عايدة الروبوت الفنان يكشف قوة الذكاء الاصطناعي لابتكار أعمال فنية
آخر تحديث GMT05:10:29
 العرب اليوم -

يُعد الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة متنوعة من الروبوتات

"عايدة" الروبوت الفنان يكشف قوة الذكاء الاصطناعي لابتكار أعمال فنية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "عايدة" الروبوت الفنان يكشف قوة الذكاء الاصطناعي لابتكار أعمال فنية

"عايدة" الروبوت الفنان
القاهرة - العرب اليوم

ربما يكون اسمها "عايدة" ولكنها لا تمت بصلة للأوبرا الشهيرة التي قدمها الموسيقار العالمي فيردي وتحمل الاسم نفسه، فهي بالقطع لا تغني في مملكة مصر القديمة، بل إن هذا الروبوت الذي يأخذ شكلا بشريا يستطيع أن يرسم لوحات فنية يجسد فيها كل ما تقع عليه عيناه، أو بالأحرى تقع عليه الكاميرات الخاصة به التي تعتبر بمثابة عينيه.

ويعود الفضل في اختراع "عايدة" (Ai-Da) إلى شركة بريطانية تحمل اسم "انجينيرد أرتس" وتقع في مدينة أوكسفورد، ويحمل هذا الروبوت اسم خبيرة الكمبيوتر المعاصرة "أدا لوفليس" (Ada Lovelace)، وهو الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة متنوعة من الروبوتات التي يمكنها إبداع أعمال فنية اعتمادا على مجموعة من المعادلات الخوازرمية الحوسبية.

ولكن السؤال هو هل تعتبر الصور التي يتم إنتاجها بواسطة مزيج من المعادلات الخوارزمية والأذرع الميكانيكية الدقيقة نوعا حقيقيا من الفنون؟ ومن أين يأتي الإبداع في هذه العملية؟

 وتثار هذه التساؤلات بشكل متزايد في عالم الفنون؛ إذ إن نجاح الذكاء الاصطناعي في مجال الفن يفتح آفاقا جديدة سواء بالنسبة للعاملين في الحقل الفني أو متذوقي الفنون بشكل عام. كما أن هذا الاتجاه يثير جلبة في أسواق الأعمال الفنية.

 وفي أكتوبر عام 2018، بيعت لوحة "ادموند دي بيلامي" في دار مزادات كريستي مقابل 432 ألف دولار. وتم ابتكار هذه اللوحة التي تجسد صورة باهتة إلى حد ما لرجل بواسطة مبادرة "أوبفيوس" الفرنسية للأعمال الفنية التي قامت بتغذية جهاز كمبيوتر بـ15 ألف لوحة فنية يرجع تاريخها إلى عدة قرون مضت.

 ويعمل كمبيوتر "أوبفيوس" بواسطة معادلتين خوارزميتين؛ تقوم المعادلة الأولى بتصميم الرسومات اعتمادا على لوحات مخزنة في ذاكرة إلكترونية، فيما تقوم المعادلة الثانية بتقييم الرسومات ورفضها إذا ما رأت أن اللوحة النهائية تبدو كما لو كانت من صنع آلة، وهو ما يساعد المعادلة الأولى على تحسين أدائها.

وبهذه الطريقة، خرجت اللوحة "إدموند" وعائلة "بيلامي" بأسرها إلى النور، وهو ما يثير حنق روبي بارات، الفنان مطور البرمجيات الأمريكي الذي وضع هذه المعادلة الخوارزمية على الإنترنت التي يستطيع من يشاء أن يقوم بتحميلها مجانا. أما عائدات بيع اللوحة في دار مزادات كريستي، فقد آلت في نهاية المطاف إلى مبادرة "أوبفيوس" في باريس.

وفي هولندا، تم ابتكار لوحة "رامبرانت المقبل" في جامعة "ديلفت"، حيث تمت تغذية جهاز كمبيوتر بلوحات الفنان الشهير رامبرانت، بما في ذلك أسلوب استخدامه للفرشاة. واعتمادا على هذه البيانات، أبدع الكمبيوتر لوحة جديدة لرامبرانت من تأليفه عن طريق أسلوب الطباعة المجسمة.

ويدرس الباحث كريستيان باشيل من "معهد همبولت للإنترنت والمجتمع" في برلين "تطور المجتمع الرقمي"، وهو لم يبد إعجابه بلوحتي "بيلامي" أو "رامبرانت المقبل".

ويقول باشيل إن "الطريقة التي استخدمت في ابتكار هذه الأعمال مثيرة للاهتمام، وهي منطق ليبرالي تسويقي جديد تماما، ولكن المسألة اللافتة للانتباه هو ما إذا كانت هذه الأعمال تندرج تحت باب التزييف أم لا، ثم من هو المالك الحقيقي لهذه اللوحات".

كما انتقد باشيل غياب الفكرة الإبداعية عن هذه اللوحات؛ إذ يرى أنها لا تنطوي في الحقيقة على أي شيء جديد فعليا.

ويتجنب باشيل استخدام تعبير "الذكاء الاصطناعي" لأن هذا المصطلح يثير، على حد قوله، التوقعات بشأن وجود نوع من الاستمرارية بين الإنسان والآلة. ويوضح قائلا إنه لو كانت هذه المحاولات الفنية تعبر فعلا عن هذه الاستمرارية، فهي محاولة ليعهد بالعملية الإبداعية من الإنسان إلى الآلة.

ويرى الباحث أنه هناك مشكلة "إذا ما استخدمنا مصطلح الذكاء الاصطناعي بمعناه السطحي وأن نقول إن هناك إبداعا اصطناعيا وبعض الوعي وراء هذه العملية مما يؤدي إلى ابتكار شيء جديد، وهذا غير صحيح: فحقيقة الأمر أن بعض الفنانين البشر هم الذين ابتدعوا هذه المنظومة ثم يضغطون على مفتاح التشغيل".

وينطوي عالم فنون الذكاء الاصطناعي على وجوه عديدة، فقد حصلت هيل جيته على جائزة في مدينة ميونيخ الألمانية عن دراسة بحثية بعنوان "التشابه الرقمي"، وابتكرت تطبيقا إلكترونيا يتم تنزيله على الهواتف الذكية، ويمكنه إدخال أيقونات التعبير عن المشاعر "إيموجي" على لوحات لمشاهد طبيعية، ثم معالجة هذا الانتاج الفني في صورة رقمية وطباعته.

وفي برلين، يعمل الفنان روما ليبسكي بشكل أكثر تعقيدا، حيث قدم بالاشتراك مع زميله فلوريان دومان من المبادرة الفنية "واي كيو بي" شراكة حقيقية بين الرسام والذكاء الاصطناعي.

وأزاح ليبسكي النقاب عن الآلة التي يطلق عليها اسم "ميوز"، والتي ابتكرت تسع لوحات مختلفة لمناظر طبيعية في كاليفورنيا. ثم قام جهاز الكمبيوتر الخاص بدوميان بوضع لمسات خاصة به على هذه اللوحات. ويمكن مشاهدة الأفكار الجديدة التي توصل إليها الكمبيوتر على شبكة الإنترنت من خلال رابط يحمل اسم "غير المنتهي"، وهو الفكرة نفسها من وراء هذا العمل.

ويرى باشيل أن تطوير الذكاء الاصطناعي هو شكل من أشكال العودة إلى المبادئ الأصلية للفن، ويشرح فكرته قائلا إن "بصمة الذكاء الاصطناعي تضمن تعزيز الطابع الكلاسيكي في المنظومة الفنية"، لأنها تطرح أسئلة من نوعية "ما هو الابداع؟" و"من هو الفنان؟" و"من هو المؤلف".

وأكد باشيل أن المعنى المفترض من العلاقة بين الفن والذكاء الاصطناعي يقودنا في الواقع إلى هذه الأسئلة القديمة.

وقد يهمك ايضا :

جهود كبيرة لهيئة الثقافة والفنون في دبي لتعزيز حضور المتاحف التخصصية

أغرب عادات عيد الأضحية في بعض الدول العربية والإسلامية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عايدة الروبوت الفنان يكشف قوة الذكاء الاصطناعي لابتكار أعمال فنية عايدة الروبوت الفنان يكشف قوة الذكاء الاصطناعي لابتكار أعمال فنية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:41 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ماجد الكدواني يواصل مُغامراته في"موضوع عائلي"

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حاتم يكشف مفاجأة حول إطلالاته الأخيرة

GMT 23:00 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة زواج سمية الخشاب في العام الجديد

GMT 08:44 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

رامي صبري يوجّه رسالة لتامر حسني وهو يردّ

GMT 22:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يمازح الجمهور بعد مروره بموقف طريف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab