فهو منحوت في الصخر على عمق يصل إلى نحو 30 متراً، يتم الوصول إليه عبر سلم حجري يؤدي إلى باب منحوت في الصخر أيضاً، ثم ممر يؤدي إلى باب المقبرة والممرات الداخلية المؤدية إلى مستوى فراغات المقبرة التي تحوي لوحات جدارية مزينة بالفيانس الأزرق، وفق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

وتوجد آراء متعددة حول الغرض من وجود المقبرة الجنوبية، بعضها تقول إنها تخص إحدى الزوجات الرئيسيات للملك، أو أنها كانت مخصصة لحفظ المشيمة الملكية أو الأعضاء الداخلية للملك (الرئتان والمعدة والأمعاء والكبد)، بعد تحنيطه، في حين يرى عالم المصريات الفرنسي الشهير جان فيليب لوير، صاحب النصيب الأكبر من أعمال الحفائر في مجموعة زوسر الهرمية وإعادة بنائها وترميمها على مدار 70 عاماً من حياته، أنها كانت تمثل مقبرة رمزية للملك تعادل المقبرة الملكية في أبيدوس بمحافظة سوهاج، حسب موقع وزارة السياحة والآثار.

ويؤكد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقبرة الجنوبية هي بمثابة الماكيت المصغر الذي استخدمه الوزير إمحتب، في بناء هرم سقارة المدرج»، مشيراً إلى أن «المقبرة تقريباً بالشكل نفسه الذي بنيت عليه المجموعة الهرمية لزوسر، والمساحة نفسها الموجودة أسفل الهرم المدرج».

وللمقبرة مكانة رمزية، حسب عبد البصير، حيث «تقع في الناحية الجنوبية، ممثلة صعيد مصر، بينما يقع الهرم المدرج في الناحية الشمالية»، في إشارة إلى أن زوسر حاكم مصر العليا والسفلى، موضحاً أن «المقبرة الجنوبية ربما تكون قد استخدمت في دفن المشيمة الملكية». وتتميز المقبرة بحجر الفيانس الأزرق الذي يزين جدرانها، وهي واحدة من العناصر المهمة للمجموعة الجنائزية للملك زوسر، واكتشف المقبرة عالم الآثار الإنجليزي سيسيل مالابي فيرث عام 1928، وهو من أطلق عليها هذا الاسم، نظراً لوقوعها في الجهة الجنوبية الغربية من المجموعة الجنائزية، وتوجد بالمقبرة بئر في نهايته غرفة دفن، بها تابوت ضخم من الجرانيت الوردي تماثل غرفة الدفن في الهرم المدرج، كما توجد ممرات ودهاليز طويلة عديدة زينت جدرانها بأبواب وهمية تحمل صورة الملك وألقابه، وزينت الجدران بقطع من الفيانس الأزرق.

وداخل المقبرة يوجد عدد من الممرات السفلية، يحتوي أحدها على ثلاثة أبواب وهمية يحمل كل منها نقشاً للملك زوسر في احتفال «حب سد»، وهو اليوبيل الملكي الذي كان يحتفل فيه بجلوس الملك على العرش، وتجديد شباب الملك وشرعيته في تولي الحكم، حيث تصور المناظر الملك زوسر وهو يرتدي لحيته المستعارة والتاج الأبيض لمصر العليا، وفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار.

وشمل مشروع الترميم الذي بدأ عام 2006 الدراسات الهندسية والجيوتقنية والجيوبيئية والأثرية للمقبرة، حيث تم تنفيذ أعمال ترميم الممرات السفلية وتدعيم الحوائط، والأسقف، وإزالة الشروخ، وتثبيت بلاطات الفيانس لاستكمال العناصر الداخلية للمقبرة، إضافة إلى إعادة تجميع وترميم التابوت الجرانيتي الموجود في قاع بئر الدفن، وتأهيل المقبرة للزيارة من خلال تمهيد الأرضيات وتركيب سلم يؤدي إلى البئر والمقبرة، وإضاءتها بشكل كامل، حسب العميد مهندس هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الهندسية.

وتضمنت أعمال الترميم كذلك، فك وإعادة تركيب بلاطات الفيانس الزرقاء، التي كانت مثبتة بالمون الجبسية مما أدى إلى تساقط بعضها عبر السنين، كما تم تجميع وتركيب بلاطات الفيانس التي كانت موجودة بالمخزن المتحفي، وتقوية المونات القديمة المتبقية مكان البلاطات المفقودة، وتثبيت القشور المنفصلة من البانوهات، وفك وترميم وإعادة تركيب الأعتاب الأثرية بجميع الفراغات، وعلاج التلف الميكروبيولوجي وإزالة الأتربة التي كانت تغطي السطح، وتدعيم وتثبيت الطبقات المنفصلة من السقف، وتركيب الأرضيات الحجرية، وتدعيم الأسقف وتركيب الإضاءة. وحددت وزارة السياحة والآثار سعر تذكرة زيارة المقبرة الجنوبية بـ40 جنيهاً مصرياً للمصريين، (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري) و20 جنيهاً للطلبة المصريين، و100 جنيه مصري للأجنبي، و50 جنيهاً للطالب الأجنبي، وتشمل الزيارة السياحية مدخل المقبرة الجنوبية والبئر حتى نهايته والتابوت الحجري، في حين أُغلقت الممرات الداخلية والدهاليز أمام الزائرين.

قد يهمك أيضـــا:

وزارة الآثار المصرية تًعلن اكتشاف عشرات التوابيت الجديدة في منطقة سقارة

وزارة السياحة المصرية تعلن أضخم كشف أثري خلال عام 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرة زوسر الجنوبية في مصر تستقبل زوارها بعد إغلاقها 15 عاماً مقبرة زوسر الجنوبية في مصر تستقبل زوارها بعد إغلاقها 15 عاماً



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:42 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"
 العرب اليوم - شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"

GMT 02:14 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

غزة... الريفييرا و«الدحديرة»!

GMT 08:31 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

سيكون على إيران القبول بحكومة نوّاف سلام!

GMT 16:16 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

60 شاحنة إغاثية سعودية تنطلق إلى سوريا

GMT 15:13 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

حصيلة شهداء الحرب على غزة تتجاوز 48 ألفا

GMT 08:46 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

غزة بين خروج «حماس» أو ترحيل سكانها

GMT 13:20 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أول تعليق من أصالة نصري بعد حذف أغنيتها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab